ما هي “متلازمة الهرس” التي تلاحق الناجيين من الزلزال

يلاحق الناجين من تحت أنقاض المباني المدمرة، جراء الزلزال الذي ضرب مناطق شمال غرب سوريا، أمراض كثيرة أبرزها “متلازمة الهرس”، وهو مرض خطير ومن الممكن أن يؤدي إلى الموت في الـ 72 ساعة الأولى، ويحتاج لرعاية كبيرة وصحية خاصة.

وكشف الدفاع المدني السوري، ان “الكثير من الناجين من تحت أنقاض المنازل المدمرة، يعانون من حالة طبية يطلق عليها متلازمة الهرس، وهي حالة بحاجة لرعاية طبية متقدمة”.

وقال الطبيب حسام قرة محمد ، ان “أكثر المشاكل الصحية التي تهدد حياة الناجين من تحت الركام، هي الأذيات المباشرة العظمية والعصبية، إضافة للأذيات التي تنتج عنها نزيف ضمن البطن أو الأحشاء، أو تكدم الرئة، وجميعها مهددة للحياة، وهي بحاجة لتدخل إسعافي سريع”.

وأضاف: “ومن أخطر تلك الأمراض، ما يعرف بمرض “متلازمة الهرس” الذي يهدد حياة الناجين، حيث من يبقى تحت الأنقاض ليومين أو لثلاثة، يكون لديه أذيات هرسية للأطراف أو ضغط على الأطراف بكسر أو بدون كسر، وكدمات ضاغطة، تسبب انقطاع التروية الدموية”.

وأوضح قرة محمد، انه “ينتج عن “متلازمة الهرس” تجمع مواد سمية نتيجة تحطمة العضلات والانسجة، على رأسها “الميوغلوبين”، وعند عودة التروية الدموية للأطراف بعد تحرير المصاب والناجي وتحرير الطرف، تعود التروية الدموية لتنقل معها المواد السمية إلى الكلية، وتقوم بتعطيل عملها، ويحدث بعد ذالك اضطراب للشوارد في جسم الانسان وعلى رأسها البوتاسيم الذي يعتبر مادة سمية للقلب”.

وأشار الى ان “ارتفاع البوتاسيوم فوق القيم الطبيعية التي هي 3.5- إلى 5.5، أو من ممكن 6 درجات يسبب إلى توقف قلب الإنسان، بسبب تاثيرها على كهربائية القلب”.

وأضاف: “بسبب متلازمة الهرس يبقى المصابين تحت المراقبة الطبية، حتى تصل نسبة السوائل في جسم إلى المعدل الطبيعي، وهي أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الناجين، من تحت الركام خلال ال72 ساعة الاولى بعد الإنقاذ”.

كما لفت قرة محمد الى أن “مرضى متلازمة الهرس، هم بحاجة إلى كثير من جلسات غسيل الكلى لضبط الكرياتينين واليوريا والبوتاسيوم”.

وكانت حذرت منظمة الصحة العالمية من أمراض أخرى قد تلاحق الناجين من تحت الركام، منها التهابات الجهاز التنفسي نتيجة نقص الاوكسجين تحت الانقاض، والكزاز والتهابات ثناوية للجروح غير المعالجة، كما أن تضرر الشبكات وفقدان المياه النظيفة جراء الزلزال، قد يؤدي إلى الاصابة بالاسهال والكوليرا والامراض الجلدية.