أكد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، أن “الدستور اللبناني يفرض انتخاب رئيس جمهورية على أساس وطني، ومعروف عن الأرثوذكسيين أنهم طائفة اللاطائفيين وهذا ما نعتز به نحن الأرثوذكسيين”.
وأضاف بو صعب خلال رعايته العشاء السنوي للرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس في فندق فينيسيا، أن “الأزمة التي نمرّ بها في لبنان سببها الرئيسي هو التكوين الطائفي الذي على أساسه يحاول الجميع الإختباء في عباءة طائفته حتى بفسادهم، وعلينا كلنا أن يعرف أن المذهبية والطائفية هي سبب العلل والأزمات في بلدنا”، آملاً أن “تكون القناعة التي لدينا نحن أبناء طائفة اللاطائفيين أن تكون طائفتنا هي التي تعمل للوصول الى الى الدولة العلمانية المدنية، التي هي المخرج الوحيد لخروج لبنان من أزماته”.
وأشار إلى أن “التحديات التي يمرّ بها لبنان ليست سهلة أبدًا والتغييرات المطلوبة لإنقاذ وطننا كبيرة وكبيرة جدًا لأن الكل في مواجهة الكل، وذلك بسبب وجود عدة أحزاب وعدة طوائف واختلافات حتى لدى الفريق الواحد”.
وفيما يخص ملف النزوح السوري، لفت بو صعب، الى أن “لبنان فتح أبوابه للسوريين ولكن بعد وقف الحرب في سوريا قضية النزوح يجب أن تُحل لأنها تؤثّر سلبًا على لبنان إقتصاديًا وإجتماعيًا وصحيًا وتربويًا، و40 بالمئة من خسائر لبنان هي بسبب النزوح السوري الى لبنان”.
وتابع بو صعب: “هناك اجماع بين اللبنانيين أن هذه الملف يجب معالجته لنستطيع الخروج من أزمتنا الإقتصادية أو لنقل بداية الخروج منها، ولتحقيق الإصلاحات المطلوبة ومكافحة الفساد ومحاربته والقوانين التي يجب إقرارها والإتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل الحكومة لمواكبة كل إصلاح واستقرار”.
وشدد بو صعب، فيما يخص موضوع النقد الدولي، على ضرورة “الوصول إلى خواتيمه السعيدة، ليس لأننا بحاجة إلى أربعة أو خمسة مليارات دولار ولكن من أجل استعادة الثقة الدولية والمجتمع الدولي بلبنان. وإذا عادت الثقة فاللبنانيون قادرون على انعاش اقتصاد بلدهم ولإعطاء الثقة بالمصارف وللإستثمار في لبنان، وهذا يتطلب أولًا انتخاب رئيس جمهورية وحكومة وإصلاحات”.
واعتبر أن “الأربعاء المقبل هناك جلسة لانتخاب رئيس، ولكن هذه الجلسة لا يتوقع لها أحد أنها سيتم أنتخاب الرئيس فيها. لماذا؟ لأنه بالتحدي لا يمكن لأحد انتخاب رئيس الجمهورية، ونحن مقبلون على تحدٍ”.
وأردف بو صعب قائلًا: “كل نائب يقول انا سأنتخب رئيس جمهورية، ولماذا لم يقدم على ذلك؟ السبب هو غياب الحوار الحقيقي ولا أحد يتحدث إلى الآخر من منطلق حوار منفتح وديمقراطي”، مؤكداً أن “المخرج هو أن نجلس معًا، وبالتحدي لن نصل إلى حل”.
ورأى أن “المطلوب هو قناعة مشتركة لدى كل الفرقاء من أجل الوصول إلى نقلة نوعية من خلال أن يكون لدينا رئيس جمهورية ورئيس حكومة يتعاونان من أجل مصلحة لبنان، من خلال حكومة لديها خارطة طريق للإصلاحات”.
وأكد بو صعب أن “التشاور والحوار كفيلان للخروج من الأزمة التي نعيشها وبعد جلسة الأربعاء اذا لم يُنتخب رئيس جمهورية، يجب اعتماد لغة الحوار والتواصل، وبالتحدي والكسر لا نستيطع بناء الوطن و”ما حدا بيقدر يلغي حدا”.