الجريدة ـ لبنان
على مسافة أقل من أسبوع عن موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تحمل الرقم 12 بات واضحا أن الكتل التي رشحت الوزير سليمان فرنجية لن تستخدم هذه المرة حقها الطبيعي في التصويت بالورقة البيضاء بل ستخوض معركة وصوله الى بعبدا حتى الصوت الأخير هذا ما كشفه الرئيس نبيه بري بالأمس وأعلنت عنه كتلة الوفاء للمقاومة اليوم .
في المقابل لا يبدو أن تلطيف التوصيفات والقيام بالعراضات التي تمخضت عن تجمع الأضداد فولدت تقاطعا ستؤدي الى نتيجة في ظل الإنقسام القوي داخل البيت الواحد والتكتل الواحد فكيف بالأحرى بين طرفين لا يلتقيان في شيء والتجارب بينهما كلها إلغاء وطعن.
إنه الترشيح المستحي. فبأي وجه يمكن أن يخاطب البعض جمهوره وأي إبراء للذمة ممكن أن يمنحه لمن كان بنظره بالأمس القريب المسؤول عن الفساد المالي في الدولة.
كما يفوت جماعة التقاطع الداعمة لأزعور ان في مقابلها جبهتين الاولى في منتهى الوضوح والثانية مازالت في منطقة رمادية حيث لم تعلن بعد عن مرشحها وينطبق ذلك على موقف اللقاء الديموقراطي الذي وإن كان قد سبق له أن رشح أزعور فإنه يدرس كل الاحتمالات وكذلك التداعيات في اجتماع يعقد في هذه الإثناء بحضور رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط.
جهاد ازعور يتقدم، وفرنسا تتراجع. فقبل قليل اعلن اللقاء الديمقراطي تأييده ترشيح وزير المال السابق جهاد ازعور. موقف اللقاء يضيف ثمانية اصوات الى رصيد ازعور، كما قد يحمل عددا من النواب المترددين على حسم خيارهم. وكان ازعور قد علق عمله موقتا في صندوق النقد الدولي كما اكدت مديرة الاعلام في الصندوق،التي اضافت ان وزير المال السابق هو في اجازة حاليا.
في المقابل، اكدت مصادر مقربة من المرشح سليمان فرنجية ان الاخير سيعلن في موقفه الاحد ضرورة ان يشارك النواب الذين يؤيدونه في جلسة الاربعاء المقبل، وذلك حتى تأخذ اللعبة الديمقراطية مجراها. فهل يعني هذا ان الدخان الابيض سيتصاعد حتما من ساحة النجمة؟
المعطيات تفيد ان المواقف قد تكون في مكان، فيما الوقائع في مكان آخر. ذاك ان كل المعلومات تتقاطع على التأكيد ان الثنائي ومن يدورون في فلكه، لن يستكملوا المعركة الرئاسية الى النهاية، وخصوصا ان الدورة الاولى لا تبدو لمصلحتهم، وبالتالي فانهم سينسحبون دفعة واحدة من الجلسة ما يؤدي الى افقاد الجلسة نصابها القانوني. فهل يكرر الثنائي سيناريو الجلسات السابقة، ما يثبت مرة جديدة خوفه من الانتخابات الحقيقية ومن الديمقراطية؟
هذا في لبنان. اما فرنسيا، فبعد اقل من اربع وعشرين ساعة على تعيين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان مبعوثا رئاسيا خاصا الى لبنان، اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، من السعودية انه ليس لفرنسا مرشح رئاسي في لبنان .
الخبران الفرنسيان يتقاطعان عند خلاصة واحدة : باريس أدركت اخيرا ان التسوية التي حاولت تمريرها عبر الثنائي سليمان فرنجية ونواف سلام هي تسوية فاشلة ، ولا يمكن ان تمر ، وخصوصا في ظل المعارضة المسيحية الشرسة لها. لذا اضطرت فرنسا الى اجراء تعديل جذري على سياستها ، ما يعني ان ورقة فرنجية لم تعد في اولوياتها ، وهو امر يجعلها اقرب الى بقية الاعضاء في مجموعة الدول الخمس .
وفي هذا الاطار علم ان المبعوث الفرنسي سيزور لبنان قريبا ، وربما قبل جلسة الرابع عشر من حزيران . فهل يمهد التراجع الفرنسي لتراجع الثنائي الشيعي عن خياره الرئاسي ، بعد الجلسة الثانية عشرة التي يفترض ان تكون مفصلية في الاستحقاق الرئاسي؟.
افق المواجهة في انتخاب الرئيس مسدود ..
خلاصة أكدها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ويعرفها الجميع حتى المكابرون، فالاستحقاق لا يمكن ان يتم الا بالحوار، وما زالت يدنا ممدودة للنقاش بالتفاصيل، كما قال الشيخ قاسم ..
ولان المحطة الاقرب هي جلسة الانتخاب الاربعاء فان كتلة الوفاء للمقاومة ستحضر الجلسة وستصوت لسليمان فرنجية كما قالت في بيانها اليوم، لكن مصلحة الجميع بحسب الكتلة هي في ابقاء سبل الحوار مفتوحة ودون شروط مسبقة ..
واستباقا لجلسة الاربعاء فان فرز الخطوط السياسية المتداخلة أعيى المتابعين والمحللين، وارهق المنتشين بمرشحهم الذي تقاطعوا عليه على منابر السياسة وشاشات الاعلام، والكل يعيد ترتيب الاوراق وصولا الى الرابع عشر من حزيران، الا المرشح جهاد ازعور فما زالت صورته وبرنامجه واوراقه مخفية عن اللبنانيين حتى الآن..
والآن اعلن اللقاء الديمقراطي تأييده ترشيح أزعور خلال اجتماع برئاسة وليد جنبلاط، مع تأكيد الالتزام بالحوار لانجاز الاستحقاق. موقف الحزب الاشتراكي جاء في لحظة رصد لحراك خارجي، وزحمة قراءات وتحليلات من تغيير موظف فرنسي من هنا وموقف خلال لقاء سعودي واميركي من هناك ..
وهناك حيث المواقف الثابتة والرجال الرجال، في اقصى الجنوب الواقف على تلال كفرشوبا، حيث زرع اسماعيل ناصر بالامس اقدامه بالارض التي تزلزلت تحت المحتل، ازهر اليوم شبان ملأوا المشهد بوجه الآليات الصهيونية واستفزازاتها عند الاراضي المحتلة والطريق المقابلة للسياج الفاصل ..
وفيما الطرق اللبنانية الاقتصادية متقطعة بالازمات، برز حديث عراقي خلال لقاء وزيري النقل في بيروت عن ضم لبنان الى طريق التنمية، وهو المشروع الرابط لدول المنطقة بخطوط السكك الحديدية والمرصود له عدة مليارات، فيما حاجة لبنان اليه أكثر من ضرورية ضمن مشاريع التصدير الى دول المنطقة..
في المنطقة فتاح الايراني اصاب هدفه داخل الكيان الصهيوني قبل ان يصوب نحوهم ، فالرعب من الصاروخ الفرط صوتي جعل الاصوات العبرية تتعالى من كل حدب وصوب، محذرة حكومتهم من اي حسابات خاطئة بالتعاطي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية..
الاعلامية الكويتية فجر السعيد ممنوعة من دخول لبنان.
ملهاة محلية جديدة، في وطن بلا رئيس، ولا حكومة فعلية، ولا مجلس نيابي فاعل، وسط انهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق.
فبين الحملة السياسية من جهة، والوقائع التي أفضت إلى اتخاذ القرار من جهة أخرى، الأجدى ترك الموضوع للأجهزة الرسمية المعنية، حيث صدر عن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام بيان أوضح أن بحق الاعلامية المذكورة اجراء عدم السماح لها بالدخول، لافتا إلى أن من حق أصحاب العلاقة مراجعة المديرية، لإعادة النظر بأي اجراء، في حال تقدموا بمعطيات ومستندات تسمح بإعادة النظر بأي اجراء متخذ.
وبالعودة الى الشأن السياسي الداخلي، الابرز في الساعات الاخيرة، تكليف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لوزير خارجيته السابق جان ايف لودريان بالملف الرئاسي، في تطور يفسره مؤيدو سليمان فرنجية اصرارا فرنسيا على فكرة المقايضة، من خلال احالة الملف على مسؤول فرنسي تربطه علاقة وثيقة بالمسؤولين الخليجيين والسعوديين، في مقابل اعتبار المتقاطعين على دعم جهاد ازعور بأن القرار الرئاسي الفرنسي تعبير عن اعادة نظر واضحة في المسار الذي سلكته باريس، بناء على المعطيات اللبنانية الجديدة.
وفي غضون ذلك، علق ازعور عمله مؤقتا في صندوق النقد الدولي، في وقت تتبلور المواقف النيابية تباعا من جلسة الرابع عشر من حزيران، وآخرها اليوم اعلان كتلة الوفاء للمقاومة المشاركة في الجلسة والتصويت لفرنجية، عقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعا بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط، وأعلنت تأييدها ترشيح أزعور، مستغربة اعتباره مرشح تحد.
كيف سيتلقف؟…
لعل الخبر البارز في ما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية، إعلان مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك أن مدير منطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور علق عمله مؤقتا في صندوق النقد الدولي، مشيرة إلى أنه “في اجازة حاليا”..
يأتي هذا الخبر قبل أقل من أسبوع على موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية. فهل هذا التطور مؤشر إلى أن الجلسة المقبلة لن تكون كسابقاتها؟ حبس الأنفاس بدأ.
تزامن هذا التطور مع اجتماع اللقاء الديموقراطي في كليمنصو هذا المساء في حضور وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط ، وإعلان الموقف بتأييد ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لانتخابات رئاسة الجمهورية، بحسب البيان الذي ذكر بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أول من طرح تسميته ضمن سلة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدي، وأشار اللقاء إلى أن تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في أي اصطفاف، بل كنا أول المبادرين الى طرحه قبل تبنيه من أي طرف آخر.
وإذ تعيد الكتلة تأكيد التزامها بالحوار وصولا إلى التوافق المنشود، فإنها تستغرب اعتبار أزعور مرشح تحد.
عربيا ، تطور سعودي – سوري . وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، سيزور العاصمة السعودية السبت . وبحسب صحيفة الوطن فإن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، وتعتبر هذه الزيارة الثالثة للمقداد إلى السعودية خلال ثلاثة أشهر.
كان العميد ريمون إدة يترشح من باريس، ويطلب من مجلس النواب “انتخبوني بجي”، اما اليوم فقد تقدمت بنا الاحوال في العرض والطلب..
وقرر جهاد ازعور ان يعلق عمله الدولي قبل أن ينتخب رئيسا وأنهى مرشح المعارضة مرحلة الصمت الانتخابي وقرر ازالة الكمامة السياسية التي كانت حاجبة للكورونا الرئاسية وحالات الاختلاط النيابي…
وقد اخذ صندوق النقد الدولي العلم والخبر في اجازة ازعور الموقتة، على اعتبار انها “مرحلة تقاطع.. وبتقطع”، هي لحظة العبور من واشنطن الى بيروت.. مبلغا الصندوق الدولي بسرعة الخطوة “رايح اعمل رئيس وإجي”، والحوافز السياسية التي تعوض ازعور حوافز المؤسسة الدولية الأرفع، ان المرشح الرئاسي قد حصل على حزمة تأييد سياسي تقدمه الثنائي المسيحي، وعلى “بونس” من بيضة القبان وليد جنبلاط الذي أعلنت كتلته هذا المساء تأييدها ترشيح ازعور…
وذكرت كتلة اللقاء الديمقراطي بأن جنبلاط كان أول من طرح تسميته ضمن سلة اسماء عرضها مع مختلف القوى السياسية واعتبرت أن تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في أي اصطفاف.. مستغربة اعتباره مرشح تحد…
ومع تسمية فرنجية من جانب الثنائي الشيعي، اعلنت كتلة الوفاء للمقاومة بوضوح أن أعضاءها سيشاركون في الجلسة النيابية المقررة لانتخاب الرئيس يوم الأربعاء المقبل، وسيصوتون لصالح المرشح الرئاسي سليمان فرنجية.. متمنين له الفوز وللبنان الاستقرار والنهوض وصنفته الكتلة على أنه مرشح يملك الاهلية لمقاربة المعالجات المطلوبة لكثير من المسائل الشائكة والضاغطة، وبينها النازحون وتصويب العلاقة مع سوريا وترميم العلاقات مع عدد من دول المنطقة والعالم، ولا يشكل تحديا لأحد وفي لغة طرفي الرئاسة فإن كل مرشح لا يشكل تحديا..
ولكن في باطن المنازلة فإن الاسمين أصبحا في دائرة التحدي لفريقين لا يعملان إلا بلغة الكسر والخلع السياسي، وليس لمصلحة انتخاب رئيس إنقاذي.
وبعد ترسيم الاشتراكي خطه النيابي تتحول الانظار الى نواب الاعتدال وبعض المستقلين.
وعلمت الجديد ان النائبين نعمة افرام وجميل عبود قد يعلنان الجهاد ويسيران بترشيح أزعور وقبيل الرابع عشر من حزيران تتوقع معلومات الجديد استئناف العمل الفرنسي ووصول المبعوث الرئاسي وزير الخارجية السابق جان ايف لدرويان الى بيروت فيما اجرت وزيرة الخارجية الحالية كاثرين كولونا جولة مباحثات بين السعودية وقطر تخص الملف اللبناني ومساعدات الجيش العسكرية…
وفي كلا الحراكين محليا وخارجيا، فإن جلسة الاربعاء.. بدل عن رئيس ضائع…
واما الرئيس السابق فقد اخفقت كل مساعيه لتطويع النواب المعترضين على ترشيح ازعور.
لكن بيان المكتب الاعلامي لميشال عون من على اللبنانيين انه نذر حياته ودفع اغلى الاثمان في سبيل استعادة السيادة وصونها..
ولم يذكر بيان مكتبه ان لبنان دفع اغلى الاثمان حتى يأتي به حزب الله رئيسا، واهدى كتلته النيابية افضل نواب الودائع.
