سليمان فرنجية

فرنجية يكشف “أوراق” باسيل؟

| مرسال الترس |

يعتقد كثيرون أن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية نجح في كشف خطط و”أوراق” رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الالتفافية، والتي اعتمدها منذ شعر أن “الثنائي الشيعي” يتجه إلى دعم “أبو طوني” في الانتخابات التي ستختار الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، الأمر الذي أدخل البلد في فراغ رئاسي منذ تسعة عشر شهراً.

وبموازاة ذلك، قارب باسيل نقطة اللاعودة في حلف تياره مع “حزب الله”، القائم منذ شباط 2006، مع اليقين الملموس أن الحزب قد بذل “الغالي والنفيس” من أجل دعم نائب البترون كي يحافظ على تنافسه مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أو التقدم عليه في مستوى التمثيل المسيحي، وآثر الحزب عدم دعم حلفاء آخرين، ومنهم تيار “المردة”، في انتخابات العام 2018، كرمى لعيون باسيل الذي أنكر على الحزب كل ما قام به، لا بل وجه إليه الاتهامات في القضايا الاستراتيجية، وهو ما أزعج الحزب وأمينه العام السيد حسن نصر الله الذي آثر العض على جراح نكران المعروف علّ باسيل يعود عن غيّه.

وقد نجح فرنجية، في مواقفه المتقنة والمدروسة التي أطلقها في الذكرى السادسة والأربعين لمجزرة اهدن، في نسف “استراتيجيات” باسيل، عندما رمى قنبلة دخانية بأن جعجع هو “الأكثر تمثيلاً في الشارع المسيحي، نتيجة السياسات “العشوائية والانتقامية” التي اعتمدها باسيل في تياره، الأمر الذي أخرج الأخير عن طوره ودفعه إلى الرد بعصبية كشفت ضعف حجته، وبخاصة أن فرنجية طرح عبر الخطاب، الذي يشبه خطاب القسم الرئاسي، حصر التنافس بينه وبين جعجع في أية انتخابات نيابية، باعتبار أن كلاً منهما يمثل خطاً واضح المعالم في السياسة اللبنانية.

أضف إلى ذلك أن فرنجية، الشفاف جداً في المسلمتين الوطنية والمارونية، قد تحدى باسيل، الذي يرفض في مطلق الظروف وصول الزعيم الزغرتاوي إلى قصر بعبدا، أن يذهب إلى معراب ثانية ويؤيد فيها ترشيح جعجع إذا كان صادقاً في طروحاته، ويبرهن لمن يعنيهم الأمر أنه لا يقوم بكل هذه “الرقصات السياسية” من أجل الوصول شخصياً ليكون المرشح الرئاسي الوحيد وبدون أي منافس.

فهل يجرؤ باسيل على تبني ترشيح جعجع، ويمارس أسلوب معراب الثانية بطريقة مقلوبة؟