/ رندلى جبور /
مرة جديدة، أطل رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع بكلام عن الاستحقاق الرئاسي مليء بالتناقضات في داخله من جهة، ومع كلام كان قاله سابقاً من جهة أخرى.
سكيزوفرينيا جعجع اعتاد عليها، وتقيّته السياسية كذلك.
فإذا كان إعلان رئيس “القوات” عن مشاركة جميع نوابه في خلوة بكركي الروحية، يوحي بالإيجابية وبتلبية دعوة البطريرك الماروني بعدما تهرّب منها سابقاً، إلا أن هذا الاعلان يفرغ روحية الدعوة من مضمونها، ومن هدفها الأساسي، بمجرد قول جعجع إن المشكلة ليست بالخلاف المسيحي ـ المسيحي. وهو بذلك يتنصّل من المسؤولية المسيحية أولاً تجاه انتخاب رئيس ماروني، وثانياً يضع “التيار الوطني الحر” في سلة واحدة مع حركة “أمل” و”حزب الله”، مع ان “التيار” و”الثنائي” لا يلتقيان في الملف الرئاسي، وهذا معروف من الجميع إلا من معراب على ما يبدو.
حوّر جعجع أساس المشكلة، ونعى إمكان صدور نتائج، ولو معنوية، عن الخلوة المسيحية، مسبقاً، وقال للراعي بوضوح: “دعوتك لزوم ما لا يلزم”.
بالتالي، يتحمّل جعجع مسؤولية رفض الانطلاق من القطار المسيحي إلى بعبدا ورمي الكرة في ملعب آخر، وأعلن على الملأ ـ ولو بين السطور ـ أنه ضد أي اتفاق مسيحي يمكن أن يمهد إلى اتفاق وطني واسع يقود إلى حل أزمة الشغور الرئاسي.
باختصار إن جعجع لا يريد رئيساً.
أما عن دعوة جعجع الرئيس نبيه بري إلى عقد جلسات انتخاب، فكان يمكن قبولها وتمريرها لو لم يسبق “فضل” رئيس “القوات” بالتأكيد أنه سيعطل أي جلسة إذا كانت ستوصل سليمان فرنجية إلى الرئاسة.
ليس تأييداً لفرنجية، ولكن لا يمكن قبول ازدواجية جعجع.
فهو في آن يريد جلسة، ويريد تطييرها! يريد الدعوة الى جلسة، ولكنه يريد تعطيل النصاب!
وفي نفس المقطع، نادى بالجلسات، واتهم غيره بالتعطيل قائلاً: “لن نسمح بإيصال رئيس بالغش والتفنيص.”
حتى تلميذ “السرتيفيكا” يعلم أن هذه الجملة غير مفيدة وغير منطقية على الإطلاق.
والسؤال هو: ماذا يريد جعجع؟ هو لا يريد للمسيحيين أن يتحاوروا وأن يكونوا شركاء أساسيين في اختيار الرئيس، ولا يريد لحوار جامع أن يحصل، ولا يريد أن يرشح ولا أن ينتخب.. ومع ذلك يريد عقد جلسة لتطييرها!
هي حزورة جديدة من رئيس “القوات”.