| محمد جابر |
غالية هي دموع وائل عرقجي على كل لبناني كان يتابع منتخبه وهو يقارع الكبار في كأس العالم لكرة السلة، وكان محقاً بالكثير مما قاله.
كانت أحلامنا كجمهور وصحافة كبيرة جداً، ونحن الجيل الذي تربى على انجازات كرة السلة، وكنا نطمح أن نعوض خيباتنا الكثيرة في هذا البلد بإنجاز يرد الاعتبار لبلاد الأرز التي تعاني على كل الصعد، سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو انسانياً، فوجدنا ببطولة العالم متنفسا لنا في مواجهة الخيبة والفشل.
فليعذرنا وائل وكل أبطال المنتخب، أحد لم يكن يحلم أن يرفع منتخب لبنان كأس العالم بكرة السلة، نعلم انه ينقصنا الكثير، ودول العالم تطورت أكثر منا، ونعلم أن كل نجوم المنتخب قدموا تضحيات لأبعد الحدود، ونعلم أيضاً أن مجموعة لبنان هي الأصعب بين كل المجموعات.
ولكن بالإمكان يا وائل، أن يتم التعاطي بواقعية مع المباراة سواء من اللاعبين أو الجهاز التدريبي، وعندها لن تكون نهاية إذا خسرنا بفارق بضعة نقاط أمام منتخبات أفضل منا بأشواط، لقد دخل المنتخب المباريات بحماسة زائدة عرضتنا للخسارات الموجعة والأشبه بالكارثة.
سامحنا يا وائل إن “شطحنا” بالانتقاد لأننا ندرك أن كرة السلة هي الأفضل بين كل الألعاب الرياضية في لبنان، الجمهور كان متعطشاً للإنجاز وترتسم أمامه صورة الجيل الذي سبقككم، وصحيح أنه لم يحرز كأس العالم ولكنه استطاع مجاراة الكبار وخسر بفارق بسيط وكان يربح في مباريات مع منتخبات كبيرة.
قد تكون هذه السقطة يا وائل فرصة أمام أهل الحل والربط لتقويم الاعوجاج كي نعيد أمجاد كرة السلة اللبنانية، ومن شاهد المباراة مع فرنسا يدرك أن هناك تحسنا في الأداء وأملنا في اللقاء مع ساحل العاج وايران أن نعود لنغمة الانتصارات، ونحتل مراتب متقدمة وتبقى دموعك يا وائل غالية على قلوبنا، فرغم كل ظروف البلد لعبتم وتحديتم، وفي أحيان كثيرة يكون الفشل أول طريق نحو النجاح، ما زلنا نثق بكم لا تخيبوا املنا.