/ نورا إسماعيل /
بين ما مرّ به لبنان وما يمُرّ، بات وضع المدارس لوحةً “سوريالية”، يخط “كورونا” عليها بفيروساته، ويتخبط الطلاب بين عطلة واضراب، فالسنة الدراسية صارت رهن أنواعه الجديدة. لكن وزير التربية حسم الأمر مع وزير الصحة بصفارات إنذار تعلن قبول التحدي والعودة الى المدارس، مع التقيد بإجراءات وزارة الصحة، والعروض المقدمة للمدارس والطلاب على حد سواء.
من فحوص”PCR”، إلى “ماراتون” التلقيح الى تعليمات يجب التقيد بها من الجهات المعنية.. وصولًا الى أهالٍ عالقون بين مطرقة العودة المطلوبة وسندان صحة الأبناء. هم يخشون ضياع المستقبل والأحلام التي باتت ترّزَح تحت وطأة الظروف الاقتصادية القاسية، فالقرار بات مصيري، والحيّرة ملأت العقول.
أما الوزير المعني بمصير الطلاب وصحتهم، فكان يتهيّب الموقف قبل اتخاذ القرار، خرج اليوم بقرار العودة الآمنة الى المدارس بعد عطلة طويلة كانت فُسّحة لدراسة القرار من جوانبه التربوية والصحية، بانتظار موقف الأساتذة الذين مازالوا يطالبون بحقوقهم من جهة، والأهالي الضائعين في متاهة القرارات من جهة أخرى.
وكما يقال: “من علمني حرفاً كنت له عبداً”، وفي لبنان تعلم التلاميذ حروفهم، أما الأساتذة فأبسط حقوقهم ضائعة، فيما الدولة ما عادت تُتقِن إلا الوعود، ولا تعدّه ديناً عليها. اللقاءات معها كثُرت كما الوعود، والخيبة في كل مرة تُكلّل المحصول.
أما العائلة التي تحلُم بأن ترى ابنها مثلما تصوّرت وتمنّت، وتجسيداً للصورة التي رسمتها في مخيلتها.. ارتضت التخلي عن أبسط حقوقها بحياة كريمة يتوجها العلم والنجاح، فالبعض خائف على المستقبل العلمي المجهول، والبعض الآخر مرعوب من خسارة فلذات الأكباد أمام وباء اجتاح العالم.
بكلمات قليلة نَعبُر من عالم لبنان العلم، الى عالم الخوف من العلم مع الاستيقاظ كل صباح على فاجعة أو مرض جديد، يتأرجح بين واقع مرير، ونظرات أخيرة في قاعة المغادرة المطار.
في المحصلة، أحبط المعلمون قرار وزير التربية، وقرروا رفض العَودة إِلى المدارس الإثنين المُقبِل لعدَم تَطبيق الوعود.