تواجه بولندا انتشار مرض مميت يسمى “داء الفيالقة” يصيب جهاز التنفس، ويعد من أشد أشكال التهاب الرئة.
وينجم المرض عن العدوى التي يسببها نوع من البكتيريا، ويُصاب الناس بها عن طريق استنشاق البكتيريا الموجودة في الماء أو التربة، حيث تفشت تلك البكتيريا في مدينة رزيسزو، الواقعة جنوب شرق بولندا.
وتُعد رزيسزو مركزا للإمدادات العسكرية التي تدخل أوكرانيا، ومركزا لاستضافة وحدة عسكرية أميركية كبيرة،
وقد ارتفع عدد الوفيات إلى 19 من أصل 160 مصابًا.
ولا يزال سبب تفشي المرض غير معروف، واستبعد المسؤولون البولنديون في المرحلة الحالية أي عمل تخريبي، بينما كان جميع الأشخاص الـ19 الذين ماتوا يعانون من أمراض مزمنة.
وتظهر أعراض المرض بعد فترة تتراوح بين يومين و10 أيام، من التعرض للإصابة، وتبدأ بصداع وآلام في العضلات وارتفاع درجة الحرارة التي قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
وبحلول اليوم الثاني أو الثالث، تتفاقم الأعراض وتشمل: السعال، وقد يكون مصحوبًا بمخاط ودم في بعض الأحيان، وضيق النفس مصحوبا بألم الصدر، وغثيان واضطراب معوي.
وأطلق الاسم على المرض في عام 1976 بعد تفشيه بين أوساط الحاضرين في مؤتمر رابطة الفيالقة الأميركية في مدينة فيلادلفيا، وتوفي حينها 29 مريضا.
وأورد موقع عيادة “مايو كلينك” الشهيرة أن هذه الجرثومة تعيش في الأماكن المكشوفة بالتربة والماء، ولكنها نادرًا ما تسبب العدوى، ويمكن أن تتكاثر في الأنظمة المائية من صُنع الإنسان مثل مكيّفات الهواء.
وذكر أنه من الممكن الإصابة بداء الفيالقة من أنظمة السباكة المنزلية، فقد حدثت أغلب حالات انتشار المرض في المباني الكبيرة، ورُبما يكون سبب ذلك أن الأنظمة المُعقدة تسمح بسهولة نموّ الجراثيم وانتشارها.
وأوضح أن معظم الأشخاص يصابون بالعدوى عندما يستنشقون القطرات الدقيقة التي تحتوي على البكتيريا، والتي قد تكون موجودة في الرذاذ الناتج عن مرش الاستحمام أو الصنابير أو الماء المتناثر عبر نظام التهوية في المباني الكبيرة.
وأشار إلى أن تفشي العدوى يرتبط بأحواض المياه الساخنة وأنظمة تكييف الهواء، وخزانات المياه والنوافير، إضافة إلى حمامات السباحة.
وبين موقع العيادة الشهيرة أنه ليس كل من يتعرَّض للبكتيريا الفيلقية يُصبح مريضًا، إلا أن الشخص قد يكون أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى في حالة التدخين الذي يتلِف الرئتين، والضعف في الجهاز المناعي، وبعض الأمراض المزمنة مثل السُّكري ومرض الكُلى أو السرطان.
ويمكن أن يؤدي داء الفيالقة إلى عدد من المضاعفات المهددة للحياة، ومنها: الفشل التنفسي الذي يحدث عندما لا تكون الرئتان قادرتين على إمداد الجسم بالأكسجين الكافي، إضافة إلى الصدمة الإنتانية التي تحدث عند الانخفاض الحاد والمفاجئ في ضغط الدم، ما يقلل من جريان الدم إلى الأعضاء الحيوية.
وقد تسبب هذا المرض في فشل كلوي حاد، عندما تفقد فيه الكلى فجأة قدرتها على ترشيح السموم من الدم، إذ يمكن للداء أن يكون مميتا إذا لم يُعالَج فورا.