فرنجية أزعور

نقاط ضعف فرنجية.. وأزعور!

/ مرسال الترس /

منذ بدأ بعض الأفرقاء في لبنان، وتحديداً منهم المسيحيون، يرفعون تسمية “المعارضة” كشعار لهم، أيقن العديد من اللبنانيين الذين خبروا أداء هذه المجموعات في السنوات الماضية، أنهم أمام قوى مستعدة لأن تقلب الأبيض أسود، وأن تعتمد أسلوب “غوبلز” الألماني كنمط حياة لها من أجل الوصول إلى أهداف رسمتها سفارات ودوائر مشبوهة، خدمة لاستراتيجيات لا تخدم إلا العدو الإسرائيلي، مهما حاولوا إلباسها التمويهات البراقة التي تتحدث ساعة عن السيادة، وطوراً عن الاستقلال، وفي كل الظروف عن الحرية التي يتم نحرها من أجل خدمة مشاريع أقل ما يقال فيها أنها لا تخدم لا المسيحيين ولا السيادة الوطنية.

بدأ “تقاطع” أفرقاء المعارضة، التي تبلورت صورتها المسيحية في الفترة الأخيرة، منذ الانتخابات النيابية في العام 2022، بالتركيز على وجوب تقليص تمثيل تيار “المردة” في الأقضية الشمالية التي له وجود فيها، والتصويب على قضاء زغرتا بالتحديد، حيث نجحوا مع قوى التغيير والـ NGOs في انتزاع أحد المقاعد الذي كان موسوماً لـ”المردة” منذ عقود، وبالتالي اقتصر تمثيل “المردة” على النائب طوني فرنحية وحيداً، الأمر الذي اعتبروه قمة الانتصار في تلك الانتخابات، متجاهلين أن تيار “المردة” قد نجح في خرق “القوات اللبنانية” في عقر دارها عبر النائب ملحم طوق، الأمر الذي أتاح له تكوين كتلة من أربعة نواب تضم أيضاً النائب فريد هيكل الخازن في المعقل الكسرواني العوني، والنائب الأرثوذكسي ميشال الياس المر الذي ينطلق من عقر دار المتن الكتائبي. إلا أنه في “البروباغندا” الإعلامية الممولة غربياً بامتياز، فإن تمثيل فرنجية المسيحي يقتصر على نائب واحد في زغرتا، وإن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية هو مرشح “الثنائي الشيعي” ونقطة على السطر! مسقطين من حساباتهم أن كتلة “لبنان القوي” ـ التي يعتبرونها الأكبر مسيحياً ـ  ما كانت “لتنتفخ” وتحتل المركز الأول في التمثيل المسيحي، لولا الدعم غير المحدود من “حزب الله”، وأن كتلة “الجمهورية القوية” ما كانت لتحتسب تلك الأرقام لديها لولا الدعم المالي الذي انكشفت مصادره سريعاً! وعندما تعود الأمور الى طبيعتها سيذوب الثلج ويبان المرج.

وإذا سلّم المراقبون والمتابعون بأن تمثيل فرنجية المسيحي لن يتعدى العشرين بالمئة من النواب المسيحيين في المجلس النيابي كيفما جاءت رياح الاقتراع، فهل هم مقتنعون أولاً أن “التقاطع” الذي توصلوا إليه على أزعور سيستمر؟ أم أنه مرحلي وآني ومصلحي، وفقط لأنه لمحاولة قطع الطريق على وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، ولأن وصوله سيكون ضربة قاصمة لكل من باسيل وجعجع اللذين يفضلان تدمير المسيحيين والوطن على قبولهما بفرنجية؟!

وتالياً، إذا كان رئيس الجمهورية في لبنان هو رئيس كل اللبنانيين المكونين من 18 طائفة، فكم يبلغ تمثيل الوزير السابق جهاد أزعور في الطوائف الإسلامية؟ ناهيك عن أنه “صفر” في الطائفة الشيعية التي هي أحد المكونات الاساسية بين الطوائف والمذاهب في لبنان؟

خارج توافق مختلف الأفرقاء اللبنانيين على أي اسم في لبنان، فإن لدي أي مرشح، مهما علا شأنه، نقاط ضعف، وقد تكون نقاط ضعف فرنجية من الأدنى بين أقرانه!