الوضع في الجنوب حذر ومناوشات للعدو الاسرائيلي تسجل من حين الى آخر هي قيد المتابعة الاممية فيما لا يزال قرار البرلمان الاوروبي حول إبقاء النازحين السوريين في لبنان خاطفا للمشهد الداخلي ومثيرا لعاصفة من التنديد به بوصفه قرارا جائرا بحق لبنان.
رئاسيا الموفد الرئاسي الشخصي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت في الربع الاخير من الشهر الجاري حيث يصل اليها بعد محطتين خليجيتين له الاولى: في المملكة العربية السعودية التي كان قد التقى فيها المستشار في الامانة العامة لمجلس الوزراء نزار العلولا
والثانية: في قطر حيث سيمثل فرنسا في الاجتماع الخماسي حول لبنان الذي ينعقد في الدوحة الاثنين المقبل لكن الاهم ان لا شيء واضحا حول مهمة الموفد الفرنسي الذي سبق ان حصرها بالسعي لاطلاق حوار بين القادة اللبنانيين..
على الصعيد المالي بات بحكم المؤكد ان النائب الاول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري وقبل اسبوعين من انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة سيتولى المسؤولية في ادارة المصرف وهو حسبما كشف سيبدأ تحركا مع الحكومة ومجلس النواب والقوى السياسية لعرض خارطة طريق للخروج من الازمة
ويبقى أن مسار التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الجنوبية سيدخل مرحلة حاسمة في النصف الثاني من آب المقبل مع وصول حفارة شركة توتال الفرنسية ومشاركة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين الى جانب شخصيات ووفود في احتفال إطلاق عملية الحفر.
البعض قد يشيخ. ولكن من دون ان يكتسب الحكمة. وهكذا هي اوروبا. وبحسب دراسات علمية فانه في العام 2050 ستصبح نسبه السكان الاوروبيين الذين تتجاوز اعمارهم 65 عاما اكثر من 36%. وهذا يعني شيئا واحدا لا تفسير آخر له: القاره العجوز تزداد عجزاوتخبطا في قراراتها.
هذا العجز بدا جليا في قرار البرلمان الاوروبي الأخير المتعلق بإبقاء النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية…وهل من المنطق أن تتكئ قارة بفعل فرمان همايوني على بلد بحجم لبنان؟أليس من قلة المنطق أن يدفع لبنان منفردا ثمن بقاء أكثر من مليوني سوري على أراضيه؟أين الديمقراطية التي تتغنى بها الدول الاوروبية؟ ماذا عن إحترام القانون الدولي في ظل التعسف بإستخدام التشريع للتعدي على سيادة الدول؟. ثم هل سأل البرلمان الأوروبي سفير اتحاده في بيروت رالف طراف عن حقيقة الوضع قبل اتخاذ قراره بشأن النزوح السوري؟.
واقع الحال ان طراف قدم امام المجلس الأوروبي معطيات مهمة في هذا الملف منها على سبيل المثال ان ليس كل اللاجئين السوريين في لبنان بحاجة الى الحماية السياسية التي تعتمدها مفوضية اللاجئين حيال إعطاء صفة (لاجئ) وبالتالي لا ينبغي اعتبارهم لاجئين. وستنشر ال NBN تفاصيل هذه الاحاطة في تقرير خلال النشرة.
في المقابل لبنان الرسمي مدعو للدفاع عن قراره السيادي و لمواجهة ورفض القرار الاوروبي الوقح على الصعيدين الحكومي والديبلوماسي سعيا لتعطيل مفاعيله السياسية والأمنية والقانونية والاقتصادية.
لبنان الرسمي مدعو اليوم قبل الغد الى فتح حوار مباشر مع سوريا ولا سيما في ما يتعلق بملف النازحين وغيره من الملفات التي تعزز العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.
رئاسيا بقي المشهد اللبناني على حاله من المراوحة والانتظار.
انتظار لعودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت واتصالات جانبية تتعلق بالحوار حول الملف الرئاسي الذي من المفترض أن توجه الدعوة إليه بعد اجتماع الاثنين الخماسي في قطر .
حدوديا بقيت قنوات التواصل مفتوحة عبر الأمم المتحدة ولبنان لإنهاء إشكالية خروقات العدو المستمرة والتي كان اخرها اليوم بين العديسة وبوابة فاطمة في كفركلا الحدودية وللغاية عقد الاجتماع الاول لفريق العمل المشترك في السرايا الحكومي وهدف الاجتماع لبحث افضل السبل لتطبيق ولاية اليونيفيل في لبنان ومعالجة الثغرات الميدانية.
تموز ضرب ضربته، ودرجة الحرارة ارتفعت بقوة. لكن الارتفاع ظل دون ما توقعه المتخصصون في الشؤون الجوية الذين صوروا ارتفاع الحرارة اليوم وكأنه غير مسبوق في شهر تموز. علما بان الادارات المعنية، وفي طليعتها وزارة البيئة، تحسبت للامر واكدت جاهزيتها لمواجهة موجة الحر ، من ضمن الخطة الاستراتيجية الهادفة الى الوقاية والحد من الحرائق. في السياسة، الحرارة الرئاسية دون المستوى المطلوب.
فالجميع في انتظار عودة جان ايف لودريان، فيما حركة الموفد الرئاسي الفرنسي محكومة بكثير من الاسئلة والالتباسات. ففرنسا، التي تراجعت عن معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام، لا تزال تبحث عن معادلة أخرى، وهي تجد في الحوار المعادلة المطلوبة.
لكن المشكلة ان اطرافا داخلية كثيرة ترفض الحوار ، وتعتبره مضيعة للوقت والهاء عن الهدف الاساسي ، المتمثل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فهل تقنع باريس الاطراف اللبنانية المعارضة بمعادلتها الجديدة، ام تصطدم مرة أخرى بالجدار المسدود ما يذيقها طعم الفشل مجددا؟
في الانتظار، الجميع يتطلع الى الاجتماع الخماسي الذي يفترض ان ينعقد الاثنين في الدوحة . ومع ان الاجتماع في العاصمة القطرية مهم مبدئيا، باعتبار انه يجمع الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني، لكن لا احد ينتظر ان يخرج المؤتمر بقرارات عملية. فالسعودية ومصر وقطر وفرنسا والولايات المتحدة لم تبلور حتى الان نظرة واحدة الى الواقع الرئاسي. بالتالي فان الاجتماع المرتقب لن يحمل جديدا، ولن يؤدي الى حصول تطور حاسم يفضي الى تقصير مدة الشغور الرئاسي.
ورغم كل الغيوم السياسية فان الوضع السياحي يعيش ازدهارا لم يشهده لبنان منذ صيف عام 2019. واعداد الوافدين الى مطار رفيق الحريري الدولي لافتة ، وقد ارتفع عدد الطائرات الاتية من 95 يوميا، الى 110 طائرات . والحركة تنبىء بان العدد سيرتفع في ما تبقى من شهر تموز وفي شهر آب. انها المعجزة اللبنانية تتكرر، وانه الانفصام بين واقع سياسي رسمي مهترىء، وبين شعب يظل اقوى من كل محاولات الاحباط والتيئيس.
هي الخيوط نفسها التي تخنق تل ابيب، من بيت العنكبوت في بنت جبيل الى خيام شبعا وما تعنيه ..
وبلسان عبري باتت تلك الخيام انجازا استراتيجيا للمقاومة في لبنان، ودليلا حسيا على تآكل الردع الاسرائيلي.
وما يزيد الصهاينة تازما ان كلام الامين العام لحزب الله جاء من موقع العارف بعمق الازمة الاسرائيلية والتشظي الذي يصيب مجتمعهم، ويزيد من ضعف قوتهم العسكرية وخياراتهم الاستراتيجية، وكله بحسب محلليهم الامنيين والسياسيين ..
في الساحة المحلية حيث لا استراتيجية سياسية ولا استراتيجيين، يغرق اللبنانيون بامواج المحللين ونبوءات العارفين السياسيين، فيما العارفون بحقيقة الامور يجزمون ان الامور على حالها، وان الحل الداخلي مفقود، والخارجي غير متوفر حتى الآن، رغم الحراك الفرنسي ووصوله الى تأمين اجتماع خماسي مرتقب حول ازمة الرئاسة اللبنانية ..
وفي أزمة النازحين السوريين وصولا الى مفترق خطير مع الموقف الاوروبي من رفض عودتهم الى بلادهم، وسط صمت رسمي محلي على هذا القرار الذي اعتبره عدد من المسؤولين تدخلا سافرا ومرفوضا بشأن سيادي لبناني، مع دعوة الاوربيين ان كانوا مهتمين حقا بالنازحين الى أخذهم الى اوروبا او تمويل عودتهم الى سوريا ..
في قضية تمويل خزينة الحكومة النازح بعض اهلها الى لعن الظلام دون السعي ولو الى اضاءة شمعة، فقد اضاء وزير الاشغال والنقل علي حمية بصيص امل كبير، بالحديث عن عودة مرفئ بيروت الى سابق عهده ، متغلبا بحركته وعمل ارصفته على تداعيات الانفجار، ما يؤمن للدولة المزيد من الايرادات ..
وبمزيد من التسليم نعى حزب الله العلامة المجاهد الشيخ عفيف النابلسي الذي ارتحل عن عمر من العلم والعمل والجهاد في سبيل الحق، واعتبر حزب الله في بيانه ان رحيل آية الله النابلسي خسارة لاهل العلم والمقاومة التي كان مشاركا في انطلاقتها وداعما لها في كل مواقفه الجريئة والشجاعة…
روحوا صيفوا.
كلمتان تختصران المشهد السياسي اللبناني راهنا، وفق اوساط سياسية، تعليقا على الحركة الخارجية والداخلية الدائرة حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني هذه الايام.
فعلى الخط الخارجي، وفق تلك الاوساط، لا يزال التباين المستتر بين الدول الخمس المعنية بلبنان، هو الطاغي. فمن جهة، ثمة من يسعى الى انتخاب اي رئيس، ساعيا الى تأجيل البحث في المشكلات المطروحة، الى ما بعد الفراغ. اما في المقابل، فهناك من يطرح مواصفات، ويكرر ان تعامله مع اي رئيس مقبل، لن يكون الا انطلاقا من التزامه بها.
وعلى الخط الداخلي، لا أمل في الوقت الراهن بالتوصل الى تسويات، وفق الاوساط نفسها، بفعل التمسك بالمواقف المعلنة، على رغم التواصل بشقيه، المستمر والمستجد، بين مختلف الاطراف. ففي مقابل فريق لا يزال يعلن ان مرشحه الوحيد هو سليمان فرنجية، وافرقاء يرفضون منطق الفرض، يطالب التيار الوطني الحر باحترام الميثاق وباختيار رئيس ذي توجه اصلاحي، بناء على خطوط عريضة لبرنامج واضح.
اما المشهد المالي، فأمام اهتزاز محتمل، اذا استمرت البهلوانيات السياسية المرتبطة بنهاية ولاية حاكم مصرف لبنان، مع انتفاء القدرة على تعيين بديل، ليبقى التمديد غير المباشر عبر بدعة استمرارية المرفق العام محور تداول بين اركان المنظومة.
من روح جهنم .. فعل التغير المناخي قبته الحرارية فوق لبنان بموجة حر شديدة، وبمرتفع ضبابي ورطوبة قياسية يليها مطلع الأسبوع المقبل منخفض سياسي واحتباس رئاسي، مصحوبا برياح الخماسية واجتماعها المقرر في الدوحة بحضور صاحب التكليف الفرنسي بالملف اللبناني جان إيف لودريان.
وفي معلومات للجديد فإن الموفد الفرنسي وبعد اجتماع الدوحة سيغادر إلى باريس لوضع دراسة جدوى، قبل العودة إلى الحلبة اللبنانية في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.. حيث تنتظره جولة صعبة من صد اللكمات السياسية متعددة الأطراف، بعد ازدياد التعقيدات وانسداد أفق الحل ورب ضارة نافعة لرئيس التيار الوطني جبران باسيل…
ففي الوقت الضائع عرف باسيل من أين تؤكل الكتف.. وأعاد مد الجسور بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، على حوار ثنائي بلا طاولة سيخوضه حزب الله مرغما لا بطلا والحزب على علم مسبق بأن الحوار لن يؤدي إلى نتيجة إلا على قاعدة التوافق، خصوصا في ضوء الكلام الأخير للأمين العام السيد حسن نصرالله حول استحقاق الرئاسة وشخص الرئيس وإطلاق دفعة تطمينات من أنه لا يريد فرض رئيس على أحد، وباسيل من ضمنهم…
وبإعادة ضخ الروح في العلاقة مع الحزب.. فإن رئيس التيار سيمط الحوار معه إلى ما شاء الفراغ، على توقيت انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان.. وصولا إلى ختام العام مع انتهاء ولاية قائد الجيش جوزف عون.
وما بين الاستحقاقين يراهن باسيل على تراجع سليمان فرنجية وحظوظه..
وبذلك يكون قد ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد ليعود ويرمي بورقة ترشيحه في وجه حزب الله على قاعدة “أنا أو لا أحد”. ولمزيد من الإثارة السياسية، قال باسيل من الديمان إن ما تم التداول فيه مع غبطة البطرك لا يقال في الإعلام.. والمعنى في قلب رئيس التيار، ولا يحتاج إلى تدخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية للبحث في أسرار باسيل النووية غاب الرئيس واستحقاقه عن السمع، وحضرت شياطين توطين النازحين السوريين..
ولا يزال قرار الاتحاد الأوروبي بحق لبنان الغائب الأكبر عن القرار الرسمي.
فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اختفت آثاره، وخفر السواحل السياسي فقد الاتصال به، ورئيس مجلس النواب نبيه بري المعني المباشر بالرد على نواب الاتحاد الأوروبي اعتصم بالصمت..
ولم يدع إلى جلسة الضرورة وتسجيل الاعتراض اللبناني بمحضر رسمي وإيداعه لدى الاتحاد الأوروبي وهو ما يرسم دوائر الشبهة.. إن بالتواطؤ، أم خوفا من إعادة ترسيم العلاقات اللبنانية السورية عبر اتخاذ القرار بإيفاد وفد رسمي لحل أزمة النازحين من دولة لدولة، أو ما تبقى من الدولة..
وعلى أنقاضها تقام معامل الموت فبمفعول رجعي عن توقف البدء بتشييده لثمانية أعوام بضغط من الأهالي.. ولقربه من المناطق السكنية وما يسببه ذلك من ضرر على الصحة والبيئة وضع اليوم حجر الأساس لمعمل الإسمنت في قلب البيئة الحاضنة في جنتا البقاعية..
وجرى خلط “الصبة” سياسيا وميدانيا ومصنع الإسمنت المفترض يقع عند السلسلة الشرقية لجبال لبنان وداخل المنطقة الأمنية الخاصة التي تشهد نشاطا عسكريا لحزب الله.. حيث لا يمكن الوصول إليه من دون الحصول على تصريح للعبور.