حتى يحقق الزواج وظيفته الإنسانية بأن يكون علاقة طويلة الأمد وحميمة، فإن خبير العلاقات الاجتماعية في مجلة “سايكولوجي توداي”، الدكتور أسائيل رومانيللي، وضع 3 مواصفات للعلاقات المتميزة والفريدة، يكون فيها الأزواج عشاقا وشركاء وأصدقاء.
كل واحدة من هذه العلاقات لها ديناميكية مميزة وطبيعة وهدف، كما يمكن لكل واحدة من هذه العلاقات تقوية أو إضعاف العلاقات الأخرى، بسبب طبيعتها التبادلية.
ومن خلال فهم هذه العلاقات الثلاث، يمكن للأزواج التعامل بسهولة وفعالية مع التحديات، وبالتركيز عليها سيتمتعون برابطة أعمق وأقوى.
عشاق: تعني العلاقة الحميمة
الجنس هو العلاقة الخاصة للشركاء الحميمين، وهي العلاقة التي تسود فيها الرغبة واللمس والإثارة والعلاقة الحميمة، فيها تتطلب الإثارة الوقت والتركيز، حيث يؤكد المعالجون النفسيون أنها تزدهر بوجود الطاقة المرحة، والمغازلة غير المتوقعة والعاطفية.
وتُقدّر الدراسة أن النشاط الجنسي عادة ما يكون هو المقياس الذي يقيس به الأزواج نجاح رباطهم وصحته، كما أن الجنس هو أول من يتلقى ضربة عندما تكون العلاقات الأخرى متوترة.
شركاء: تعني المسؤولية
وبمجرد أن يعيش الزوجان معا وينجبان الأطفال، يبدآن، بوعي أو بغير وعي، في تطوير شراكة من أجل إدارة أعمال العائلة، ويشمل ذلك دفع الفواتير، وتربية الأطفال، وتركيب الميزانية، وإدارة الحسابات المصرفية، ودفع الديون، والاهتمام بالأعمال المنزلية، والطهي، والتنظيف.
هذه الشراكة تتطلب لوجستيات ثابتة ومعقدة ولا نهاية لها على ما يبدو، وهي التي يمكن أن تطغى ببطء على المحادثات اليومية.
وكونها شراكة فإنها تتطلب الثقة والالتزام والقدرة على التنبؤ والشفافية، ولذلك يتفاوض بعض الأزواج حول هذه العلاقة بشكل دائم، لأن أعمال العائلة تصبح أكثر تعقيدا مع نموها.
وعادة ما تكون الشراكة هي العلاقة الأكثر ثباتا، نظرا للحاجة إلى الحفاظ على سير أمور المنزل والأطفال، علما أن مشاكل الشراكة تؤثر بشكل سريع على النشاط الجنسي ثم الصداقة.
أصدقاء: تعني المحبة
تزدهر الصداقة على المرح والحميمية، فهي المكان الذي يضحك فيه الأزواج ويثرثرون ويخرجون للعشاء و يتشاركون أفكارهم وأحلامهم ومخاوفهم ومشاعرهم.
والصداقة ايضا هي المكان الذي يتكئ فيه كلا الطرفين على بعضهما، وهي التي تمنح الطاقة الدائمة و الحيوية للعلاقة.
قد تكون الصداقة هي الأقل وضوحا، وقد لا يلاحظ الكثير من الأزواج أن صداقتهم تدهورت أو حتى تبخرت.
وعادةً ما يتم تجاوز المحادثات، ويتم قياس الزواج من خلال مقدار الجنس بين الزوجين، لأنه أسهل في الملاحظة والقياس من المحادثات المرحة.
وغالبا ما يكون الزوجان أقل وعيا لحيوية صداقتهما، حيث ينتبهان لأهمية الصداقة فقط عندما تسوء الأمور حقا ولا يعودان يستمتعان بصحبة بعضهما البعض.
كيفية تحسين العلاقات الثلاث
وضمن هذه المعادلة الثلاثية يعرض الدكتور رومانيللي، بعض الاقتراحات الأولية التي يرى أنها ستساعد على تقييم هذه العلاقات في الزواج وفي التفاعل معها.
يقول: “إذا كنت غير راضِ عن حياتك الجنسية، فعليك التحدث مع شريكك عن الأمر، فالمحادثة الصادقة هي الخطوة الأولى نحو تحسين العلاقة الجنسية، يمكنك أيضا قراءة الكتب أو الذهاب للاستشارة لتحسين العلاقة الجنسية.
أما إذا كنت تشعرين بتضاؤل الجاذبية، فلا داعي للقلق لأنه أمر طبيعي في كل علاقة طويلة الأمد، من الأفضل الاعتراف بذلك بدلا من إنكاره، والتحدث بصراحة واستكشاف الأسباب، وإذا كنت تشعرين بالوحدة في الشراكة، فيمكنك البدء بموازنة ديناميكية العلاقة من خلال زيادة التعاون.
وإذا شعرت أن الوضع المالي خارج عن السيطرة ولا تتم إدارته بشكل جيد، فعليك لقاء مستشار مالي ووضع خطة عمل، وفي حال شعورك بالغبن لأنك تحملين وحدك عبء الأعمال المنزلية، فقومي بإعداد قائمة بالواجبات المختلفة التي يجب القيام بها، وناقشي القائمة مع شريكك وأعيدي التفاوض بشأن من يفعل ماذا.
هل تستمتعان بالحديث وقضاء الوقت معا؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد حان الوقت لاستكشاف سبب عدم استمتاعكما بالوقت، وتتمثل الخطوة الأولى في البدء بإجراء جلسات تتحدثان فيها عن موضوعات عشوائية يمكن أن تساعدك على توسيع الترابط.
وهل تشعرين بالملل مع شريك حياتك؟ هل تشاركين النشاطات مع أصدقائك أو عائلتك بحماسة أكبر من مشاركتها مع شريكك؟ إذا كان الأمر كذلك، فعليك إيجاد طرق أخرى تستمتعان بالمشاركة فيها معا.
أخيرا، من المهم تبادل الأفكار مع شريكك، بشكل مرح وصريح بشأن العلاقة التي تريدين التركيز عليها، تذكري أنه نظرا لأن جميع العلاقات الثلاث مترابطة، فإن التحسن في إحداها سيحسن العلاقات الأخرى بشكل كبير.