جان ايف لودريان

الديبلوماسية الفرنسية أطلقت “النار على قدمها”!

لفتت أوساط سياسية مطلعة لصحيفة “الديار”، الى ان الحراك الديبلوماسي القطري او الفرنسي يأتي في الوقت الضائع، ومن المستبعد ان يصل الى اي نتيجة راهنا، لان ملف لبنان أصبح مرتبطاً بالتسوية السياسية الكبرى ما بعد توقف الحرب على غزة، وقبل ذلك لن تتبلور اي صيغة سياسية واقتصادية، فنتائج المواجهة ستكون هي الحاكمة، وسيتحدد معها مَن هي القوى الاساسية التي ستكون لاعبا رئيسيا على “الطاولة”، واذا كانت الدوحة تلعب دورا جوهريا في الهدن المتجددة في غزة، فهي لا تملك حتى الآن اي قدرة فاعلة على التأثير في الملف اللبناني، بغياب “الصفقة” الاقليمية الدولية المنتظرة.

في المقابل، تبدو باريس معزولة عن اي دور جدي في الاحداث، ولا يتوقف احد عند رأيها في اي شيء متصل بالتطورات الاقليمية المتفجرة، ولا تملك عمليا اي “اوراق” يمكن ان تضغط بها لاحداث اي خرق، فكل الاطراف في الداخل والاقليم، وحتى القوى الدولية سوف تظل ممسكة بكل اوراقها، الى حين انقشاع غبار المعركة المفتوحة على كافة الاحتمالات.

ووفقا للمعلومات، بعد الموقف الفرنسي المتحيز لـ “اسرائيل”، لن يتعامل “حزب الله” مع باريس كما قبل الحرب في غزة، وهذا ما سيكتشفه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان عند وصوله الى بيروت، كما سيسمع كلاما مشابها من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سيبلغها صراحة بان الديبلوماسية الفرنسية قد اطلقت “النار على قدمها” من خلال موقفها الصادم تجاه عملية الابادة الاسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة. وبمعنى آخر ستدفع باريس في  بيروت ثمن موقفها من الحرب في غزة.

ووفقا لمصادر مطلعة، لن يحصل لودريان الآتي من الرياض على اي اجابة على تساؤلاته، ولا اجوبة مجانية تمنح لـ”الاسرائيليين” في خضم مواجهة مفتوحة على كافة الاحتمالات. وباريس ليست طرفا مؤهلا راهنا كي تلعب دورا، اكبر منها في هذه المرحلة، واي حديث عن منح العدو ضمانات على الحدود غير واقعي، ولن يحصل عليها في جبهة تحتل اهمية كبرى في الصراع الدائر، حيث تعترف كل من فرنسا والولايات المتحدة بأن اشتعال الجبهة في لبنان على نطاق واسع  وليس القتال في غزة، هو الذي قد يجرّ المنطقة إلى حرب، ولهذا ستبقى استراتيجة “الغموض البناء” على حالها، وكذلك معادلة الردع المفتوحة على كافة الخيارات.