عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان.. واليوم كان وقت هذا الإمتحان في المطبخ التشريعي لمجلس النواب …فمن يريد التشريع لمصلحة ناس الوطن ومن يريد حماية مصالح الحيتان؟
لمصلحة من تسليم أقدار اللبنانيين إلى كارتيلات الاحتكار في الغذاء والمحروقات والكهرباء والمياه والدواء؟
لمصلحة من محاولات تفخيخ قانون المنافسة عبر افراغ التعديلات المقترحة على المادة الخامسة من معناها الحقيقي؟
الجواب واضح: لمصلحة عدد محدود من اصحاب الوكالات بمعزل عن مصلحة المواطن
وبإنتظار صحوة ضمير قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في خطاب ٣١ آب الماضي بإسم حركة امل وكتلة التنمية والتحرير النيابية: لن نكون شهود زور حيال حفلة الاعدام الجماعي التي يتعرض لها اللبنانيون يومياً معلناً تقدم كتلة التنمية والتحرير بإقتراح قانون لإنهاء الاحتكار في مجال إستيراد السلع على اختلافها لتخلّص اللبنانيين من أي قانون جائر يمس بكرامتهم او يقتلهم واحالته الى اللجان المشتركة تسريعاً لمحاولة إقراره.
وفي الشأن نفسه رأى المكتب السياسي لحركة أمل اليوم أن الطريق الوحيد لإنهاء قضية كارتيلات الإحتكار للسلع بمختلف أنواعها والتي ينوء تحتها اللبنانيون جميعاً يكمن في إقرار قانون المنافسة وضرب الاحتكارات وإلغاء كافة الوكالات الحصرية التي تجعل من أصحابها متحكمين برقاب اللبنانيين ومصائرهم الحياتية.
في شأن آخر شدد المكتب السياسي على أن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري هو محطة مفصلية على المستوى الوطني رافضاً أية محاولة لتعطيلها وتأجيلها.
على أية حال محطات عدة يحملها هذا الإسبوع من إستكمال إنجاز مشروع الموازنة العامة إلى زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي حول مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية إلى إجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي برئاسة الرئيس نبيه بري في عين التينة/ وما بين هذه المواعيد من ملفات أولها وآخرها الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية.
في المواعيد غدًا يصل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت في زيارة سريعة تنتهي مساء الأربعاء فماذا في جعبة الوسيط الأميركي والذي إستبقت وصوله رسالة رسمية بشأن الموقف في الخطين 23 و29 أودعت في رئاسة مجلس الأمن الدولي.
الحكومةُ لا تملكُ عصىً سحريةً لحلِّ الازماتِ التربويةِ دفعةً واحدةً كما قال رئيسُها نجيب ميقاتي، الا انَ رزمةَ الازماتِ باتت تهددُ مستقبلَ الطلابِ وبالاخصِ في التعليمِ الرسمي، وان كانت الامورُ لا تُحَلُ دفعةً واحدةً لكنها تحتاجُ الى عنايةٍ لافتةٍ في بلدٍ كان يتغنى بمستواهُ التعليمي وميزاتِه العالمية، وبات يبدأُ عامَه الدراسيَ في شباط ، فطلابُ التعليمِ الثانوي في المدارسِ الرسميةِ عادوا اليومَ الى صفوفِهم مع قرارِ رابطةِ التعليمِ الثانوي تعليقَ اضرابِها الممتدِ الى اشهر، فيما اصطفَّ الاساتذةُ المتعاقدونَ امامَ وزارةِ التربيةِ مناشدينَ الحكومةَ تحقيقَ مطالبِهم..
الحكومةُ التي لا تملكُ عصًا سحريةً تربويةً هل تملكُ جرأةً علميةً ومنطقيةً لالغاءِ الوكالاتِ الحصريةِ التي تُعَدُّ احدَ ابرزِ أسبابِ الاحتكارِ وارتفاعِ الأسعارِ في الاسواق؟ اَلا يكفي ما حققَه هؤلاءِ من ارباحٍ خياليةٍ هم وحماتُهم السياسيونَ وغيرُ السياسيين؟ اَلا يكفي المواطنَ ما تكبدَه من هؤلاءِ ومن السياساتِ الاقتصاديةِ العوجاء؟
كتلةُ الوفاءِ للمقاومةِ قدمت إخباراً حولَ واقعِ الوكالاتِ الحصريةِ الى التفتيشِ القضائي والنيابةِ العامةِ الماليةِ التمييزيةِ – كما قال عضوُ الكتلةِ النائبُ حسين الحاج حسن، وحركةُ امل دعت عبرَ مكتبها السياسي الى ضرورةِ اقرارِ قانونِ المنافسةِ والغاءِ كافةِ الوكالاتِ الحصريةِ التي تجعلُ من اصحابها متحكمينَ برقابِ اللبنانيين ..
في فلسطينَ المحتلةِ يتحكمُ الرعبُ بكلِّ سيناريوهات الاحتلال، واعلامُه ومراكزُ ابحاثِه تقدمُ اسوأَ التوقعاتِ لايِّ حربٍ مقبلةٍ قد تفتعلُها حكومةُ تل ابيب او قد تُفرضُ عليها، حتى وصلَ الامرُ ببعضِ المحللينَ الى وصفِ الواقعِ بالقول: اِنَ كيانَهم مضى على ورقةِ اعدامِه وينتظرُ ساعةَ التنفيذ..
في اوروبا الشرقيةِ ساعاتٌ صعبةٌ يعيشُها الناتو واتباعُه معَ تورطِهم بحركةٍ استفزازيةٍ تقودُها الولاياتُ المتحدةُ الاميركيةُ ضدَ روسيا، اما موسكو التي استقبلت الرئيسَ الفرنسيَ ايمانويل ماكرون بثابتةِ عدمِ التنازلِ عن عمقِ امنِها القومي، فقد سمعَ من الرئيسِ فلاديمير بوتن انَ اللعبَ بالنارِ على حدودِ روسيا سيكونُ مكلفاً جداً..
يوماً بعد يوم، تُثبت غالبية القوى والشخصيات السياسية اللبنانية، التقليدية كما التي تدعي التجديد، أنها تدور في الحلقة المفرغة إياها التي أوصلتنا الى ما نحن فيه.
يوماً بعد يوم، وعوض طرح برامج الاصلاح القابلة للتطبيق، ودعوة الناس للاختيار على أساسها، تتكرر الشعارات الفارغة التي بدأت تطل ببعض رؤوسها على اللوحات الإعلانية.
يوماً بعد يوم، تتواصل محاولات التذاكي على الناس، عبر طمس التاريخ الأسود لهذا أو ذاك من القوى، لمصلحة حاضر لا يعكس الماضي بأي حال، ولا يطمئن إلى المستقبل في كل الاحوال.
يوماً بعد يوماً، يتحالف الاضداد، وتُحاك التركيبات، لا من أجل قيام دولة، ولا في سبيل تعزيز سيادتها ومقوماتها المختلفة، بل تطبيقاً لقاعدة “قوم لإقعد مطرحك”، لأواصل السياسات نفسَها التي أخوض المعركة على أساسِها ضدَك.
يوماً بعد يوم، تفرض الانتخابات النيابية نفسها على الأجندة السياسية، وحتى الشعبية، متجاوزة في بعض الأحيان أولوية معالجة الأزمة المعيشية المتفرعة عن الكارثة الاقتصادية والانهيار المالي.
غير أن الأهم من كل ما سبق، أن مسؤولية اللبنانيين عن مستقبلهم تزداد، يوماً بعد يوم.
ويوماً بعد يوم، يتجدد الأمل وتتكرس الثقة، بألا ينساق الناخبون خلف الشعارات البراقة، وكلام الحق الذي يراد به الباطل، لهم وللبنان.
أسبوع التجاذبات بامتياز: التجاذب الأبرز كهربائي، بحيث لم تُفضِ الاتصالات حتى الساعة إلى اتفاق في موضوع التمويل : مساعدة، قرض، او سلفة … تتعدد التسميات والمعضلة واحدة : لا مساعدات، لا قرض ولا سلفة لأن مؤسسة كهرباء لبنان غير قادرة على السداد في ظل عدم القدرة على الجباية بما يكفي. وحتى لو استطاعت الجباية فإن التسعيرة تبدو منخفضة جدًا .
إنطلاقًا من هذه المعطيات، يمكن الحديث عن ” معضلةِ كهرباء لا أزمةِ كهرباء فقط.
التجاذب الثاني بين الحكومة ومصرف لبنان .
جمعية المصارف أعلنت رفضها خطة الحكومة لمعالجة الأزمة المالية ، وفي رأي الجمعية أن الخطة ستؤدي إلى فقدان الثقة في القطاع المصرفي بشكل دائم على مدى أجيال مقبلة .
التجاذب الثالث هو الموازنة العامة لعام 2022 . هل ستُنجَز الموازنة هذا الأسبوع ؟ ماذا عن أبواب تمويلها، أي الإيرادات؟ هذا هو السؤال الأكبر واللغز الأكبر.
لكن البداية من عودة بالذاكرة إلى مرحلة الانقلاب على الطائف وولادة الترويكا بعد انتهاء الحرب والتداعيات السلبية لهذا الانقلاب.
المعركة بين رئاسة الجمهورية و حاكمية مصرف لبنان مستمرة،و وفق معلومات ام تي في- فأن رئيس الجمهورية يريد ان يقبع رياض سلامة من حاكمية مصرف لبنان قبل الانتخابات النيابية ليشكل قبعه مكسبا للعهد و للتيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية،تحت شعار محاربة الفساد، لكن محاولة عون تصطدم بجدار سميك من الرفض يبدأ عند رئيس الحكومة ميقاتي و لا ينتهي عند رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من دون ان نغفل الموقف المتقدم الذي عبر عنه البطريك الراعي امس، فهل يتمكن اركان العهد من تحقيق ما يخططون له ام ان قبع سلامة في عز ورشة المفاوضات مع الصندوق الدولي لن يمر لا محليا ولا دوليا ، توازيا الانظار تتجه الى سبل اقرار الموازنة و لا سيما ان موضوع الكهرباء قد يشكل مادة متفجرة في ظل وجود رأيين و توجهين، الاول يدعو الى ادارج سلفة الكهرباء ضمن الموازنة ، والثاني ان تبقى خارجها ‘ فهل يؤدي الخلاف المكهرب الى تأجيل اقرار الموازنة في مجلس الوزراء الخميس المقبل؟
انتخابيا الاستحقاقات المنتظرة في مهب المنظومة الحاكمة فالانتخابات البلدية اصبحت على ما يبدو في حكم المؤجلة ، حسب نائب كتلىة ميقاتي علي درويش ان الرئيس ميقاتي يبحث في تأجيل الانتخابات البلدية لمدة سنة من اليوم ،ويلاحظ وجود حفلة ممنهجة في قوى الثامن من اذار هدفها واحد تطيير الانتخابات لانها عبثية اي لن تؤدي الى اي تغيير في الواقع السياسي و واقع توازن القوى بين الاطراف و القوى الحزبية ، فهل تتمكن المنظومة المدعومة من حزب الله من تأجيل الانتخابات و تطييرها ، ام هذه الانتخابات تشكل خطا احمر بالنسبة الى المجتمع الدولي بالتالي فلا مفر من اجرائها في موعدها مهما بالغت المنظومة
في تسخيفها وافراغها من محتواها، الارجح ان سيناريو الـ2005 سيتكرر
اي ان كلمة السر العربية والدولية ستكون واضحة الانتخابات الآن، لذلك ايها اللبنانيون استعدوا ليوم الحساب الكبير ، واعلوا ان خلاص الوطن الموطن موجودان في ورقة اقتراعكم و اوعا ترجعوا تنتخبوهون..
ما هم الوكيل الحصري بوجود الراعي الأصلي في وكالة بلا بواب تدعى دولة، وتدار برؤوس حامية مع الأذناب ما بين ساحة النجمة اليوم والسرايا غدا مسافة جلستين في المجلس النيابي قانون للمنافسة تبارزت على دراسته لجان مشتركة وأشبع مواقف وتعديلات وعندما وصل ببنده الخامس إلى منطقة الوكالات الحصرية المحرمة رمت اللجان المشتركة بالمشكلة إلى الهيئة العامة وفي السرايا جلسة موعودة بسحب الوكالة الحصرية من المدعي العام التمييزي ووضعها في تصرف وزير العدل الموضوع بالأصالة في خدمة العهد من الأزمة يستولد السياسيون أزمات وأمام كل استحقاق يحفرون القوانين في قبورها، وإن بمسميات جديدة فقانون المنافسة اكتسب كنيته من قانون إلغاء الوكالات الحصرية وهي وكالات موزعة على الرعية الطائفية وزعاماتها وقد اتخذ هؤلاء من الوكالات باب رزق استأثروا فيه بالموارد ودعمها من “جيب” الدولة.
وعندما جفت موارد الدعم تنبهوا إلى ضرورة تنظيم هذا القطاع وفي مجريات المنافسة في جلسة اليوم انكشفت أم الفضائح إذ إنه من أصل ثلاثة آلاف وثلاثمئة وثلاثين وكالة تجارية حصرية هناك ثلاثمئة وست عشرة منها فقط تدفع الرسوم المتوجبة للدولة والفضيحة الأكبر أن الشركات المتخلفة عن دفع الرسوم تمارس حقها في الاستيراد ولا تزال تحتفظ بسجلها التجاري وتفرض نظام البلطجة عبر منع غيرها من الاستيراد بإقامة دعاوى قضائية عن طريق قاضي الأمور المستعجلة وهذه العصابة الممتدة في شرايين الدولة عجزت عن مواجهتها إمبراطورية الرئيس رفيق الحريري في تسعينيات القرن الماضي فالرجل الحاكم بأمره هزمته مجموعة تجار وفي جمهورية حصرية، كان للدولة أن تترأس الوكالة الشرعية وتنظم عمليات الاستيراد من المنتج مباشرة إلى المستهلك، من دون المرور “بهالك ومالك” إلى القابض على الأرواح تحت مسمى وكالة حصرية ولا يضيع دعمها للمواد الأساسية من غذاء ودواء ومحروقات وحتى كهرباء في دهاليز المافيا المسيطرة على هذه القطاعات.
والمفارقة اليوم أن الاختلاف في السياسية لا يفسد للاحتكار قضية فالمتنازعون في السلطة تجدهم يتوافقون على مصالح تجارية واحدة وشهدت جلسة مناقشته انقساما حادا حتى في داخل الكتل النيابية نفسها فكان التيار الوطني الحر من أشد المعارضين لإلغاء الوكالات، وهو القانون الذي كان قد تقدم به الوزير السابق منصور بطيش المحسوب على التيار والانقسام انسحب على كتلة المستقبل حيث أيد النائب سمير الجسر القانون، فيما رفضته النائب رولا الطبش أما زعيمة المعارضة لرافضي إلغاء الوكالات الحصرية فخرجت من عباءة كتلة التنمية والتحرير وتولت النائبة عناية عز الدين مهمة الدفاع، وحذرت من محاولات يقوم بها بعض النواب لتفخيخ القانون من خلال إفراغ التعديلات المقترحة على المادة الخامسة منه من مضمونها ورأت أن ما يجري يصب في مصلحة عدد محدود من أصحاب الوكالات بمعزل عن مصلحة المواطن هل هو تبادل أدوار؟
أم هي قوانين ترمى في البازار السياسي على أبواب الاستحقاق الانتخابي؟
كل الأسئلة مشروعة مع منظومة لا يؤمن جانبها في الاستمرار بإدارة دولة منهارة وما يجري التعامل فيه على برها، له صورة طبق الأصل في بحرها حيث علامات الاستفهام تخطت خطوط الطول والعرض حول النية في المحافظة على ثروة لبنان النفطية وفي هذا الإطار على ماذا ينص اتفاق الإطار؟
وما على رئيس مجلس النواب نبيه بري إلا أن يفرج عنه لمعرفة الخط الأبيض من الخط الأسود على بعد ساعات من وصول مندوب إسرائيل السامي إلى بيروت وأميركا القادمة بحرا رفعت من درجة الإنذار في الاستحقاق الانتخابي على البر وقالت السفيرة الأميركية دورثي شيا لرويترز إن الانتخابات يجب أن تجرى في موعدها، ولا مجال للمراوغة أو المناورة.