رجحت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن تتمكن الاتصالات واللقاءات على خط بيروت – موسكو من تخفيف حدة التوتر في العلاقات الثنائية، لافتة الى أن روسيا تتفهم الموقف اللبناني وظروفه السياسية والاقتصادية وتوازنات علاقاته مع دول الغرب وتحديداً الولايات المتحدة واوروبا، لكن ذلك لا يلغي أن روسيا ستسجل على لبنان موقفه الذي اتخذه ضدها في مرحلة صعبة تمر بها، وكان بإمكان خارجية لبنان اتخاذ موقف أقل حدة وأكثر ديبلوماسية وموضوعية لا يغضب الروسي ويرضي الأميركيين الذين ضغطوا بهذا الاتجاه.
ولفتت المصادر الى أن بيان الخارجية أسقط مبدأ النأي بالنفس وخرق أساسي للبيان الوزاري، مستغربة الانتقائية والاستنسابية إزاء تطبيق مبدأ النأي بالنفس وحصره فقط بدول الخليج. وأوضحت المصادر أن السياسة الخارجية تتخذ في مجلس الوزراء وفق المادة 52 من الدستور، وليس في وزارة الخارجية أو في رئاسة الحكومة، لكون بيان الخارجية هو موقف وليس قراراً إدارياً أو وزارياً.
علقت مصادر نيابية عبر “البناء” على ما قاله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في حديث صحافي أمس، عن ربط موقفه من الحرب الأوكرانية بالقول، إن لبنان لا يستطيع إلا ان يكون مع الشعب الذي تدخل الى أرضه جيوش أجنبية وهذا موقف أخلاقي، فقالت: “كنا نصدق هذا التبرير الأخلاقي لو شهدنا مثله في التعليق الرسمي على العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، ويسقط هذا المعيار الأخلاقي عندما تتدخل السياسة لتجد أعذاراً للتدخل الخارجي هناك وعدم الأخذ بالأعذار هنا، بينما المطلوب بسيط وهو أن يكون لبنان في الحالتين كدولة داعياً للحلول السلمية واستبعاد اللجوء إلى العنف بما يأخذ بالاعتبار المطالب والهواجس المشروعة لفريقي الصراع”.
وكشفت مصادر “البناء” عن طلب من السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا للمعنيين بضرورة اتخاذ موقف ضد روسيا لأهداف سياسية.
وتساءلت مصادر سياسية عبر “البناء”، “ماذا لو انتصرت روسيا في الحرب؟ كيف يتخذ لبنان هذا الموقف الذي قد يهدد علاقاته مع دولة عظمى كروسيا، يرتبط لبنان معها بعلاقات اقتصادية واستثمارات عميقة. فهل أخذ معدّو بيان الخارجية بعين الاعتبار حجم المصالح اللبنانية والتداعيات الاقتصادية قبل كتابة هذا البيان؟”