تأويلات حول موقف باريس.. والمقاربات الجديدة!

لا يزال تعيين  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان، مبعوثاً شخصياً له إلى لبنان موضع اخذ وجذب بين فريق المعارضة والفريق المؤيد لسليمان فرنجية، بحسب “الديار”، وسط معلومات عن وصوله الى بيروت قبل جلسة يوم الاربعاء المقبل ، موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس جمهورية. وفيما اكدت اوساط نيابية مؤيدة لرئيس “المردة” بان الفرنسيين لا يزالون عند موقفهم من “السلة” المتكاملة كمخرج وحيد للخروج من حالة الاستعصاء الحالي، دون ان يكونوا قد تخلوا عن فكرة وصول فرنجية الى بعبدا على الرغم من تكرار موقف باريس بان لا مرشح لديها للرئاسة.

ولفتت الاوساط لـ”الديار” الى ان باريس لا ترى لدى الاطراف الرافضة لطرحها اي مخرج واضح للازمة بل جاء دعم ترشيح جهاد ازعور ليضيف تعقيدات جديدة على المشهد العام، ولودريان جاء ليخلف بيار دوكان الذي خرج الى التقاعد، وسيحمل معه اسئلة. وزير الخارجية القطري اعلن ان الدوحة تتعاون مع باريــس في الملــف الرئاســي.

وتشير اوساط دبلوماسية الى ان باريس القلقة على الوضع في لبنان، ترسل لودريان لاعداد تقرير شامل حول التطورات المستجدة على الساحة اللبنانية. وقد عقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقاء مطولا معه طالبا منع اعداد تقرير شامل للخارجية الفرنسية وقصر الاليزيه “لينبى على الشيء مقتضاه”.

وترى اوساط في المعارضة ان تعيين لودريان يشير بوضح الى تغييرجذري في السياسة الفرنسية، وهي ترى ان تصريحات وزيرة خارجيتها كاترين كولونا من الرياض “انه ليس لفرنسا مرشح رئاسي” يطوي علنيا صفحة دعم فرنجية ويفتح مسارات اخرى لا بدّ انها ستتقاطع من خلالها مع دول الخماسية حول رئيس التسوية والتوافق. وكان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش المنعقد في الرياض، مع نظيرته وقد شددت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل  يهمها ان يصبح للبنان رئيس جمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

مقاربة فرنسية جديدة؟

ووفقا للمعارضة، فان تعيين لودريان وكلام الوزيرة كولونا، يعد مقاربة جديدة أسست لها محادثات البطريرك الراعي مع الرئيس ايمانويل ماكرون واتفاق المعارضة والتيار الوطني الحر، بما فيها من غالبية مسيحية ، على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة ، ما دفع باريس الى التراجع عن دعمها فرنجية. وهي بدات خطة جديدة بقيادة لودريان العليم بخبايا وتعقيدات السياسة اللبنانية وكانت له مواقف حادة منهم في بداية الازمة قبل نحو اربع سنوات وفي اعقاب انفجار مرفأ بيروت، حينما أنّبهم وحذرهم وهددهم بأن لبنان متجه نحو الزوال ان لم يضعوا مصالحهم جانبا ويشرعوا في المعالجات والاصلاحات.

مرحلة المرشح الثالث؟

من جهتها ترى اوساط دبلوماسية معنية بالشان اللبناني ان تعيين لودريان هو اعلان فشل لخلية الازمة الفرنسية التي لم تنجح في تسويق مبادرة فرنجية- سلام كما في اقناع قوى المعارضة وتلك المناهضة لفرنجية بالعودة عن قرارها وتبني ترشيحه. واليوم يمكن القول ان مرحلة جديدة تحمل على الاعتقاد ان حقبة رئاسية جديدة قد انطلقت عنوانها “مرشح التسوية” اي لا ازعور ولا فرنجية، استنادا الى قاعدة رئيس توافقي لا غلبة من خلال انتخابه لأي فريق سياسي على الاخر، على ان يلعب لودريان دور التواصل بين الداخل والخارج في اختياره. علما ان  لودريان لديه علاقة “ممتازة” مع الجانب السعودي وهو امر ينقل الاتصالات الفرنسية- السعودية الى مستوى اكثر تقدما ما يسمح بالوصول الى الوصول الى تفاهمات حول مستقبل لبنان السياسي.