/ مرسال الترس /
تشهد الساحة اللبنانية، منذ ستة أشهر، حرباً ضروساً ضد المرشح الرئاسي الطبيعي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وأدواتها الإعلام الذي كان محسوباً منذ سنوات على قوى 14 آذار وما انضم إليه من مواقع التواصل الاجتماعي الممولة من منظمات المجتمع المدني التي تحمل تعريف الـ “NGOs”، وهدفها تشويه صورة الرجل بكل الوسائل، وتحميله شعار “مرشح حزب الله”، لأن هكذا توصيف يلقى آذاناً صاغية لدى بعض المنتديات العربية والغربية.
ولكن ما جهل عنه هؤلاء، أن المشكلة الاساسية في فشل دوره أساساً هي في مكان آخر كلياً، ألا وهي الصراعات القائمة بين الأفرقاء المناوئين لفرنجية، وبأشكال مختلفة ومتنوعة، بين مجموعة وأخرى. ولذلك فإن معارضتها فرنجية لا تلتقي على هدف محدد، بل هي مشتتة ومضعضعة وتشبه المثل القائل: “فالج لا تعالج”.
وعلى الرغم من مرور ستة أشهر على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، لم يلتقِ المعارضون على شخصية تستطيع منافسة فرنجية.
“التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” يعارضان بقوة وصول رئيس “المردة”، ولكن لكل منهما أجندته الخاصة، ولا يبدو أنهما سيجدان مبتغاهما، على الرغم من كونهما القوتين التمثيليتين الأكبر نيابياً على الساحة المسيحية، لأن الثغرة المحورية هي عدم الثقة المطلقة بينهما منذ توقيعهما على “اتفاق معراب” الذي لم يستمر سوى بضعة أشهر، لأن هدفه كان قطع الطريق على فرنجية فقط لا غير، ثم اختلفا على قسمة التركة.
و”القوات” والنواب “التغييريين” و”السياديين” لم يلتقوا يوماً أيضاً على اسم مرشح، لأن كلاً منهم يغنّي على ليلاه. وعلى الرغم من “صدق النوايا”، إلا أنهم لم يستطيعوا إيجاد ماروني يكون قاسماً مشتركاً بينهم، لا بل إن لائحة بكركي و”دورتها الكوكبية” تخطت الخمسة عشر مرشحاً في أدنى الاحتمالات.
أما عن نشر الغسيل القائم بين رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض ومعه “حركة تجدّد”، وبين النائبة بولا يعقوبيان ومن يدعمها من قوى المجتمع المدني، فحدّث ولا حرج. ولعل أكبر مثال ما تضمنته البيانات المضادة بينهما مؤخراً، وهي لم تصل إلى المستوى الذي كان يتم تداوله سراً في التوصيفات بين الجانبين.
أما عن علاقة حزب “الكتائب” مع كل من “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، فحدّث ولا حرج أيضاً. فما بين الثلاثة “ما لم يصنعه الحداد”. حزب “الله والوطن والعائلة” يعتبر نفسه الأب الروحي لمن أتى بعده، وأن على الجميع الإقتداء بأفكاره وتوجهاته، لا بل إن كل من انبثق منه هو أقل شأناً.
وبات واضحاً أن قوة فرنجية في الوصول إلى القصر الجمهوري، ليست في مصداقيته وفروسيته ومواقفه الثابتة وعدم تلونه فقط، وإنما بـ “الفالج” الذي يصيب المعارضة، والذي يبدو أن ليس منه شفاء. وإذا كانت المعارضة تتكل على اللقاء والتقارب، كما حصل في خلدة مؤخراً، “فأبشر يا كعب بما هو آت من الأيام”!