/ خلود شحادة /
تكثر السيناريوهات والتحليلات اليوم، وتطفو توقعات سير جلسة 14 حزيران على سطح الحدث السياسي الأبرز، بعد أن “انتعش” ملف رئاسة الجمهورية عقب ترشيح جهاد أزعور، ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخاب الرئيس.
انتخابات رئاسية، إن بقيت تسير على هذا المنوال، فإنها ستؤسس لمرحلة جديدة تشبه مرحلة ما بعد الـ 2005، بانقساماتها، مع بعض التغييرات في التحالفات، ولكن ببنية “هشة”.
رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل تموضع “تكتيكياً” عند الضفة المواجهة لـ “حزب الله”، إلى جانب “القوات اللبنانية”. بعض “التغييريين” اتخذوا قرار الاندماج مع “أحزاب السلطة” التي من المفترض أنهم دخلوا إلى المجلس لـ”مواجهتها”. “المستقلّون” تائهون يفتّشون عن موقف لا يضعهم في هذا الاصطفاف أو ذاك. الحريريون السابقون يفتّشون عن هوية… النتيجة “موزاييك” جديد لـ”خامة” المجلس النيابي.
أيضاً، من المفترض أن ملف رئاسة الجمهورية عاد ليكتسب زخماً، ليس محلياً فقط، بل إقليمياً أيضاً، بعد زيارة الرئيس السابق ميشال عون إلى سوريا.
زيارة تتجه إليها الأنظار بعد “التكويعة” التي نفذها “التيار الوطني الحر” بقيادة باسيل بعيداً عن “حزب الله”، بالإضافة إلى الموقف السلبي الحادّ، والرفض التام من قبل “التيار” لانتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، المعروف بعلاقته الممتازة مع سوريا.
فهل نضجت التسوية الإقليمية، بما يجعل زيارة عون لسوريا نقطة البداية؟ وأي طرف سيقنع الآخر بموقفه الرئاسي؟
سؤال تجيب عنه جلسة 14 حزيران!
ولكن، بحسب ما تشير المعلومات، فإن جلسة انتخاب الرئيس ستكون مفصلية، وستفرض واحداً من اتجاهين:
الأول، فرنجية رئيساً للجمهورية، في الدورة الثانية، بحاصل 65 صوتاً تقريباً.
هذا السيناريو سيكون منطقياً إذا بقي الشرخ الحاصل بين نواب “التيار” بسبب ترشيح أزعور، مما سيدفع معظم النواب المعترضين إلى انتخاب فرنجية.
أضف إلى ذلك، “الحزب التقدمي الاشتراكي” الذي لم يحسم موقفه حتى الآن، فإن تبنّت السعودية فرنجية إقليمياً، يمكن أن تؤثر على قرار جنبلاط وتسيّر أصوات كتلته باتجاه فرنجية.
كما أن هذا السيناريو سيحصل، في حال حصول أزعور على أقل من 45 صوتاً في الدورة الأولى، مما سيعطي “الثنائي الشيعي” ثقة بالضمانة التي أخذوها قبل الجلسة من “بيضة القبان” خلال هذه العملية، وبالتالي لن يُفقدوا نصاب الجلسة.
الثاني، فراغ سيمتد أشهراً وإلى “ما شاء الله”، وسيكون مصير أزعور كمصير النائب ميشال معوض وغيرهما من الأسماء التي تم الترويج لها ومن ثم تم حرقها. وفي حالة الفراغ، إن لم تحصل تسوية توصل فرنجية إلى بعبدا، فهذا يعني أن إسماً “من خارج الصندوق” سيتم الإتفاق عليه وانتخابه كرئيس تسوية دولية بموافقة داخلية.
وحتى يصل قطار التسوية إلى لبنان، تبقى العين على محطة دمشق!