وسطَ أفقٍ سياسيٍ مسْدود وإستحقاقٍ رئاسيٍ في حال موتٍ سريري تتوالى التداعياتُ المتفجرةُ للأزمات وفي مقدمها الهمومُ الإجتماعيةُ والحياتية والمعيشيةْ.
ومن رَحِم هذه الهموم كان التحركُ الإحتجاجيُ الميداني للعسكريين المتقاعدين بينَ ساحةِ رياضِ الصلح ومحيط مصرف لبنان.
أما الهدفُ الرئيسيُ للمحتجين فكان الضغطْ باتجاهِ تقاضي رواتبهم عبر منصة صيرفة وفق سعر 28 ألفاً و 500 ليرة للدولار الواحد وليس 90 ألفاً.
وقد ترددت معلوماتٌ عن احتمال تأمين الرواتب على سعر يتراوحُ بين 60 ألف ليرة و70 ألفاً.
مصرفياً أيضاً تتجاوزُ البنوكَ القوانين ببدعةٍ جديدة هي أقربْ الى فيدراليةٍ مصرفية تضاف الى تجاوزاتها السابقة حيث تقومُ بالضربِ بعرضْ الحائطْ بكل القوانين وتصدر قوانينها الخاصة على قياس مصالحها من خلال منع أي مودع من سحب شيك من حسابه في مصرفٍ معين ووضعه في حساب له في مصرف آخر او حتى تسديد قرضْ بموجبِ هذا الشيك…. فهل هناك يا سادة تعميمٌ من مصرف لبنان بهذا الشأن؟ هل هناك اي قانون؟ ام ان المصارفَ باتت فاتحة على حسابها… وآخرُ ما تفكر به حسابُ المودعين وحقوقهم؟ في شأن مطلبي آخر يتواصل إضراب موظفي هيئة أوجيرو ما يهدد بانهيار قطاع الإتصالات ومن ضمنه الأنترنت وبالتالي دخول لبنان في عزلة عن العالم.
لكن وزير الإتصالات بدا جازماً بقوله لن نسمح بمثل هذا الأمر كاشفاً أن رئيس الحكومة الموجود في السعودية طرح معه صباح اليوم تدخل الجيش لتأمين هذا المرفق الحيوي.
وفي اليوميات اللبنانية قرارٌ لوزير الاشغال بوقف السير في العقد الخاص بمشروع إنشاء مبنى جديد للمسافرين في مطارِ بيروت وذلك بناءً على طلب الجهة التي يمثلها أي حزب لله على ما أعلن الوزير علي حمية.
خارجَ لبنان عدوانٌ إسرائيلي جديد على محيط دمشق قبل بزوغ فجر اليوم.
واليوم هو (يومُ الأرض) الذي يُحييْه الفلسطينيون في الضفة والقطاع والقدس واراضي الـ 48 وفي طول جغرافيا الشتات وعرضها.
هو يومٌ واحد في العام لكن مضامينه الوطنية دَيْدَنٌ دائم للفلسطينيين شعاره لا يهتز: فلسطين وطن ناسها وأصحابها الحقيقيين كيف لا وهي المُملِحةُ أرضُهم بدمائهم وعرقهم.
يومُ الأرض ثابتٌ لا يتزحزْح من مطرحه في ذاكرة ووجدان كل فلسطيني وكل مدافعٍ عن القضية الأم.
نعم، حصل خطأ أمس في جلسة اللجان.
ونعم، حسنا فعل رئيس المجلس بالاتصال برئيس حزب الكتائب، وبالطلب من معاونه السياسي علي حسن خليل تقديم الاعتذار اليه، بمسعى من نائب رئيس المجلس.
ونعم، نبش القبور الدائم في اتجاه واحد، أمر مرفوض، والمصارحة للمسامحة بعد المراجعة، ولو تأخرت كثيرا، ضرورية اليوم أكثر من أي يوم مضى، حتى لا يتكرر المشهد المعيب الذي كثرت التأويلات في شأنه، بين التضخيم والتصحيح.
ولكن، مهلا:
اين كانت الحدية التي برزت اليوم في المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب سامي الجميل يوم تجاوز الرئيس نبيه بري مثلا المادة 57 من الدستور، حين وافقت غالبية المجلس على اعادة التصويت على قانون الانتخاب الذي رده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بأكثرية مختلفة عن الواردة في الدستور؟
وأين كان الحرص على الدور والوجود، يوم طالب النائب سامي الجميل الرئيس بري باعتماد نصاب ال65 نائبا لانتخاب رئيس البلاد؟ وكيف كان سيهدد اليوم بتعطيل النصاب لمنع وصول مرشح 8 آذار، لو ايده بري في مطلبه، عوض ان يرد عليه بمقولته الشهيرة: “مادة اجرها من الشباك”؟
وأين كان عنفوان النائب سامي الجميل اليوم، يوم التحق حزبه بالتحالف الرباعي مع حزب الله عام 2005، ويوم قال والده الرئيس أمين الجميل في تصريح موثق ان السيد حسن نصرالله يذكره بالشيخ بيار الجميل المؤسس، لناحية حرصه على الميثاق؟
نعم، أخطأ نواب حركة أمل أمس.
ولكن، نعم أيضا، يكفي مزايدات من الكتائب او غيرها من الاحزاب.
فسجال الامس عمليا، طير الانتخابات البلدية والاختيارية حتى إشعار آخر، وهدد بوضع البلاد أمام فراغ جديد، بلديا، والأخطر… اختياريا، حيث ان نهاية ولاية المخاتير ستحرم اللبنانيين من إصدار اخراجات القيد وسائر الوثائق الرسمية التي غالبا ما تبدأ بورقة مختار.
بين “الذكاء الأصطناعي” و”الغباء الطبيعي”، لا يصعب الاختيار. العالَم اليوم منقسِم، بين مَن يسعى إلى أن يكون من بلدان “الذكاء الأصطناعي” وبين أن يبقى في “الغباء الطبيعي”. لبنان، حتى إشعارٍ آخر في المعسكَر الثاني، فحين يكون منسوب الغباء مرتفعًا أكثر من منسوب الذكاء، لا يعرف كيف ينتخب رئيسًا وكيف يشكِّل حكومة وكيف يجري إصلاحات في مختلف القطاعات وكيف يتفق مع صندوق النقد الدولي وكيف يكافح الفساد وكيف يقدِّم حاملي الأدمغة على حاملي بطاقات التوصية من هذا الزعيم أو ذاك. حين يكون كذلك، فلا بد أن يبقى في مستنقع الغباء.
خَفِّفوا من أحمالِكم، سلِّموا هذه المعضلات الآنفة الذِكر إلى “الذكاء الاصطناعي” بدل غبائكم الطبيعي، فلعله يُعطيكم الأجوبة المطلوبة والأسماء المطلوبة، أعطوه المواصفات فيعطيكم إسم الرئيس، أعطوه أرقام الصرف فيعطيكم مكامن الهدر، أعطوه عدد النازحين بالمقارنة مع عدد اللبنانيين فيعطيكم حجم المخاطر.
لا نتحدَّث عن Science fiction بل عن حقائق أصبحت دامغة، العالم يعيش في عصر الذكاء الاصطناعي، ولبنان يعيش في تخلف الأنترنت، الموظفون يطالبون بتصحيح أجورهم، والوزير يفتش عن مازوت لمولِّدات المحطات. الخليوي يحتاج إلى أكثر من مكالمة لأجراء مكالمة واحدة، وتبدَّلت العبارة من “الرجاء عدم تكرار المحاولة “إلى عبارة” الرجاء تكرار المحاولة؟
الذكاء الاصطناعي هو أحدث الثورات التكنولوجية، كانت الآلة الحاسبة “صرعة” إذ كيف تُحتسب عشرات الأرقام بثوانٍ، مُنعَت أحيانًا في المسابقات. لحقها غوغل، وراجت عبارة “غَوْغِلها”، اليوم الذكاء الاصطناعي تخطى غوغل بأشواط، فإلى أين سيصل هذا العِلم؟ سيغير هذا النظام طريقة عمل الناس وتعلمِهم، وسفرهم، وحصولهم على الرعاية الصحية، وتواصلهم مع بعضهم بعضاً. صناعات بأسرها ستعيد توجيه أعمالِها على أساسه. خرج الذكاء الاصطناعى من المختبرات ومن صفحات روايات الخيال العلمي، ليصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. واليوم أصبح إستخدام الذكاء الاصطناعي حيويًا وضروريًا ولا غنى عنه، وهنا الخطر الكبير.
هل يمكن ان يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء الطبيعي اي ذكاء الانسان؟ هذا السؤال يشغل العالم، خصوصًا لِما يحمله من مخاطر.
بات مصطلح “الذكاء الاصطناعي” كثير الاستخدام هذه الأيام، لدرجة أن البعض أصبح يتخوف من أنه قد يعني سيطرة الآلات واضمحلال دور البشر، إذ يُخشى أن يحل محل الطالب في تقديم الامتحانات ومحل الطبيب في وصف العلاجات ومحل المهندس في رسم الخرائط ، فهل اخترع الانسان شيئًا ليَقضي عليه؟
لا نطرح في لبنان مثل هذه الهواجس لأننا بعيدون عنها، بهذا المعنى هل لبنان في نعمة أم في نقمة؟ نتحدث عن الذكاء الاصطناعي فيما لا نعرف في أي لحظة تتوقف الانترنت فننقطع عن العالم ونعود بلحظة نصف قرن إلى الوراء. الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى انترنت، والانترنت تحتاج إلى كهرباء والكهرباء تحتاج إلى مازوت، وإذا لم يتوافر المازوت نلجأ إلى موتور الاشتراك، كما نلجأ في المياه إلى الصهريج، للأسف، الذكاء الاصطناعي في لبنان عبارة عن موتور وصهريج، لماذا؟ لأن الغباء الطبيعي الرسمي لم يعرف على مدى ثلاثين عامًا كيف يؤمن الكهرباء والمياه.
قبل الدخول في تفاصيل النشرة، علمت الـLBCI ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يزور فرنسا ويلتقي غدًا باتريك دوريل.
شمعةٌ وسْطَ الظلامِ الذي يسيطرُ على البلادِ اَضاءتها لجنةُ المؤشرِ بادارةِ وزيرِ العملِ مصطفى بيرم، فتطلعت الى القطاعِ الخاصِّ رافعةً الحدَّ الادنى للاجورِ الى تسعةِ ملايينِ ليرة، معَ بدلِ نقلٍ عن كلِّ يومِ عملٍ مئتينِ وخمسينَ الفَ ليرة ..
اما القطاعُ العامّ فلا يزالُ يَعُمُّهُ الاضرابُ من العسكريينَ المتقاعدينَ الذين حَشدوا في الساحاتِ الى كاملِ القطاعاتِ التعليميةِ والوظيفيةِ المستمرةِ باضرابِها.
وفي دليلٍ اضافيٍّ على حالِ العَطَبِ الذي يُصيبُ المؤسسات، بدأَ التلَفُ يَضرِبُ قطاعَ الاتصالات. فالمسألةُ ليست سهلةً أَنْ تنقطعَ كلُّ وسائلِ الانترنت والاتصالِ في بلدٍ متقطعةٌ كلُّ خطوطِه السياسية، ومقطوعةٌ عنه كلُّ المساعدات ..
وعلى الجيشِ رُمِيَت اعباءٌ اضافيةٌ بمحاولةِ ضغطِ الوزارةِ على الموظفينَ للعودةِ عن الاضراب ، ملوِّحةً بالتوجهِ نحوَ الطلبِ من الجيشِ اللبناني ادارةَ القطاع ..
وقطعاً للطريقِ على مُختلِقي الازماتِ والمستثمرينَ بها، كان قرارَ وزيرُ الاشغالِ العامةِ والنقل علي حمية وقفَ الجدلِ القانونيِّ الحاصلِ في البلادِ حولَ عقدِ تلزيمِ إنشاءِ مبنًى في مطارِ رفيق الحريري الدولي، وعدمِ السماحِ باخذِه الى غيرِ المنحى الذي ابتغتهُ الوزارة، فاعلنَ بكلِّ شجاعةٍ عدمَ السيرِ بالعقدِ واعتبارَه كأنه غيرُ موجود.
وللمُصرِّينَ على السيرِ بمنحَى الاتهامِ والاستثمارِ السياسيِّ الرخيصِ ردَّ رئيسُ لجنةِ الاشغالِ العامةِ والنقلِ سجيع عطية، مؤكداً على مناقبيةِ الوزيرِ وعملِه المعروفِ للجميع، وجازماً استمرارَ المشروعِ الحيويِّ والمهمِّ بعدَ مراعاةِ قانونِ الشراءِ العام ..
وفي عمومِ الملفاتِ ولحلِّ الازماتِ المترنحةِ دعوةٌ من كتلةِ الوفاءِ للمقاومة للجميعِ الى توسُّلِ الحكمةِ والتفهمِ في مقاربةِ الاوضاعِ والمشاكلِ الضاغطةِ على مختلفِ المستويات..
وبمستواتِ الاملِ الكبيرِ بقربِ التحريرِ يُحيي الفلسطينيونَ يومَ الارضِ الفلسطينيةِ التي تهتزُّ بالصهاينةِ المحتلين، وقد بدأت على ما يبدو بلفظِ الصهاينةِ عن ترابِها، وهم المنقسمونَ الى حدِّ الاقتتالِ بينَ جماعاتٍ واحزابٍ واتجاهات، في مشهدٍ لم يَعرِفْهُ الكيانُ العبريُ من قبل .