جفاف بحيرات أوروبا.. وتحذير من الأسوأ في الصيف

تواصل ظاهرة التغير المناخي بما تنطوي عليه من احتباس حراري وجفاف وشحة أمطار، تهديد التوازن البيئي في مختلف قارات العالم ومناطقه وبما فيها أوروبا، التي لطالما كانت معروفة بوفرة المياه وبطبيعتها الخضراء نتيجة أمطارها وثلوجها الغزيرة، ولكثرة أنهارها وبحيراتها ومسطحاتها المائية.

لكن خلال الأعوام القليلة الماضية بدأت هذه الصورة تتغير، حيث يتم تسجيل درجات حرارة قياسية في مختلف البلدان الأوروبية مع تراجع كبير في هطول الأمطار، وهو ما ينعكس انخفاضا حادا في مناسيب أنهار أوروبا وبحيراتها.

وتعاني بحيرة مونتبل الفرنسية، وبحيرة غاردا الإيطالية، من جفاف جزئي غير مسبوق بسبب تراجع معدلات تساقط الأمطار، حيث تظهر الصور ومقاطع الفيديو الحديثة التي تبثها الوكالات العالمية لهاتين البحيرتين، انخفاضا كبيرا في مناسيب المياه فيهما لدرجة ظهور قاع البحيرتين.

وينذر انخفاض هطول الأمطار في العديد من الدول الأوروبية هذا العام، بموجات جفاف أعتى خلال الصيف القادم، بعد المعاناة الكبيرة العام الماضي، مع ارتفاع الحرارة وحرائق الغابات والقيود على المياه نتيجة الجفاف الذي ضرب هذه الدول.

لفرنسا الحصة الأكبر من الأضرار المناخية القادمة كونها سجلت شتاءا هو الأكثر سخونة وجفافا منذ نصف قرن أي منذ بدأ التسجيلات عام 1959، وظهرت ملامح قساوة الصيف القادم بجفاف بحيرة مونتبل جنوب غرب البلاد حيث جفت بنسبة تجاوزت 80 بالمئة هذا الشهر والذي يعد موسم حصاد المياه وفق التقويم المائي، نتيجة انخفاض التجهيز المائي بسبب قلة الهطول المطري وانقطاع تام لتساقط الثلوج على جبال البرانس المطلة على البحيرة.

إيطاليا التي أعلنت حالة الطوارئ صيف العام الماضي بسبب الجفاف، هي أيضا ضمن دائرة الخطر البيئي المناخي، حيث أن نهر بو وهو أطول أنهار البلاد يحتوي على مياه أقل بنسبة 61 بالمئة من المعتاد في هذا الوقت من السنة، والقنوات المائية بمدينة البندقية بأدنى مستوياتها وبعضها جف تماما.