أكّد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في لقاء مع المبلِّغين وأئمة المساجد في منطقة بيروت أنّ “الحزب اختار دعم الوزير سليمان فرنجية لأنَّه يمتلك الصفات الملائمة والمناسبة بحسب وجهة نظرنا لرئاسة الجمهورية، فهو شخص يتميَّز بقدرته على حوار الجميع ومنفتح مع الجميع، ولا يشكِّل تحدٍّ لأحد ويتواصل مع الدول في المنطقة وفي العالم بشكل طبيعي، وشجاع في المواقف وخطُّه واضح”.
واكد أنَّ “هذه المواصفات المتوفرة في شخصه تمكنه من أن يكون رئيساً ناجحاً للجمهورية، ولم يكن دعمنا لترشيحه بناءً على وعدٍ سابق ولا التزام قديم، وإنما نشأ هذا التأييد بلحظة الظروف الموضوعية التي أبرزته كشخصية ملائمة لهذا الموقع”، لافتاً الى “اننا لم نلتزم مع أحد بتسمية خلال كل فترة الحديث عن الرئاسة، بل كنَّا نقول لمن يسأل عن عدم حسم الموقف وأنَّنا لا زلنا نفكر، ثم مرَّت مرحلة أخرى كنا قد حسمنا خيارنا من دون إعلان الإسم، ثم جاءت مرحلة ثالثة تمَّ فيها الإعلان من خلال الأمين العام للحزب في كل هذه المراحل الثلاثة لم نَعِدْ أحداً بأن يكون موقفنا مرتبطاً بموقفه أو بتسميته أو بآرائه أو بقناعاته. نعم عملنا مع أطراف عديدين من أجل أن تتقارب وجهات النظر، من أجل أن نسمي معاً لكي نصل إلى إسم موحَّد”.
واشار الى اننا “نجحنا في العلاقة مع حركة أمل وبعض الحلفاء، ولم ننجح مع آخرين سواء أكانوا حلفاء أو كانوا في الموقف الآخر، نحن لم نصرِّح يوماً في الإعلام إلَّا بـ قناعاتنا، وكذلك عبَّرنا عن عروضنا بشكل مكشوف أمام الناس. لم نخالف يوماً وعداً مع أحد لا سرَّاً ولا علناً لأنَّنا نعتبر أن ديننا يأمرنا بأن نكون صادقين، ما نقوله هو الصدق وكل تاريخنا السياسي يشهد أننا نصدق فيما نتحدث فيه مع الناس، ونقدم الرواية الحقيقية من دون أي إضافة أو تعديل أو تغيير، لأنَّنا نؤمن بأنَّ الصدق والصراحة مع الناس ومع الحلفاء حتى الصدق في مواجهة الأعداء بكل قناعاتنا التي نؤمن بها، ونعتبر أنَّها ضرورية للإعلان عنها في المعركة وهي التي تسبب النجاح الحقيقي”.
ولفت الى انه “اليوم البلد يزداد تدهوراً، والإكتفاء بالنقد والتنظير لا تجعل الناقد والمنظِّر بعيداً عن المسؤولية والمساءلة في آن معاً، لأنَّ بعضهم يتحدث أمام الناس كأنَّه هو الذي له الحق بأن يحاسب الجميع وأن يطالب الجميع، أمَّا هو ليس مسؤولاً. واليوم عندنا 128 نائباً معنيُّون بأن يختاروا الرئيس، فبدل أن تقول أيُّها النائب أنتم أخطأتم وأنتم لا تعملون، والبلد متدهور، قل لنا ماذا تريد حتى يعرف الناس بطريقة إيجابية كل نائب ما هي خياراته لإنقاذ البلد، كي لا نبقى في دوامة إسمها البكاء على الأطلال أو محاولة تبرئة النفس باتهام الآخرين، فهذا لا يبني بلداً”.