الرئاسة الثانية تحت سقف “الحزب”

قال ديبلوماسي عربي لصحيفة “نداء الوطن” شارك في اللقاءات الجارية بين السفراء العرب والأجانب، إنه لمس “امتعاضاً” من اسلوب التسويف الذي يعتمده الرئيس بري في ادارة الاتصالات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، ما يشير الى أنه يحاول أن يظهر قدر المستطاع “الاستقلالية” في مواقفه، فلا يبدو لصيقاً بـ”حزب الله”، الا أنّ الأمور في نهاية المطاف أظهرت بوضوح أن الرئاسة الثانية هي عملياً تحت سقف “الحزب”.

وأضاف الديبلوماسي العربي لصحيفة “نداء الوطن”: “سمع معظم الديبلوماسيين من مراجع مسيحية عليا أنّ هناك تطاولاً مكشوفاً يمارسه “حزب الله” على المواقع المسيحية وفي مقدمها استحقاق الرئاسة الاولى، وهو أمر لا يساعد على حل الأزمة وواجب الرئيس بري معالجته”. واستدرك: “هذا لا يعني أن كلمة “الحزب” ستكون هي النافذة. والسبب الأول هو أنّ الوضع المسيحي لا يمكن تهميشه. وما يحصل في موضوع الرئاسة الأولى سيجعله أكثر تماسكاً وتشدداً”.

وشدد الديبلوماسي العربي على أنّ “أي حل أو تصور أو مشروع كي يترجم، يتطلب وجود رئيس للجمهورية ورئيس حكومة وحكومة. وإذا ما بقي البلد في هذا الفراغ، فسيواجه تداعيات أصعب مما مرّ به لبنان حتى الآن”.

ويعود الديبلوماسي نفسه إلى المداولات الجارية بين السفراء المعتمدين في لبنان، فيشير الى أن هناك “شكوكاً في الأهداف المبيّتة لـ”حزب الله”، فهل يريد فعلاً انتخاب رئيس للجمهورية؟ والمعطيات تشير الى أن “الحزب” يريد تغيير النظام السياسي، ما يؤدي الى قوننة سلاحه؟ بصرف النظر عما إذا كان في مستطاعه ان يصل الى ما يريد”.

ويتساءل الديبلوماسي: “هل من المعقول تعطيل الانتخابات الرئاسية في مرحلة حرب تهدد لبنان وسط انهيار يكاد ان يدفع لبنان الى المجهول؟”.

ويخلص الديبلوماسي العربي إلى القول: “إنّ “حزب الله” جاهز فعلاً لتسوية رئاسية، لكن شرط تعديل النظام، ما يؤدي الى مزيد من إمساكه بمفاصل هذه الدولة دستورياً. وفي المقابل، كل المعطيات تشير الى أنّ كل المكونات الطائفية في لبنان باستثناء المكوّن الشيعي المرتبط بإيران، يرفض النيل من دستور الطائف الذي صار في جوهره صنو بقاء الكيان، والذي بفضله حظي لبنان بتوازن العيش المشترك”.