مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 28/3/2023

فيما تتهمك الرياض وطهران في بلورة تفاهمهم وفي إطاره ألإعلان عن دعوة أرسلها العاهل السعودي للرئيس الإيراني لزيارة المملكة يقدم الداخل اللبناني فصولا جديدة من المشهدية المأزومة وهذه المرة على حلبة المجلس النيابي في جلسة اللجان المشتركة التي انتهت الى لا شيء على صعيد جدول أعمالها وأضحت مسرحا: للسجال والصراخ وتبادل الاتهامات والعبارات النابية من بوابة الانتخابات البلدية ومصيرها وتمويلها وهنا برز رأيان: الأول دعا الحكومة لتمويل الإستحقاق البلدي من حقوق السحب الخاصة فيما اعتبر البعض الآخر أنه ليس على المجلس النيابي أن يمنح الحكومة تغطية قانونية للتصرف بحقوق السحب الخاصة علما أن وزارة الداخلية بصدد الدعوة لإجراء هذه الإنتخابات في الثالث من الشهر المقبل.
إقتصاديا وماليا ألعين على تصنيف “مجموعة العمل المالي” للبنان وهي المجموعة المختصة بتقييم امتثال الدول لإجراءات ومعايير مكافحة تبييض الأموال وسط تخوف من إحالة لبنان إلى القائمة الرمادية بفعل ارتفاع معدلات تدوال النقد الورقي المدولر والمضاربات وهو ما يقلص قدرة السلطات النقدية على ضبط حركة السيولة بالعملة الصعبة.
كما برز تحذير نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي من تبعات استمرار هدر الوقت: فإذا لم نقم نحن بما يجب علينا فهذا يعني عمليا بأننا نحن من يريد الإنسحاب من الإتفاق مع الصندوق بسبب البطء الشديد في تطبيق الإصلاحات متحدثا عن نهج سيؤدي إلى تضخم مفرط.
على الصعيد المطلبي تحرك جديد للعسكريين المتقاعدين الخميس المقبل في ساحة رياض الصلح.
البداية من المجلس النيابي توتر في جلسة اللجان المشتركة وتبادل للعبارات النابية وسجال في مصير الإنتخابات البلدية وبو صعب: هناك أمور يجب أخذها بالإعتبار قبل دعوة وزير الداخلية الى الانتخابات.

 

صحيح أن التظاهرات قد انكفأت وخلت شوارع المدن في الكيان العبري من المحتجين لكن الأزمة باقية وجمرها تحت الرماد.
ذلك أن بنيامين نتنياهو أعلن تعليق مشروع التعديلات القضائية لا إلغاءه ما يعني إرجاء الأزمة لا إنهاءها.
هذه الحيلة لم تنطل على قادة الإحتجاجات الذي نأعلنوا المضي في حراكهم مؤكدين أنهم لن يبتلعوا الطعم فنتنياهو يناور بتأجيل التعديلات من أجل تمريرها لاحقا بعد إضعاف الضغط الجماهيري.
على أن الحلقة الأخطرL كانت في المؤسسة الأمنية وهي التي يعتبرها الصهاينة جوهر كيانهم إذ اهتزت تحت وطأة الإنقسامات وحالات التمرد في صفوف ضباط رفضوا الإلتحاق بالخدمة.
في شأن إقليمي آخر تتواصل الإجراءات العملية الهادفة لتنفيذ الإتفاق السوري – الإيراني ويبدو أن طهران في وارد رد التحية بمثلها إذ تنوي توجيه دعوة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة إيران وذلك بعد دعوة مماثلة وجهت إلى الرئيس إبراهيم رئيسي لزيارة المملكة على ما أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي يطير إلى موسكو غدا.
في شأن متصل كان إتصال من ولي العهد السعودي بالرئيس الصيني عبر فيه عن تقدير المملكة للمبادرة الصينية لدعم جهود تطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران فيما أكد الرئيس (شين جين بينغ) إستعداد بلاده لمواصلة دعم متابعة الحوار بين البلدين.
وفي ما يبدو فإن الإتفاق السعودي – الإيراني فتح الطريق أمام إصلاح العلاقة بين (المنامة  – طهران) إذ سيزور وفد بحريني إيران قريبا.
في الشأن المحلي  لا إختراقات على جبهة الملف الرئاسي لكن يلاحظ أن جبهة الإتصالات السعودية – الفرنسية تحركت مجددا عبر الإتصال الذي أجراه الرئيس إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
أما في بيروت فكانت السفيرة الفرنسية تؤكد الحاجة إلى الحوار وحسن سير المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
برلمانيا جلسة للجان النيابية المشتركة كان في رأس جدول أعمالها إقتراح يتعلق بتمويل الإنتخابات البلدية والإختيارية مقدم من كتلة التنمية والتحرير ولكن النقاش انتهى إلى توصية رمت الكرة  في ملعب الحكومة على ما أشار نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب.
أما المعاون السياسي للرئيس نبيه بري (النائب علي حسن خليل) فقد إتهم بعض من يرفع شعار إجراء الإنتخابات البلدية بأنه لا يريد إجراءها وأشار إلى أن البعض مصر على تعطيل العمل النيابي قائلا إن بعض الزملاء تجاوزوا حدود الزمالة وكان لا بد من الرد عليهم مضيفا أننا لسنا من يقول (لكم لبنانكم ولنا لبناننا) وحركة أمل قاتلت من أجل لبنان ووحدته وهي الحريصة على السلم الأهلي.

 

في اللجان المشتركة اليوم إشكالان ، البطلان فيهما مطلوبان للعدالة! اسم البطل الاول: غازي زعيتر الذي دخل في سجال مع النائب ملحم خلف فقال عن أحد النواب: “شوهالبضاعة”، ثم توجه إلى خلف قائلا “متل صباطي”. اسم البطل الثاني: علي حسن خليل، وهو توجه إلى النائب سامي الجميل فاتهمه بأنه مجرم  ووالده مجرم وعائلته  كلها مجرمة. التصرفان غير المسبوقين يؤشران إلى أي مستوى انحدر العمل البرلماني، وكيف أن بعض ممثلي الأمة نقلوا روح الميليشيات إلى داخل مجلس النواب. كما يدل كيف أن نواب حركة أمل الذين تلقوا انتكاسة مع رئيسهم نتيجة تراجع ميقاتي عن توقيت الساعة، يحاولون فش خلقهم بالنواب المعارضين لهم. فهل تحول البرلمان بفضل غازي زعيتر وعلي حسن خليل من ساحة للنقاش الهادىء والموضوعي إلى ساحة لإطلاق الإتهامات والكلام البذيء؟ الإجابة برسم الرئيس نبيه بري المؤتمن على حسن سير عمل المجلس. فهل سيتخذ تدبيرا ما، أم انه سيدفن رأسه في الرمال متبعا مقولة: أنصر نوابك ظالمين كانوا أم مظلومين؟ بعد كل هذا العرض هل من يتعجب إذا قال النائب أسعد درغام “انو بيستحي” لأنه ينتمي لهكذا مجلس?
ان ما حصل  اليوم في مجلس النواب أكد من جديد ان اللجان مقبرة المشاريع. فالنواب اجتمعوا لاقرار ثمانية قوانين مبدئيا ، وخرجوا من دون ان  يقروا لو قانونا واحدا عمليا . انها دولة المؤسسات التي تتخبط، بل التي تنازع قبل ان  تلفظ انفاسها الاخيرة . مقابل المراوحة والفشل،   الاستهتار بالقوانين مستمر . فبعد تسعة ايام كاملة على اعلان الرئيس نجيب ميقاتي والوزير علي حمية صفقة المطار، التي اقرت بالتراضي وبغفلة عن الجميع، لم يصل الى هيئة الشراء العام اي مستند يتعلق بالعقد. كأن العقد هو سر الاسرار وليس مسموحا لأحد ان يطلع على تفاصيله او على ما ورد فيه. مرة جديدة، انه التهرب من العدالة، والتهرب من الحقيقة. فهل الوزارات هي مؤسسات تلتزم الشفافية ام انها مغارة علي بابا؟ وهل الوزراء مسؤولون عن حماية المال العام،  ام انهم مسؤولون عن هدره بالف طريقة وطريقة، و”على السكيت” ؟ سؤالان برسم وزارة الاشغال العامة ووزيرها. فهل يستجيب علي حمية ولو رغما عنه،  ام يواصل انتهاك القوانين وعلى عيونكم أيها اللبنانيون؟

 

عمليا، حتى اللحظة، لا انتخابات بلدية واختيارية هذا العام، ولا تمديد إضافيا للمجالس البلدية والاختيارية الممدد لها أصلا منذ العام الماضي، وبناء عليه، نحن أمام فراغ جديد سيدهم حياتنا اليومية بعد مدة قصيرة جدا، إذا لم يخرج المعنيون بحل، خصوصا لناحية ولاية المخاتير، وما يترتب على نهايتها بلا بديل من تداعيات، بالنسبة الى المعاملات الرسمية التي ينطلق أكثرها من “ورقة مختار”.

فالسجال بين علي حسن خليل وغازي زعيتر، المعبئين أصلا بعد نكسة الساعة، من ناحية، وسامي الجميل وغسان حاصباني وملحم خلف، من ناحية ثانية، طير تمويل الانتخابات عبر مجلس النواب، تحت وابل من الكلمات النابية والكلام غير المقبول، وتبادل التهم بالإجرام، لترمى الكرة البلدية والاختيارية في ملعب حكومة تصريف الاعمال، حيث صار الملف بكامله بعهدة نجيب ميقاتي ووزير داخليته الذي كرر وعده مرات ومرات بإجراء الاستحقاق على الموعد.

أما على الضفة الأخرى من المشهد اللبناني، فقد رأى تكتل لبنان القوي اثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، أن ما حصل في اللجان من تشنج، هو دليل خطورة الى ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد، ما يوجب التعقل وضبط الخطاب السياسي.

وفي موضوع الاستحقاق البلدي والاختياري، دعا التكتل حكومة تصريف الأعمال الى البت سلبا أم إيجابا بموضوع الانتخابات البلدية والإختيارية، والتوقف عن رمي المسؤولية على غيرها، وسأل: هل تتوفر للحكومة المستلزمات المادية واللوجستية والتقنية لإجراء الإنتخابات؟ فإذا كان الجواب نعم، فلتقدم الحكومة على إجرائها في موعدها بشكل لائق وديمقراطي ومن دون أي إشكالات. وإذا كان لا، فلتصارح الناس ولتعلن بجرأة أن الأوضاع والظروف المتعلقة بالانتخابات لا تسمح بإجرائها، وبالتالي فلتطلب ما تحتاجه من مجلس النواب، إذ لا يجوز دعوة الهيئات الناخبة من دون تأمين الإعتمادات والإمكانات.

غير ان السجالات الحادة اليوم لم تقتصر على اللجان، فقد لفت عيارها الثقيل على جبهة مستحدثة بين سمير جعجع وبعض نواب التغيير، المنتفضين على تنصيبه مرشدا سياسيا عليهم. فبعد هجوم شنه عليهما رئيس القوات، رد النائبان حليمة قعقور وابراهيم منيمة على جعجع، بتذكير القوات بأنها جزء لا يتجزأ من المنظومة التي خربت لبنان.

 

من حق الناس علينا أن نكشف لهم ما جرى في مجلس النواب اليوم،  من صدور كلام بذيء يعف عن قوله زعران الشوارع.

عينة من هذه الأقوال، بعد تأكيدها من أكثر من نائب حضروا الجلسة، ما صدر عن النائب غازي زعيتر موجها كلامه إلى النائب ملحم خلف: “كول … إنت متل صباتي ” …

زعيتر رد على النائب بولا يعقوبيان التي حاولت ان تشرح له كيف يكون الحكي بالنظام ، فوبخها قائلا : “شو هالبضاعة “.

اندلع سجال آخر بين النائب سامي الجميل والنائب علي حسن خليل، قال الجميل لخليل ” أنا آسف كيف أن زميلنا يحاول إعطاءنا دروسا “،  ليرد خليل “إنت بتسكت، إنت مجرم ابن مجرم، وعائلتك مجرمة وحزبك مجرم ” …

النائب سامي الجميل اعتبر ما حصل في اجتماع اللجان خطير ، ووضعه في عهدة الرئيس بري الذي بادر الى الاتصال برئيس الكتائب.

في علم اللغة، هذه لغة ” سوقية ” يتفوه بها نواب يفترض فيهم أن يكونوا ممثلي الشعب ، فهل هكذا يكون تمثيل الشعب؟

والأزمة مجددا ليست بنت ساعتها، بل نتيجة احتقان، هذا الإحتقان يحمل في كل مرة عنوانا، حينا ساعة شتوية وحينا ساعة صيفية، وحينا آخر موضوع إجراء الانتخابات البلدية من عدم إجرائها.

كان يقال : “أنقلوا خلافاتكم إلى قاعة مجلس النواب، بدل أن تبقى في الشارع ” ، لكن بعد ما سمعناه، فإنه لا يسعنا سوى القول : يا محلا الشارع.

فمجلس النواب تحول إلى مخزن للإحتقان والتراكمات، والمشكلة أن محاسبة النائب لا تكون إلا في صناديق الاقتراع، وموعدها بعد ثلاث سنوات.

في تطور أميركي بارز يتعلق بالقيادة السورية، وفي توقيت يحمل دلالات، بالتزامن مع الحركة في اتجاه سوريا، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات مشتركة مع المملكة المتحدة ضد أشخاص وشركات مسؤولة عن إنتاج وتصدير “الكبتاجون”  في سوريا.

فلقد أدرج سامر كمال الأسد، ووسيم بديع الأسد، وهما ابنا عم الرئيس بشار الأسد، في قائمة العقوبات الأمريكية- البريطانية.
كما تم ادراج رجل الأعمال خالد قدور، وهو نجل الوزير الأسبق ناصر قدور.

كما شملت العقوبات مسؤولا تابعا للأمن العسكري، عماد أبو زريق، أما من اللبنانيين فقد شملت العقوبات نوح زعيتر حسن محمد دقو.

اللافت في توقيت هذه العقوبات أنها جاءت غداة تحرك مخابراتي سوري قاده رئيس المخابرات العامة اللواء حسام لوقا الذي زار السعودية وبحث في ملف تهريب الكابتاغون عبر الأردن، لكن يبدو ان العقوبات سبقت المساعي وربما عطلتها.

 

دخلت “الرمانة” تشريعيا إلى “القلوب المليانة”، فانفجرت في اللجان النيابية وحولتها إربا غير مشتركة واللجان التي كان في نيتها الانعقاد على صياغة تمويل للانتخابات البلدية. تحولت الى حرب اهلية..

وبدا واضحا منذ الدخول والانعقاد أن الشياطين تنتظر حضور التفاصيل وأن نواب حركة امل يتقدمهم غازي زعيتر دخلوا مدججين بالنظام، وخارجه بافتعال إشكال يقلب الجلسة رأسا على عقب، وذلك من خلال التحرش النيابي بالنائب المنتظم ملحم خلف.

وبدأت الجلسة نقاشا في تمويل الانتخابات التي يتضافر الكل على تطييرها، لكنهم يتصنعون العكس وقد عرض النائب علي حسن خليل اقتراحه بطلب ألف وخمسمئة مليار ليرة من سلفة الخزينة لإجراء الانتخابات، ما يحتم عقد جلسة تشريعية.. الأمر الذي رفضه التغييريون والكتل المسيحية، واقترحوا تأمين المبالغ المالية من حقوق السحوبات الخاصة من صندوق النقد.

ولكن مسار النقاش وأصوات النباح النيابي إلى خارج القاعة، والضرب على الطاولات غير المصور، وتسريب أنباء معركة “واترلو” النيابية المشتركة..

كلها أسست لفضيحة جديدة عن التعايش وعن ممثلي أمة نقلوا خلافات الشارع إلى القاعة العامة، واستعدوا لحرب ضروس وهيأوا لها الجبهات كان الكلام بالنظام أولا..

ولكنه خرج عن الانتظام واللياقات والأصول.. وفتح جبهات ومنصات، كان أعنفها ما دار بين النائبين سامي الجميل وعلي حسن خليل، الذي اتهم الكتائب والقوات بالإجرام وعدم الامتثال لقاضي التحقيق في جريمة الطيونة.. وذلك ردا على نواب أخذوا عليه تهربه من العدالة في جريمة المرفأ حال من الهستريا النيابية التي لا ضابط إيقاع لها.. وهي دفعت بالرئيس نبيه بري الى شطب المحضر…

ولكن الجميل طالب رئيس المجلس خلال اتصال هاتفي بنشر هذا المحضر و”شيخ الصلح” في هذه الواقعة كان التيار الوطني الحر ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي وزع حبوبا مهدئة للإعصاب.

خرج تكتل لبنان القوي ببيان الواعظين الناسكين والقديسين الصائمين عن الرذائل.. فدعا بيانه الى التعقل وضبط الخطاب السياسي لمنع الإنزلاق الى التحريض الغرائزي والطائفي الذي يؤدي الى ما لا تحمد عقباه…

وكأن صائغ هذا البيان ليس هو نفسه جبران باسيل الذي اعتلى المنبر في خطابين متوترين.. فصنف بين المسيحيين والمسلمين، وقسم وفدرل، حتى دفع بنائب من عرينه السياسي وهو الياس بوصعب الى وصف خطاب رئيس التيار بالاستفزازي لكن بوصعب وحتى اللحظة لم يتلق قرار عزله من التيار كجري العادة تجاه كل من يخالفه الرأي.

 

لن يُغيِّرَ تقديمُ الساعةِ شيئاً في يومياتِ بلدٍ عالقٍ بعضُ أهلِه في مستنقعاتِ التاريخِ والانفعالِ وادعاءِ المظلوميةِ والاستهدافِ عندَ كلِّ مفترقٍ سياسيٍ او ملفٍ او استحقاق .

وما جرى اليومَ في جلسةِ اللجانِ المشتركةِ في مجلسِ النوابِ دليلٌ على حجمِ الاحتقانِ الذي تعيشُه الطبقةُ السياسيةُ وتفرضُه على سائرِ البلاد ..

كلما أُطفئت نارٌ نَفخوا في غيرِها، وبما اَنهم عاجزونَ عن الانجازِ في كبرياتِ الملفات، يلجأونَ للتلهي او الهروب ِبمعاركَ معَ طواحينِ الهواء..

والاجدرُ باصحابِ الحرصِ المستجدِ على الانتخاباتِ البلدية – على اهميةِ الاستحقاق، ابداءُ الحرصِ والاستماتةِ لانجازِ الانتخاباتِ الرئاسية، وهم الواقفونَ علناً على منابرِ تعطيلِ الاستحقاقِ ورفضِ الحوارِ دونَ حياءٍ من عذاباتِ الناسِ واوجاعِهم اليومية..

والمواطنُ الموجوعُ لا يَسمعُ كلَّ هذا الضجيج، لانَ انينَ اطفالِه او قرقرةَ امعائِهم الخاويةِ اكثرُ اهميةً من تلكَ السجالاتِ الخاوية..

على العتمةِ وفوقَ الدولارِ الاسودِ ومعَ انقطاعِ الاتصالاتِ وتَغَوُّلِ الاسواقِ واشتدادِ الازماتِ يريدُ البعضُ ان يخوضَ كالعادةِ معاركَه الشَعبوية، بدلَ التفكيرِ الجِديِّ بتهدئةِ النفوسِ وترطيبِ الاجواءِ والتفكيرِ بما يخففُ من معاناةِ الناس..

وفوقَ معاناةِ الناسِ مزيدٌ من الابتزازِ الذي يمارسُه القيمونَ على صندوقِ النقدِ الدولي، المعطِّلونَ اصلاً لكلِّ مشاريعِ المساعدةِ للشعبِ اللبناني ولو ببضعِ ساعاتٍ كهربائية، وهو ما يترددُ بكلِّ وقاحةٍ اميركية..

في فرنسا تردداتُ التظاهراتِ تهزُّ الاليزيه، واصواتُ التظاهراتِ الحاشدةِ تَنخرُ آذانَ الحكومةِ التي أَوعزَت لشرطتِها التعاملَ بكل حزمٍ وقسوة مع المتظاهرينَ الرافضينَ لقانونِ رفعِ سنِّ التقاعد..

في الكيانِ العبريِّ القاعدِ اهلُه على جمرِ الخلافات، لم يَسلم من تداعياتِ التظاهراتِ التي كَرَّست صورةَ المجتمعِ المهزومِ وحكامِه السياسيينَ غيرِ المكترثينَ الا بمواقعِهم. فوقَعت هيبةُ الكيانِ وقوّتُه واِن أَجَّلت التسوياتُ الانفجارَ الكبير. وما كانَ هذا ليكونَ لولا خلخلةُ البنيانِ الذي تَسببت به ضرباتُ المقاومين وصمودُ فلسطين..