الوضع الأمني والعسكري عند الحدود الجنوبية في رأس هرم الأولويات رغم أن المشهد الميداني لم يتغير: قصف جوي ومدفعي اسرائيلي لبلدات لبنانية وهجمات صاروخية للمقاومة على الشمال الفلسطيني المحتل وشكاوى لا تتوقف في المستوطنات.
جديد هذه الشكاوى عكسته وسائل اعلام عبرية بقولها إن مستوطني كريات شمونة وشلومي تعرضتا لأسوأ الأضرار التي لحقت بالنشاط التجاري ورئيس إحدى المستوطنات بتأكيده أن اربعين بالمئة من السكان الذين نزحوا سيرفضون العودة الى منازلهم.
وارتباطا بالتطورات على الحدود جاء الرد الرسمي اللبناني على الورقة الفرنسية وبدا بوضوح أنه أعد بعناية كبيرة، فوازن بين قبول لبنان بالقرار الدولي 1701 والإمتناع عن تنفيذ الشروط الاسرائيلية بما يعطي انطباعا إيجابيا حول التفاعل مع الاهتمام الدولي الذي يقدم على ان هدفه منع الانزلاق الى الحرب.
وفي الذكرى الخمسين ليوم القسم، أكدت حركة امل في بيان لمكتبها السياسي ان الجنوب يبقى همها وغاية انطلاقتها تحميه كما هو عهدها بالدماء والعطاء وجددت التزامها الحركي والوطني بالتصدي للمشروع الصهيوني وشددت على ضرورة عدم ترك منطق الشغور في المؤسسات يمتد والانهيار الاقتصادي يستمر والتفلت الأمني يتمادى قائلة: عبثا الرهان على ارادة الخارج. واكدت حركة امل دعمها الكامل لنضال وجهاد الشعب الفلسطيني في كفاحه من اجل حقوقه المشروعة.
والشعب الفلسطيني يستمر طعما للحديد والنار في قطاع غزة، حيث يعكس النهج العدواني ما يشبه التفاوض بالدم.
تزامنا مع قرار اسرائيل ارسال وفدها المفاوض الى قطر بعد تقديم حركة حماس مبادرة من ثلاث مراحل.
المبادرة الحمساوية حصدت تفاؤلا حذرا من جانب الولايات المتحدة التي أدرجتها ضمن حدود ما هو ممكن وضمن أطر التفاوض الذي اتفق عليه في باريس واكدت ان الوسطاء يعملون لسد الفجوات المتبقية من اجل التوصل الى اتفاق بشأن الأسرى ووقف اطلاق النار في غزة.
اما الحكومة الاسرائيلية ورغم قرارها ارسال وفدها الى قطر، فقد وصفت المبادرة الحمساوية بأنها غير منطقية وفي الوقت نفسه صادق رئيسها بنيامين نتنياهو على خطة اجتياح رفح … فهل هذه الخطوة جدية ام أنها مجرد مناورة للضغط المفاوضات المرتقبة.
في ظل هذه المناورة، رصدت قراءة اسرائيلية للمشهد القائم تستحق التوقف عندها …. فقد قال الكاتب والمؤرخ والأستاذ الجامعي الاسرائيلي نوح هراري إن حركة حماس تقترب من إلحاق هزيمة بإسرائيل لأن الحملة في غزة لا تتعلق بمن يقتل المزيد من الناس او يأخذ المزيد من السجناء او يدمر المزيد من المنازل او يحتل المزيد من الأراضي، مشددا على ان الفائز هو الجانب الذي يحقق أهدافه السياسية. وقال إن الأهداف السياسية في حالة حماس واضحة تماما وقد تحقق بعضها بالفعل وإن الفائز هو الجانب الذي يحقق أهدافه السياسية.
هدنة غزة معلقة على مفاوضات قطر، فيما الرئاسة اللبنانية معلقة على مباحثاتِ اللجنة الخماسية. في القطاع أولاً، كل المؤشرات تفيد أن ثمة حلحلةً واضحة، وأن الفريقين يحاولان التوصلَ إلى مرتكزاتٍ مشتركة، تساعدهما على إنجاز الهدنة المفترضة، وقد تجلى ذلك من خلال إعلان حماس أنها مستعدةٌ لهدنةٍ تقتصر على ستةِ أسابيع، تشمُل تبادلَ رهائن بأسرى فلسطينيين، فيما أعلن مكتب رئيسِ الوزراء الإسرائيلي أن وفداً سيسافر إلى قطر، ولكن من دون تحديد موعدٍ لذلك.
في لبنان، الأسبوع الطالع هو أسبوع اللجنة الخماسية، التي ستجول على المسؤولين والقيادات بهدف تقريبِ وجهات النظر من الملف الرئاسي المعلق منذ عامٍ وخمسةِ أشهرٍ تقريباً، ووفق المعلومات فإنه ليس لدى سفراء اللجنة أيُ طرحٍ عمليٍ متكامل، فهم يعلمون أن أوانَ إنجازِ الاستحقاق لم يحِن بعد، وأن الشأنَ الرئاسي اللبناني، صار مرتبطاً بالهدنة في غزة.
وعليه فإن السفراء سيحاولون ردمَ الاختلافات في وجهات النظر، للاستفادةِ من الهدنة المنتظرة، لتمرير رئيسٍ في إطارٍ توافقي.
في الأثناء، الكلمةُ التي ألقاها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أمس في العشاء السنوي للتيار، لا تزال تتفاعل، وخصوصاً بالنسبة إلى دعوته بكركي لجمعِ القوى المسيحية. وعلمت الـ mtv أن ثمةَ محاولةٍ كنسيةٍ جِدية، يقودها أحد الأساقفة، لجمع الشخصيات والأحزاب المسيحية حول ورقةِ عملٍ موحدة، تضم عناوينَ المرحلة، وأن المحاولة المذكورة حققت نتائجَ لا بأسَ بها، لكنها لا تزال في حاجةٍ الى بعض الوقت لتتبلورَ نهائياً.
البداية من تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي بشكلٍ شبهِ دائم فوق الأراضي اللبنانية. فما الخطُ الجوي المعتمد؟ وما الرسالةُ والغاية من هذا الطيران الكاسر قواعدَ الاشتباك؟
المنتصر ليس بالضرورة من يقتل المزيد من الناس أو يدمر المزيد من المنازل أو يحتل المزيد من الارض .
المنتصر هو الجانب الذي يحقق أهدافه السياسية، وبالتالي فإن حماس تقترب من الحاق هزيمة بإسرائيل ..
هذه خلاصات المؤرخ الصهيوني المعروف، واحد أهم أساتذة التاريخ في الجامعات العبرية يوفال نوح هراري، الذي عبر الى هذه الخلاصات فوق تجارب وقواعد ومعطيات اسرائيلية تظهر حجم الارباك والضياع في مركز القرار بتل ابيب ..
ومع كل يوم فيه المزيد من القتل والتجويع، تتقدم حماس خطوة الى النصر بحسب هراري الخائف على مستقبل اسرائيل وسمعتها ومكانتها الدولية التي باتت بأدنى مستوياتها كما قال ..
فيما قول الميدان إن الهزيمة التي ستمنى بها تل ابيب متشعبة، فإضافة الى كل ما أفصح عنه هراري فإن هيبة جيشهم تتمرغ بوحول غزة، وكل منظومتهم الامنية عاجزة عن تحرير أسير من يد المقاومين، وبالتالي فإن الخيبة في صفوف الجيش العبري عند اعلى مستوياتها، ومنها تتفرع الاتهامات وتحميل المسؤوليات المتبادلة بين القادة العسكريين والسياسيين ..
وبين الخيبة الصهيونية والاجرام المستمر، مساع تسمى مفاوضات لايجاد تهدئة في غزة لا يبدو ان بنيامين نتنياهو قادر على اتخاذ قرار ايجابي تجاهها لمعرفته بتداعياتها عليه.
وان كان القرار الاميركي المزيد من الضغط الاعلامي عبر مواقف بعض مسؤوليه ، الا ان الادارة الاميركية للحرب على غزة بعيدة عن كل تلك الاعتبارات، حيث ان الدعم العسكري الاميركي المطلق للصهاينة لن يمس مهما كانت التجاذبات، فحاجة تل ابيب لخط امداد السلاح الاميركي كحاجتها للهواء لكي تقدر على التنفس كما قالت عضو الكنيست السابقة “كيسينا سبلتوفا”..
لكنه شريان غير كاف لخوض حرب حقيقية على جبهة الشمال كما يقول الخبراء الصهاينة، فواقع الجبهة مع لبنان أكثر صعوبة ، والرسائل الصاروخية اليومية من قبل حزب الله تزيد من إرباك الخيارات العبرية.
في مستهل ثلاثية “التيار الوطني الحر” في ذكرى 14 آذار، قال رئيس “التيار الوطني الحرّ” كلمته أمس موجها أكثر من رسالة: في التفاهم شدد جبران باسيل على أن التيار لم يخرج منه ولكن الحزب هو من خرج عندما تخلّى اولاً عن بناء الدولة، وبعدها عن الشراكة، واخيراً تخطّى سقف حماية لبنان …كلام المساء استتبعه باسيل برده اليوم على أسئلة شباب “التيار” بقوله عند التطرق الى التفاهم: إن عدتم عدنا معهم ومع غيرهم. وعلى وقع هذا الكلام الذي سيستحوذ على مساحة اهتمام كبيرة في الساعات المقبلة، ترقّب لجولة لقاءات جديدة يعقدها سفراء الخماسية مطلع الاسبوع المقبل موسعين مروحة المحادثات لتشمل هذه المرة الاطراف المسيحية المعنية أولا بالاستحقاق الرئاسي، وعلى رأسها الرئيس العماد ميشال عون والبطريرك الراعي الذي دعاه باسيل الى جمع القيادات المسيحية لرفع الصوت بمواجهة عملية الاقصاء المتعمّد الذي يتعرّض له المكوّن المسيحي، معتبرا أن بكركي لا يجوز أن تعتذر بحجة أن أحدهم يرفض تلبية دعوتَها فمسؤوليّتُها ان توجه الدعوة، ومن لا يلبي ، يتحمل مسؤولية غيابه والاقصاء أمام التاريخ والناس.
هذا في السياسة أما في الميدان جنوبا ، فوحده الرد اللبناني على الورقة الفرنسية استحوذ على الاهتمام ، فهل يقترن بمواصلة فرنسا لجهودها جنوبا ؟ يحصل ذلك مع معلومات عن انتقال رئيس الموساد الاسرائيلي الى الدوحة لاستكمال مفاوضات الهدنة على الرغم من الرد الاولي السلبي الذي صدر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه مقترح حركة حماس، ما يفتح باب التكهنات حول الجديد المستجدّ في الملف.
اجتماع في بيروت، الكشفُ عنه يحدث تداعيات ومضاعفات ومتاعب للبنان.
فقد أوردت وكالة الصحافة الفرنسية نقلًا عن مصادر فلسطينية وحوثية أن “اجتماعًا نادرًا “، حسبما وصفته الوكالة، عُقد الأسبوع الماضي بين قيادات من فصائل فلسطينية أبرزُها حركة حماس، والحوثيين، لمناقشة “آليات تنسيق أعمال المقاومة ضدّ إسرائيل، في ظل حرب غزة.
المسؤول الحوثي الذي لم يُكشَف عن إسمه، والذي كَشف أن الاجتماع عُقِد في بيروت، أوضح أن النقاش تناول “توسيع دائرة المواجهات ومحاصرةَ الكيان الاسرائيلي”.
وبحسب مصدر فلسطيني ثانٍ طلب بدوره عدم نشر اسمه، فإنّ الاجتماع ناقش أيضاً “تكاملية دور أنصار الله مع الفصائل الفلسطينية، خصوصاً مع احتمال اجتياح إسرائيل، رفح”.
من بيروت إلى عُمان، حيث كَشفت صحيفة نيويورك تايمز أنّ الولايات المتحدة وإيران عقدتا محادثات سريةً وغيرَ مباشرة في عُمان.
وقالت الصحيفة إنّ المحادثات جرت في 10 كانون الثاني الماضي في مسقط، وترأس الوفدَ الإيراني نائبُ وزير الخارجية، كبير المفاوضين النوويين علي باقري قاآني، فيما ترأس الوفد الأميركي مبعوث الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك.
في ملف الأسرى ووقفِ النار، الأنظار إلى الدوجة التي يلتقي فيها غدًا رئيس الموساد رئيسَ وزراء قطر ومسؤولين مصريين.
بآمال من كل الاطراف هذ المرة، تنطلق في الدوحة الأحد جولة تفاوض آخر النفس .. وتحيطها سياسة ” عض الأصابع ” من جهات أربع اميركية اسرائيلية ايرانية وحمساوية، أما الجهة الخامسة الأكثر إيلاما فتلك المرابضة في البحر الاحمر، والتي طوقت حركة السفن وقطعت رأسها الذي لم يعد صالحا للإبحار. وهندس الحوثيون الحركة الملاحية النارية في اجتماع وصف بالنادر مع كبار القادة من حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضمهم وحركة أنصار الله اليمنية . وبحسب فرانس برس فإن الاجتماع ناقش تكاملية دور أنصار الله مع الفصائل الفلسطينية اذا ما أقدمت اسرائيل على اجتياح رفح . واذ يشكل اليمن القوة المقررة في الصراع والجناح الصاروخي الأفعل، فإن اسرائيل واميركا تسيران من تحت الماء خط التفاوض مع ايران لضبط التوتر في البحر الاحمر، فيما تبحر سفينة التفاوض الرئيسي الى الدوحة غدا مع تفعيل نظامها وتوسيع صلاحيات الوفد الاسرائيلي المفاوض بقيادة رئيس الموساد دافيد برنياع . ويتطلع كل طرف الى صفقة يبرمها اتفاق الدوحة المعقود على قوة دفع اميركية غير مسبوقة، والتي تعارض في المقابل اجتياح اسرائيل لرفح من دون تحييد المدنيين والابحار الاميركي بعكس رياح اسرائيل كان قائده زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب تشاك شومر، الذي كان يفاخر بأن اسمه عبريا هو حارس الشعب المختار.
ومع انقلاب رجل الصهيونية الأول على نتيناهو، اعتبر القنصل الاسرائيلي العام في نيويورك سابقا ألون بنكاس، أن خسارة اسرائيل لتشاك شومر تعادل خسارة اميركا. لكن نتنياهو يعمل ليومه الدموي كأنه يحيا غدا، مستثمرا في صمت العالم الدولي والعربي على افظع مجازر العصر ولا يترك رئيس حكومة اسرائيل فرصة للقضاء على المدنيين إلا ويقوم بها حتى ولو كان ثمنها المجاعة التي استبدت بغزة او ضرب عين الماء الوحيدة التي تزود سكان القطاع بالمياه. ثلاث عشرة مجزرة في الساعات الماضية توزعت أشلاؤها وجرحاها على مشاف مريضة، أما الأهداف فبينها عائلة الطباطيبي التي استشهد منها ستة وثلاثون شخصا معظمهم نساء وأطفال في قصف استهدف منزلهم غرب المخيم الجديد بالنصيرات وسط القطاع واسرائيل التي لم تكشف حتى اليوم ما اذا كانت قد اغتالت فعلا القيادي الرقم ثلاثة في حماس مروان عيسى، نسفت على سبيل الاحتياط منازل مدنية مأهولة في النصيرات، وحققت أهدافها في قتل زوجين انتظرا مولودا خمسة عشر عاما، ولما رزقا به خلال الحرب .. تمددت الأجساد الثلاثة في مشرحة واحدة داخل مستشفى شهداء الاقصى. وتتكدس هذه المشاهد على مرأى من العالم المتحنط إنسانيا، ما يمنح نتنياهو تصلبا إضافيا وتوغلا في ارتكاب المزيد، لأن احدا على كوكب الحياة لن يأمره بالتوقف. ومسار الدم هذا لا بد ان يبدأ بالانحسار مع تفاعل جملة عوامل يتقدمها تخثر الدماء في عرق الجيش الاسرائيلي المنهك .. وارتفاع امواج البحر الاحمر .. وهز العصا الاميركية على اجتياح رفح . ومن تكسر نصاله في الداخل لن يكون في عافية ليفتح حربا خارج الحدود ولاسيما في الجبهة مع لبنان، اذ صرحت الخارجية الاسرائيلية اليوم وبلسان مسؤول عربي: ” لقد أعلنا أكثر من مرة، أننا لا نريد أن نوسع دائرة الحرب و مطلبنا الوحيد هو تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 وهي الرغبة التي ابداها لبنان الرسمي في رده بالامس على الرسالة الفرنسية، لكنه وضع الكرة في ملعب اسرائيل التي لم تلتزم يوما بتطبيق اي قرار دولي . ومواويل هذا القرار سوف تظل تسمع من الساحل والوادي الى جنوب النهر، لأن مفاعيله مرتبطة بوقف الحرب . وكذلك مفاعيل القرار الرئاسي الذي علق على شجرة خماسية سوف تزهر غصونها في الربيع ويتمدد نشاطها من فصل الى آخر . وفي الاثناء , يحرك الاعتدال , ويحرحر سمير جعجع , ويتسيد نبيه بري الحوار الموهوم , ويستثمر جبران باسيل في لم الشمل و” لم المصاري ” المحلية تمويلا للتيار , وهو رمى على بكركي بالامس حمل جمع القيادات لرفع الصوت في مواجهة ما اسماه عملية الاقصاء المتعمد التي يتعرض لها المكون المسيحي ومن لا يلبي الدعوة يتحمل المسؤولية وتنكشف كذبة شعاراته . وربما بات على البطريرك الراعي ان يعدل في عظة الغد ويلبي ارشادات جبران باسيل لأنه لو فعل ستكون عظة الفصح المجيد بعد اسابيع مخصصة لكشف اكاذيب جبران باسيل وشعاراته في حماية المسيحيين وتطفيش المسلمين.