يأتي حادث إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر، في ظل وضع تزايد فيه “التدخل الأميركي”، سواء في ما خصَّ اشتباكات المخيمات الأخيرة، إلى التدخل في أصغر القضايا في الوضع الداخلي اللبناني، بمعزل عن الاشتباك الدبلوماسي الذي حصل على هامش اجتماع ممثلي المجموعة الخماسية في نيويورك، على خلفية تناغم بين فرنسا وفريق داخلي لبناني.
حادثة إطلاق النار، الذي وصفت رصاصته بأنها غير طائشة، وتصب في إطار رسالة بالغة الوضوح، التقت زمانياً مع احتفال السفارة بالذكرى التاسعة والثلاثين لتفجير مبناها في منطقة جلّ البحر في بيروت.
والسؤال المحوري: هل بدأ توجيه الرسائل السياسية بالرصاص إلى السياسة الأميركية في لبنان، سواء على مستوى الموقف من الاستحقاق الرئاسي المختلف عن باقي أعضاء مجموعة الدول الخمس، أو على مستوى العقوبات التي تفرضها على الدولة اللبنانية بحجب الدعم الاقتصادي وممارسة الحصار الكهربائي عبر عقوبات قانون قيصر، وعلى شخصيات وقوى لبنانية لا تدور في الفلك الاميركي؟ أم أن هناك اسباباً أخرى غير لبنانية تتعلق بعلاقات ومواقف الإدارة الاميركية في المنطقة والعالم؟
أسئلة كثيرة تطرح حول أسباب وخلفيات تعرُّض السفارة الاميركية في عوكر لإطلاق الرصاص عند مدخلها، غداة اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك.