| مرسال الترس |
كان واضحاً أن “الحظر على النشر” الذي فُرض على المعطيات التي رافقت “عشاء كليمنصو”، الذي أقامه الوزير السابق وليد جنبلاط لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، قد دفعت بالمحللين الى اعتماد أسلوبين متناقضين في تفسير حقيقة ما جرى في تلك الليلة.
القسم المناوئ لوصول فرنجية إلى قصر بعبدا، ومن ضمنه بعض الأحزاب والتيارات المسيحية، أوعزت إلى وسائل إعلامها شن حملة تسخيف وتقليل من شأن اللقاء، من زاوية أنه لم يتطرق إلى الملف الرئاسي لا من قريب ولا بعيد، متكئين إلى قول فرنجية أثناء دخوله إلى العشاء بأنه “عائلي بامتياز”. حتى أن المغالين في التعمية وصفوا العشاء بأنه “صحن سلطة بدون دسم”، وأقنعوا أنفسهم بالرواية التي اخترعوها وفق أسلوب “غوبلز” النازي.
أما الداعمين لفرنجية، فآثروا الاحتفاظ بما يملكون من معلومات، حفاظاً على “الجوهرة” التي بين أيديهم ولا يرغبون بالتفريط فيها لأي سبب.
وعليه، بات مدمنو الظهور على الشاشات من الفريق الأول، يستندون إلى ما قاله النائب مروان حمادة لجهة “اجتماعية اللقاء” لا أكثر، فيما يتسلح متحدثو الفريق الثاني بما قاله كل من النائبين بلال عبد الله وهادي أبو الحسن عن إيجابيات اللقاء.
أما المتجانسون مع أنفسهم، فقد كانوا على قناعة بأن مجرد اللقاء هو الحدث بحد ذاته، وهو ما رفع منسوب القلق في معراب وميرنا الشالوحي، في حين كان كلٌ من رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب تيمور جنبلاط وزميله عضو “التكتل الوطني المستقل” النائب طوني فرنجية “يضحكان في عبهما”، لأن مساعيهما المشتركة وخريطة الطريق التي رسماها سوية قد أينعت وأثمرت.
وبين هذا وذاك، علم موقع “الجريدة” أن الملف الرئاسي كان طبقاً دسماً على مائدة العشاء، حيث تم تطابق المعلومات التي سمعها عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور في السعودية، وما سمعه رئيس تيار “المردة” شخصياً من المراجع السعودية المعنية ـ أو من ينوب عنها. الأمر الذي دعا الى التساؤل: هل توحّدت المعلومات.. أم تقاطعت لتستقر على المنحى الإيجابي؟
مراجع متابعة بدقة لتفاصيل ما حدث، خرجت بانطباع أكيد أن الانسجام كان واضحاً إلى أقصى الحدود، وأن الأجواء كانت ودية وفق ما يشتهي الطرفان، استناداً إلى العلاقات التاريخية التي تربط المختارة وزغرتا منذ ستة عقود على أقل تقدير، وأنه إذا كانت بعض الظروف قد حالت دون اللقاءات، أو التباعد أحياناً في قراءة المعطيات التي تستجد بين الآونة والأخرى، فهذا لا يفسد في ود العلاقة بين العائلتين والمنطقتين.
فهل شكّل “عشاء كليمنصو” نقطة تحوّل في الفراغ الرئاسي، وبالتالي في تغيير مسار انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي تعبيد الطريق أمام فرنجية للانتقال إلى قصر بعبدا؟
الآتي من الأيام سيعكس أي وجهة نظر هي المتقدمة، أو التي ترجّح كفة ميزان الانتخابات الرئاسية.