مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 25/4/2023

هدنةٌ ثالثة في السودان بدأت منتصف الليل تراجعت معها حدة المعارك لكنها لم تتوقف كليًا.
فعلى الضفة السودانية سباق للدول وخصوصًا المؤّثرة ليس لنزع فتائل التفجير بل لإجلاء رعاياها تحسبًا لما هو أسوأ.
إجلاء الرعايا فيه حصّة للبنان قوامها ثمانية وأربعون شخصًا يحّطون في مطار بيروت على دفعتين بعدما وصلوا الليلة الماضية في سفينة سعودية من السودان الى جدة.
الدفعة الأولى وقوامها اثنا عشر راكبـًا وصلت قبل قليل إلى المطار على متن طائرة للميدل إيست أما الدفعة الثانية التي تضم الستة والثلاثين الباقين فتصل قبيل منتصف الليل.
وفي الوقت نفسه تعمل السلطات اللبنانية على تأمين عودة من تبقى من اللبنانيين في الخرطوم بحسب ما تسمح به الظروف الميدانية.
على صعيد الظروف السياسية لا تطورات جديدة ولاسيما في الملف الرئاسي في أول يوم عمل بعد عطلات الأعياد.
وبانتظار ما سيطلقه المرشح الجدي الوحيد سليمان فرنجية مساء غد من مواقف استرعى الانتباه اليوم ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط السعودية نقلاً عن مصدر سياسي بأن تأكيد وزارة الخارجية الفرنسية “ان ليس لدى باريس مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان” لن يشكل عائقًا امام اندفاعها في تسويق ترشيح زعيم تيار المردة.
وبحسب المصدر نفسه فإن الرئيس إيمانويل ماكرون يؤكد انه لا يعرف فرنجية ولم يسبق له أن التقاه لكنه ينظر إليه على أنه لا يزال المرشح الأوفر حظـًا لإنهاء الشغور الرئاسي.
في حمأة الحراك الاقليمي الذي تشكل ايران أحد محاوره الرئيسية يحط وزير خارجية الجمهورية الإسلامية حسين أمير عبد اللهيان في بيروت غدًا حيث يجري مروحة من اللقاءات مع المسؤولين.
في اليوميات الداخلية اللبنانية وفي أول يوم عمل رسمي بعد العطلة أعلنت رابطة موظفي الادارة العامة استمرارها بالإضراب حتى الخامس من الشهر المقبل رافضة التقديمات الأخيرة التي أقرها مجلس الوزراء للموظفين.
على التخوم اللبنانية جنوبـًا استنفار إسرائيلي بعد العملية الفدائية في القدس المحتلة أمس وفي ظل انذارات باحتمال وقوع عمليات إضافية.
وعلى تخوم مساعي الحلول للأزمة السورية تستضيف موسكو اليوم إجتماعـًا رباعيـًا لوزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات في سوريا وتركيا وإيران وروسيا.
وفي السياق نفسه تحدث وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو) عن احتمال عقد قمة لقادة الدول الأربع في أيار لكن أيـًا من الأطراف الثلاثة المتبقية لم يؤكد الأمر.

فجأةً، أدرك الجميع أن أزمةَ النزوح السوري خطيرة، وأن وضعَها على سكةِ الحل أمرٌ ملح.
فالمرجعياتُ الروحية التي كانت تتجنب التطرقَ الى الموضوع، صار النزوحُ شغلَها الشاغل.
والأطرافُ السياسيون الذين وصل بهم النكد يوماً حدَّ القول إنَّ النازحين لن يعودوا الا على جثثنا، صاروا اليوم يزايدون بموضوع العودة، وكأنَّ اللبنانيين بلا ذاكرة، أو أن سجلَّ المؤتمراتِ والمقابلات والتغريدات يمكن محوُه.
أما التيارُ الوطني الحر الذي كان أولَ المنبهين من الأزمة منذ عام 2011، فلا يزال ملاحَقاً بالعنصرية، تهمةً جاهزة في حق الرئيس العماد ميشال عون، وبشعارِ “اللاجئين جوا جوا…باسيل برا برا” يتردد في ساحات انقلاب 17 تشرين.
غير ان جنوحَ البعض نحو خُطابٍ غير ِعقلاني في ملفِّ النزوح لا يخدم القضية، ذلك أن حلَّ الأزمة لا يمكن أن يتمَّ تحت عنوانِ الكراهية، بل باحترامٍ كاملٍ للمبادئ الإنسانية المعروفة، ولفكرةِ العودة الآمنة والكريمة، التي تحقّق مصلحةَ السوريين، وتحمي مصالحَ لبنانَ، المنهكِ أصلاً بفعل أزماتِه المتراكمة.
وعلى سيرة الأزماتِ المتراكمة، بدا واضحاً أن منجّمي السياسة اللبنانية أخفقوا من جديد. فالمفاجأةُ الرئاسيةُ الموعودة بعد الاعياد ذهبت أدراجَ الرياح، تماماً كحظوظ سليمان فرنجية مسيحياً، في ضوء مواقفِ الغالبيةِ الساحقة من القوى ذات التمثيل. وفيما تُرتقب المواقفُ التي سيطلقها في مقابلته التلفزيونية غداً، والتي صودف بثُّها في الذكرى الثامنةَ عشرة للانسحاب السوري من لبنان، من دون انتباهِ المعنيين على الأرجح، عُلم ان النائب غسان سكاف بدأ جولةً على المسؤولين، وبينَهم اليوم رئيسُ التيار الوطني الحر، طارحاً فكرةَ المشاركة في جلسةٍ رئاسية يتنافس فيها المرشحان فرنجية وصلاح حنين على المركزِ الأول، علماً أن حظوظَ الفكرة ليست كبيرة، في ضوء تمترس الافرقاء خلفَ متراسَي الفرض والتحدي.

فجأةً، ومن دون سابق إنذار، قفزت قضية النازحين السوريين في لبنان إلى واجهة الإنشغالات والإهتمامات. فبصرف النظر عن التوصيفات والمزايدات، فإن هناك أزمة حقيقية تُظهرها الأرقام وليست العواطف … أكثر من مليونَي نازح سوري في لبنان، وهذا رقمٌ كشفه المدير السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم . المشكلة الثانية أن هناك ما يمكن تسميته “نزوح يومي ” من سوريا إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية وعبر شبكات تهريب بين سوريا ولبنان.

هذه الأزمة أو هذه القضية أو هذه القنبلة الموقوتة، سموها ما شئتم، تتحوَّل يومًا بعد يوم إلى كارثة: على اللبنانيين وعلى النازحين السوريين، وما يضاعف من تداعيات هذه الكارثة: عجز الدولة اللبنانية وانقسامها حيالها، عدم وضوح موقف النتظام السوري حيالها، بين الكلام العلني المؤيد لعودة أبنائه، وبين ممارسات لا تسهل هذه العودة، والعنصر الثالث الريبة من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي يلامس موقفها حدود المؤامرة. على سبيل المثال لا الحصر، منظمة العفو الدولية طالبت السلطات اللبنانية بإيقاف ما وصفته “عمليات الترحيل غير القانونية القسرية للاجئين السوريين من أراضيها إلى سوريا، بشكل فوري”.

وجاء في تقريرها أن الأشخاص المرحّلين هم في خطر التعرض “للتعذيب أو الاضطهاد” من قبل النظام السوري بعد عودتهم.

واضح كلما تحرك لبنان لابعاد سوريين اقامتهم غير قانونية ومتهمون بارتكابات، يتحرك المجتمع الدولي لحماية هؤلاء، وكأن هناك إصرار على إبقائهم في لبنان.

وجهُ آخر لقضية النازحين ودواعي إبقائهم في لبنان، فقد كشف تحقيق لصحيفة “الغارديان” عن عمليات استيلاء على منازل اللاجئين في سوريا الذين فرّوا من مناطق سيطرة النظام خوفًا من الملاحقات الأمنية.

وأفاد التحقيق أن استخدام الوثائق المزوّرة واستغلال المحاكم الرسمية من أبرز الطرق المستخدَمة من قبل الشبكات “الفاسدة” التي تستفيد من فوضى الحرب لتجريد اللاجئين من ممتلكاتهم.

هكذا، بين النزوح إلى لبنان، ووضع اليد على ممتلكاتهم في سوريا، وموقف المنظمات الدولية، يكون لبنان واللبنانيون هم الضحايا الذين يدفعون الثمن.

في ملف آخر، بعد قرابة الشهر على زيارة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية د. كمال خرازي
وأمين سر المجلس عباس عراقجي للبنان، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يصل غداً الى بيروت في زيارة رسمية ليومين يجتمع خلالها مع كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب. عبد اللهيان، عشية وصوله إلى لبنان، زار سلطنة عُمان.

نيران السودان شكلت ممرا طيبا بين لبنان والسعودية التي سهلت خط العبور من الخرطوم إلى بورسودان فجدة ثم بيروت وهذه المعونة السعودية كانت محط ثناء لبناني اذ شكر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب المملكة على منح لبنان الأولوية لإجلاء رعايانا واكد انه “بالوفاق والتعاون يمكن تحقيق المستحيل لكن المستحيل الرئاسي غير مشمول بأي خط عبور من بيروت والرياض فيما الخطوط فتحت سعوديا وايرانيا اليوم باتجاه التبادل التجاري تبعا لما اعلنه وزير الصناعة والمعادن والتجارة الايراني رضا امين. وسيتطلع لبنان المسار الايراني من وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان الذي سيصل الى بيروت غدا ويلتقي عددا من المسؤولين وسيتم استضياح ناظر الدبلوماسية الايرانية فيما اذا كان الملف الرئاسي سوف يدرج كبند في سلة المعادن المشتركة مع المملكة. وبغياب اية مستجدات على المفاعل الرئاسي فإن لبنان لا يلوي على قرار يواجه فيه المجتمع الدولي في أزمة النازحين السوريين وسيعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا وزاريا غدا يبحث فيه هذه الازمة وآليات حلها المتعثرة حتى اليوم بارادة داخلية وضغط دولي. وهذا الضغط وقف في وجهه اليوم وبشكل لافت ومثمر رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل الذي واجه منسقة الأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا بالارقام والخسائر وتكلفة النزوح والعرقلة الاوروبية للحل قائلا ” لقد حان الوقت لان تتغير طريقة التعاطي وعلى المجتمع الدولي ان يغير سياسته تجاه لبنان/وعن تخوف الاوروبيين من عودة الناشطين في المعارضة السورية الى بلادهم اقترح الجميل ابقاء هؤلاء والذين لا يتخطى عددهم ال 20 الفا، اما المليون وال 750 الف الباقين فغير معرضين للخطر في حال عودتهم وحذر الجميل من صدامات بين النازحين السوريين والمواطنيين اللبنانين فيما ذهب النائب جميل السيد الى النتائج الاخطر قائلا ” غدا سيكون هناك أسلحة في مخيماتهم” كل هذا المسار مترافقا مع استمرار خطة الجيش بترحيل السوريين ممن دخلوا البلاد خلسة , يحتم حراكا لبنانيا على مستوى دولة ومن خلال التعاطي المباشر مع الدولة السورية لتنظيم العودة .. وعندها فليشرب المجتمع الدولي من البحر .. او ان يتحمل هروبهم الى اوروبا عبر البحر./ وعلى البر اللبناني , فساد بمفعول رجعي لحصاد من زمن وزارات الاتصالات السابقين فقد اصدر ديوان المحاسبة قراره في شأن مباني تاتش وقصابيان واضعا الوزراء في دائرة الاتهام.
والقى ديوان المحاسبة مسؤوليات بشكل مباشر على كل من جمال الجراح ونقولا صحناوي ومحمد شقير وبشكل مخفف على بطرس حرب ويؤكد التقرير ان الجراح استأجر مبنى تاتش في سوليدير من دون العودة الى القوانين وبتكلفة عالية وسعر غير واقعي اما نقولا صحناوي فقد وقع عقد قصابيان في الشياح على الرغم من تهالك المبنى وهو تجاهل وتجاوز الاعتبارات التي كان سلفه الوزير شربل نحاس اثارها لرفض استئجار المبنى. وباستثناء نحاس .. كلهم ضالعون وصولا الى طلال حواط وجوني القرم فكلاهما تخلف عن اتخاذا الخطوات اللازمة لضمان الحفاظ على المبنيين وفي النهاية فإن الدولة لا تمتلك هذين المبنيين.

انتهت عطلةُ العيدِ الرسميةُ على املِ ان تَنتهيَ العطلُ السياسيةُ الممتدة، فيعاودَ البلدُ نشاطَه برجاءِ ان يتمكنَ المخلصون والجادون من تصليحِ ما امكنَ من اعطالٍ تَستحكمُ بكلِّ المفاصل، من الرئاسةِ الى انتظامِ الحياةِ السياسيةِ والاقتصادية..

في الحراكِ الرئاسي لا تزالُ المساراتُ خارجيةً باندفاعةٍ لا تلاقيها المكوناتُ الداخلية، فيما يوحي صراخُ البعضِ المتكررُ ورصاصُه السياسيُ الطائشُ بكلِّ اتجاهٍ انَ رياحاً سياسيةً حارةً لفحَت وجهَه، فآلـمَه الواقعُ الذي بدأَ بالانعطافةِ الى غيرِ ما يَشتهيه..

وفيما كلُّ الرياحِ تعاكسُ المركبَ اللبنانيَ الذي تلاطمُه الامواجُ الاقتصاديةُ والماليةُ والادارية، وصلت مراكبُ اللبنانيينَ العائدينَ من السودانِ الى برِّ الامان، بتكاتفٍ وطنيٍ بينَ ابناءِ الجالية، وجهدٍ رسمي، وتعاونٍ عربيٍ امَّنَ لهم المساعدة، على انَّ اعينَ الجميعِ الى السودانِ الشقيقِ الذي يحتاجُ واهلَه الى العونِ الالهيِّ لاطفاءِ هذهِ النارِ التي اِن استمرت ستُحرقُ كلَّ شيء..

ومن اشعلَ النارَ يدَّعي محاولةَ اطفائها، فالاميركيون تواصلوا معَ جنرالات المعاركِ على طرفيِّ الازمةِ لتأمينِ هُدنةٍ لثلاثةِ ايام، يبدو انها لن تصمدَ، كما سابقاتِها.. اما العالمُ كلُه فيسابقُ النيرانَ المتمدّدةَ لاجلاءِ رعاياهُ وسطَ تحذيراتِ المنظماتِ الامميةِ من خسائرَ بشريةٍ كبيرةٍ واضرارٍ انسانيةٍ فادحةٍ جراءَ المعارك..

في المعركةِ الفلسطينيةِ المفتوحةِ معَ الاحتلالِ اضرارٌ جسيمةٌ تصيبُ الكيانَ العبريَ الذي كلما استفاقَ من ضربةٍ اُصيب باخرى، وليسَ آخرَها عمليةُ الدهسِ بالامس التي نفذَها فلسطينيٌ في القدسِ المحتلة، فدعا كبارُ محلليهِ العسكريينَ والامنيينَ للاستعدادِ لمزيدٍ من العملياتِ المماثلة، ورفعِ حالةِ التأهبِ القصوى في القدسِ وعمومِ الضفةِ الغربية.