48 ساعة يمضيها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في لبنان لعله يتبيّن خلالها الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ما يتصل بمهمته. فهو أتى مجدداً الى حلبة الأزمة الرئاسية، مصحوباً بتوقّعات آخرها البحث في سبل الخروج من “الحلقة المفرغة” التي تحول دون انتخاب رئيس منذ أكثر من عام ونصف العام، وفق ما أفاد مصدر ديبلوماسي وكالة “فرانس برس”. فهل هناك أفق فعلي للخروج من “الحلقة المفرغة” رئاسياً؟
وفسّرت صحيفة “نداء الوطن” ما صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه “لا يبشّر”، ربطاً بتظهير موقفه من مهمة لودريان عبر قناة “إن بي إن” التي أوردت في مقدمة نشرتها المسائية أمس: “في انتظار أن يتكشف ما يحمله معه لودريان، كرّر رئيس مجلس النواب أنّ الحوار هو مفتاح الرئاسة، وسأل: “لماذا يعقد هذا الحوار في باريس؟”، مؤكداً أنّ الأفضل أن ينعقد هنا في بيروت، وقال إنه هو من يدعو بنفسه إلى أي حوار أو تشاور أو نقاش على قاعدة أن يرأسه رئيس مجلس النواب، مشيراً إلى أنّ “هذا الأمر ثابت بالنسبة إليه”.
وفي انتظار نهاية اليوم الثاني، قال المصدر الديبلوماسي الفرنسي إنّ لودريان سيحاول الدفع في اتجاه “الخروج من الحلقة المفرغة” التي دخلتها البلاد مع عجز القوى السياسية عن انتخاب رئيس للجمهورية.
وأوضح، متحفظاً عن ذكر هويته، أنّ لودريان يريد “تشجيع المشاورات الداخلية بين مختلف الفرقاء، بما يؤدي إلى اتفاق تمهيداً لانتخاب رئيس”.
وأعادت وكالة “فرانس برس” التذكير ببيان اللجنة الخماسية الصادر في 16 أيار الجاري بعد اجتماعها في السفارة الأميركية، حيث دعا الى “مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية”، وقال إنها “ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي”.
وأضافت أن “هذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة”، على أن يذهب النواب فور اختتام المشاورات إلى “جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد”.