اعترف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بليكن بوجود خلافات داخل الإدارة الأميركية بشكل عام، وفي وزارة الخارجية بشكل خاص، بسبب الدعم غير المحدود لكيان الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.
وكشفت شبكة “سي إن إن” عن رسالة وجهها بلينكن، عبر البريد الإلكتروني لموظفي الخارجية، اعترف فيها بوجود خلافات داخل وزارة الخارجية حول نهج إدارة الرئيس جو بايدن الداعم لكيان الاحتلال الإسرائيلي في حربها على غزة.
وتأتي رسالته إلى الموظفين، التي أُرسلت في أعقاب رحلاته الأخيرة للمنطقة، وسط غضب ومعارضة متزايدة، ليس فقط من الموظفين في وزارة الخارجية ولكن داخل إدارة بايدن الأوسع.
وكتب بلينكن في رسالته الإلكترونية: “أعلم أنه بالنسبة للكثيرين منكم، فإن المعاناة الناجمة عن هذه الأزمة لها أثر شخصي كبير، وإن الألم الذي يصاحب رؤية الصور اليومية للرضع والأطفال وكبار السن والنساء وغيرهم من المدنيين الذين يعانون في هذه الأزمة أمر مؤلم. أشعر بذلك بنفسي”.
وأشار بلينكن إلى أن “بعض الأشخاص في الوزارة قد يختلفون مع الأساليب التي نتبعها، أو لديهم وجهات نظر حول ما يمكننا القيام به بشكل أفضل”.
وذكر بلينكن أن وزارته تجري منتديات و”مناقشات صريحة” في فروعها حول العالم، وأكد أن “هدف واشنطن الشامل هو إنهاء هذا الصراع الرهيب في أسرع وقت ممكن، مع الوقوف إلى جانب حق إسرائيل”، من وجهة نظره.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأسبوع الماضي أن مئات الموظفين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وقّعوا على رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف إطلاق النار، وهناك تقارير عن “مذكرة معارضة” داخل وزارة الخارجية.
واستقال الشهر الماضي مسؤول في وزارة الخارجية علناً احتجاجاً على سياسة الإدارة بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة.
وكان المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر قد أشار أمس الاثنين، في مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية، إلى أن الوزارة تضم أشخاصا لديهم وجهات نظر متنوعة، وأن “إحدى نقاط قوتنا كمنظمة هي أن لدينا هذا التنوع في وجهات النظر وأننا نرحب بالناس للإعلان عن هذه الآراء”.
وكشف أن بلينكن التقى عدداً من الأشخاص من جميع الرتب ومن مكاتب مختلفة في الوزارة، “للاستماع بالضبط إلى ما يفكرون فيه بشأن سياستنا، سواء في ما يتعلق بإسرائيل وصراعها مع حركة حماس، أو في ما يتعلق بالمنظمات الأخرى”.
وقد استقال الشهر الماضي مسؤول في وزارة الخارجية علناً احتجاجاً على سياسة الإدارة بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة.
وكشف موقع أكسيوس عن مذكرة داخلية في وزارة الخارجية الأميركية معارضة للرئيس بايدن تتهمه بـ”نشر معلومات مضللة” عن الحرب على غزة، وتؤكد أن “إسرائيلط ترتكب “جرائم حرب” في القطاع، وفقًا لنسخة من المذكرة حصل عليها الموقع الأميركي.
وأشارت المذكرة، التي وقعها 100 موظف في وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى أن دعم بايدن لـ”إسرائيل” جعله “متواطئًا في الإبادة الجماعية” في غزة، ما يكشف عن عمق الانقسامات داخل الإدارة الأميركية.
واعتبرت أن الإجراءات الإسرائيلية – التي شملت قطع الكهرباء والحد من الإمدادات الإنسانية وتنفيذ هجمات أدت لنزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين- تشكل “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي”.