هذا هو واقع الحال الرئاسي، وكل آفاق تَبدّله مقفلة، وليس ما يبشّر بأنها قد تنفرج في المدى المنظور، بل على العكس إنّ المكوّنات المتصارعة على الحلبة الرئاسية تَتشارَك وتتضامن وتتكافل في قطع كل المسالك والمعابر التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، وفي شق الطريق امام البلد بصورة عامة، المؤدية الى مزيد من التوترات والانشقاق والكوارث، بحسب “الجمهورية”.
ورأت الصحيفة انه ضمن هذا السياق، تندرج اللعبة الدائرة حاليّاً على الحلبة الرئاسيّة، التي تَتنادَى فيها المعارضات والتناقضات لِدعمٍ، لم يحسم بعد بصورته النهائية، لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهي لعبة جاءت مفاعيلها سريعة بإشاعة جَو من التوتر السياسي المفتوح على كلّ شيء إلّا على انتخاب رئيس للجمهورية.
وإذا كانت مصادر سياسية عاملة على الخطّ الرئاسي لا تشكّ لحظة في “أنّ أقصى المُراد من هذه اللعبة، ليس انتخاب رئيس للجمهورية، بل إقصاء فرنجية واسقاط ترشيحه، وهو ما لا تخفيه المعارضات”، الا انّ مصادر مسؤولة أبلغت الى “الجمهورية” قولها انه “قبل الحديث عمّا تريده أطراف هذه اللعبة – وهو أمر معلوم ولم يكن خافياً من الاساس، ومعلوم ايضاً انها لا تملك قدرة الحسم وتوجيه المسار وفق مشيئتها – ينبغي السؤال عَمّن أوحى بإطلاق هذه اللعبة التي لن تؤدي بالتأكيد الى انتخاب رئيس للجمهورية؟ وأي هدف يُراد تحقيقه منها في هذا التوقيت بالذات؟ وأيّ إرادة فرضَت على تناقضات، لا نقول مُخاصِمَة لبعضها البعض بل مُعادِية لبعضها البعض، الانخراط في هذه اللعبة ورَصفتها على خط المواجهة؟ واستكمالاً لذلك أيّ غرفة سوداء، أكانت من الداخل او من الخارج او من الداخل والخارج معاً، “كَبسَت زرّ” إطلاق حملة تبدو منظّمة على رئيس مجلس النواب نبيه بري واتهامه بإقفال المجلس النيابي، وماذا تتوخى منها”؟.
هي لعبة تبدو انها في الوقت الضائع، ولكن بلا أفق، على حد تعبير المصادر عينها، إلا انها تعبّر عن حذر شديد منها، وتقول انه “لا يجب الاستهانة بما قد يترتّب عليها من تداعيات”. ولا تنفي خشيتها من ان تكون هذه اللعبة معطوفة على ما يبدو انّه تراجُع في حركة الجهود والمساعي الخارجية، وخُفوتٌ في المناخات التفاؤلية التي أُشيعت في الاسابيع الاخيرة عن قرب انفراج رئاسي في لبنان. على أنّ اكثر ما تحيطه المصادر المسؤولة بعلامات استفهام هو “اننا في الحراكات الديبلوماسية الأخيرة سمعنا كلاما صريحا ومباشِرا وايجابيا جدا في مُجمَله أوحى وكأنّ انتخاب رئيس الجمهورية حاصِل في غضون ايام قليلة لا تتجاوز نهاية حزيران الماضي، وفجأة سكت هذا الكلام، وتوقفت الحراكات، ولم نلمس أي ترجمة لما قيل لنا، نخشى ان نكون قد عدنا الى المربّع الاول”.