قالت مصادر رفيعة في “القوات اللبنانية” لصحيفة “الديار”، أن مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” كشفت المستور وهو ما كانت أساساً كشفته المعارضة منذ وقت طويل، بأن فريق “الممانعة” لا يريد انتخابات رئاسية، ويضع الحوار كعائق أساس أمام انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الانتخابات تحصل في طريقتين فقط لا غير، إما عن طريق الالتزام بالآلية الدستورية لجهة جلسة مفتوحة بدورات متتالية، ويربح من يربح ويفوز من يفوز، وإما عن طريق التشاور للوصول إلى خيار ثالث، بينما “الممانعة” ترفض الالتزام بالآلية الدستورية، وترفض التشاور للوصول إلى خيار ثالث، وتتمسك بمرشحها وتصرّ على حوار فولكلوري لم يؤدِ إلى أي نتيجة منذ العام 2006 إلى اليوم، وما قامت به كتلة “الاعتدال”، أنها كشفت هذا الفريق وما يقوم به، لأن مبادرة كتلة “الاعتدال” قائمة على فكرتين أساسيتين:
ـ أولاً أن تتداعى الكتل النيابية من أجل جلسة تشاورية تؤكد فيها الكتل مطالبتها الرئيس نبيه بري لجلسة مفتوحة بدورات متتالية، فجاء الردّ من قبل الوزير علي حسن خليل، بأن التداعي مرفوض، وأن الحوار هو المرغوب الوحيد، وهذا ما ترفضه المعارضة، وبالتالي، أجهض الوزير علي حسن خليل مبادرة التكتل بشقّها التشاوري ـ التداعي، كما أسقط الشق الآخر المتعلّق بالجلسة المفتوحة بدورات متتالية من خلال القول، يريدون جلسات مفتوحة، أي على طريقة الجلسات التي تحصل اليوم، والتي لم تؤدِّ إلى أي انتخابات رئاسية بحجة أن مجلس النواب لا يجوز إقفاله، علماً أن المجلس النيابي هو هيئة انتخابية وليس اشتراعية، علماً أن ما هو مطروح من قبل مبادرة “الاعتدال” هو أن تُفتح جلسة مفتوحة واحدة بدورات متتالية، ولا تُقفل حتى انتخاب رئيس الجمهورية، أي أن تبقى الجلسات يومية حتى انتخاب الرئيس، وهكذا تحصل الانتخابات بانتظار صعود الدخان الأبيض، وبالتالي، هذا الأمر الذي لم يحصل.
لذلك، ما قدّمته اليوم مبادرة “الاعتدال الوطني” أنها كشفت للمرة الألف أن الفريق المعطِّل للانتخابات الرئاسية هو نفسه، أي الفريق “الممانِع”، كونه يعتقد بأنه إما يستطيع أن يقايض تنفيذ الـ 1701 مقابل رئاسة جمهورية، وإما يعتقد بأنه مع الوقت يستطيع إخضاع المعارضة والكتل النيابية الأخرى للتسليم بمعادلة إما مرشحه وإما الشغور، الأمر الذي لن يحصل.