نبدأ النشرة من الهزة الارضية التي ضربت لبنان مساء وشعر بها سكان لبنان في اغلب المناطق اللبنانية ما أثار رعب المواطنين وقلقهم الهزة حصلت عند السابعة والسبع دقائق لمدة 18 ثانية وسجلت 4و5 على مقياس ريختير في لبنان مصدرها هزة ارضية ضربت الساحلين التركي والسوري وسجلت 6و3 درجات على مقياس ريختير وتحديدا في انطاكيا وتناقلت معلومات عن سماع اصوات انهيارات أبنية متصدعة في انطاكية تركيا وفي حلب.
وفي الشأن الداخلي السياسي اللبناني.
حتى الساعة لا مؤشرات على حسم الخيارات حول مصير الاستحقاق الرئاسي في وقت بدا التشريع بعيدا في غياب اي دعوة من قبل الرئيس نبيه بري الذي رأس بعد الظهر اجتماعا لهيئة مكتب المجلس النيابي أفضى الى نتيجة وحيدة: انه مع تأكيد حق المجلس في التشريع تقرر إرجاء موعد مكتب المجلس إلى وقت لاحق كما اعلن نائب رئيس المجلس الياس بو صعب.
ماليا الكباش المصرفي القضائي على حاله في غياب تظهير اي حل يطمأن المصارف المستمرة في اضرابها من جهة والمواطنين من جهة اخرى وهم الذين يتنقلون من صراف الى آخر في محاولات يائسة لتحصيل ما أمكن من سحوبات مالية.
ومن مقر الاتحاد العمالي العام أطلق اليوم شركاء الانتاج النفير العام تحت شعار “أنقذوا الوطن” وذلك عبر انتخاب رئيس للبلاد.
على صعيد اخر تمضي المؤسسة العسكرية قدما في مواجهة “تجار الموت” على الأراضي اللبنانية كافة خصوصا أن المواجهة كبيرة وضارية مع الذين لا يحتكمون للدولة ويسعون لضرب المجتمع بآفات سامة ومواد قاتلة.
اما في الخارج وتحديدا في شرق اوروبا وعشية حلول السنة الاولى لبدء الحرب الروسية على اوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط 2022.
زيارة مفاجئة للرئيس الاميركي جو بايدن الى كييف على مدى ساعتين والتي انتقل اليها عبر قطار من بولندا بسرية تامة وهي زيارة اعتبرت من الحالات النادرة التي يسافر فيها الرئيس الأمريكي إلى منطقة صراع ومجالها الجوي خارج سيطرة الولايات المتحدة أو حلفائها وقد تم اخطار روسيا لتجنب وقوع حوادث قد تؤدي إلى صراع بين دولتين نوويتين.
بداية اسبوع متخم بالعناوين والملفات التي أثقلت كاهل المواطن اللبناني وعطلت مرافق عامة في البلاد.
مع استمرار اضراب قطاع المصارف ومعه قطاعات حيوية ادارية وتربوية ونقابية بقي الشعار الاساسي تحقيق المطالب المحقة بأجر عادل.
هذا في وقت يستمر فيه تأرجح دولار السوق السوداء ومعه يتواصل الارتفاع الجنوني في الاسعار وفي مقدمها اسعار السلع الغذائية والمحروقات.
هذه العناوين كانت محور اللقاء النقابي الموسع على مختلف مسمياته والذي عقد تحت عباءة الاتحاد العمالي العام تخلله اعلان النفير العام تحت شعار انقذوا الوطن.
على مستوى الاستحقاقات جاءت دعوة المكتب السياسي لحركة امل الى ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يشكل مدخلا للانقاذ وفق خريطة طريق ركيزتها الحوار والتوافق ومطالبة الحكومة بان لا تبقى في موقف المتفرج على استمرار الانهيار الاقتصادي والمالي المتفلت والذي يضرب المواطن اللبناني في كل مناحي حياته.
وفي المتابعات الداخلية ايضا اجتماع لهيئة مكتب المجلس النيابي وتأكيد بالاجماع من اعضائه على حق المجلس النيابي في التشريع كما سبق في الاعوام الماضية والتوافق على عقد جلسة لهيئة المكتب في وقت لاحق لإستكمال النقاش في جدول الأعمال.
في المشهد الدولي والعربي زيارة لافتة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى كييف ودعم لاوكرانيا بمليارات الدولارات واشتباكات ومواجهات في نابلس ورفع حالة التأهب في القدس المحتلة.
مرة جديدة زلزال يضرب تركيا وسوريا، ومرة جديدة لبنان يهتز ويشعر به. الزلزال الذي حصل بعد اسبوعين على الزلزال الكبير جاء اقل قوة، اذ لم يتجاوز ال 6،3 درجات، لكن حتى الان لم يعرف حجم الخسائر التي وقعت في تركيا وسوريا، علما ان وكالة رويترز ذكرت انه تم رصد اصوات انهيار ابنية في انطاكية التركية. سياسيا وماليا: لا جلسة لمجلس النواب قريبا. ولا اجتماع في السراي الحكومي لبحث ارتفاع سعر الدولار. ولا عودة للمصارف عن اضرابها حتى اشعار آخر على الاقل .
انها اللاءات الثلاث التي رفعت اليوم. فهيئة مكتب المجلس انعقدت ، لكنها لم تتمكن من الاتفاق ، فتقرر ارجاء الاجتماع الى موعد يحدد لاحقا . الارجاء يعني امرا واحدا: لا جلسة تشريعية لمجلس النواب ، وكل الجهود التي بذلها الرئيس نبيه بري لعقد الجلسة باءت بالفشل. فنواب المعارضة خلقوا حالة اعتراضية حقيقية وقوية داخل المجلس ، لم يستطع التيار الوطني الحر ان يتخطاها. هكذا انضم جبران باسيل الى المعارضين اما عن اقتناع، واما خوفا من خسارة المزيد من شعبيته، خصوصا على الصعيد المسيحي.
اما بالنسبة الى اجتماع السراي فقد ألغي لأن التطورات القضائية سبقته وتخطته، و لا سيما ان القاضية غادة عون لا تبخل على اللبنانيين بزلازل من العيار الثقيل، ودائما من النوع القاتل المدمر! فماذا تفعل غادة عون من خلال ادعائها على مصارف بجرم تبييض الاموال وتمويل الارهاب؟ وما القصد الحقيقي مما تقوم به؟ اليوم جاء دور مصرف السوييتيه جنرال ، بعدما بدأت ببنك عودة ، والبقية ستأتي على ما يبدو . فهل ما تفعله تدبير قانوني حق ، ام يأتي في اطار الكيدية السياسية التي تمارسها والاستنسابية التي اشتهرت بها طيلة ممارستها القضائية خلال العهد العوني؟
على اي حال غادة عون تشبه ملهمها وداعمها وحاميها الرئيس ميشال عون . فالأخير ، وتحت شعار التحرير ، قصف عشوائيا وخرب ودمر وقتل، وفي نهاية مسيرته العسكرية المظفرة في العام 1990 سلم المنطقة المحررة من لبنان الى الجيش السوري .
واليوم ها هي “تلميذته” غادة عون تقصف عشوائيا المصارف والمؤسسات المالية تحت شعار تحرير ودائع اللبنانيين ، وهي في النهاية ستدمر القطاع المصرفي برمته ولن تترك حجرا على حجر.
فايهما اكثر ضررا يا ترى : تدمير البلد بمدفعية ميشال عون العشوائية في نهاية ثمانينات القرن الفائت ، ام تدمير القطاع المصرفي اليوم بمدفعية قرارات غادة عون الاعتباطية ؟ علما ان القاضية عون مكفوفة يدها عن الملف ، وهي محالة على هيئة التفتيش القضائي وينبغي ان تتم محاكمتها امام المجلس التأديبي. فهل “يؤدبها” المجلس قبل ان تقضي على ما تبقى؟ حقا كان الله في عون لبنان واللبنانيين على غادة عون!.
متسللا الى ما تبقى من الدولة التي دمرها واهلها في حربه الاطلسية ضد روسيا، وصل الرئيس الاميركي جو بايدن الى اوكرانيا في زيارة خاطفة كانت اشبه بتفقد قاعدة اميركية متقدمة وضباطها الميدانيين..
ومع الذكرى السنوية الاولى للحرب التي احرقت بنارها الشعبين الاوكراني والروسي، وجمدت بصقيعها الشعوب الاوروبية نتيجة انقطاع الغاز الروسي وانعدام الثقل السياسي في القارة العجوز، مشى العجوز الاميركي على الارض التي اكتوى أهلها بفعل نار حربه المدمرة.
مشى بايدن بين جدران كنيسة وفي شوارع فارغة بحضور امني كثيف وضياع بروتوكولي كبير، ولم يضيع الفرصة للتهديد من جديد بلازمتي رزمة جديدة من العقوبات على روسيا ودفعة مساعدات غير مسبوقة لاوكرانيا، بل وعدهم بالدعم العسكري حتى آخر تابوت كما قال نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي ديمتري مدفيديف، الذي كشف ان زيارة بايدن جاءت بعد حصوله على ضمانات امنية روسية ..
على الساحة اللبنانية لا ضمانة بالسلامة الوطنية في ظل حروب المنجنيق السياسية والميثاقية ، ولا جديد سوى الاعلان غير الرسمي بعد اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري الا امكانية لعقد جلسة تشريعية بسبب المواقف السلبية، والتسلح بالميثاقية، فيما نوايا تعطيل التشريع سياسية، كما نوايا تعطيل الحلول الرئاسية عبر عرقلة كل طروحات الحوار بكل الاسلحة الممكنة..
اما السلاح الاميركي المعطى لادواتهم في لبنان فلا يزال يفتك بالبلد واقتصاده، فدولار السوق السوداء على جنونه تحت اعين حكام المال وضياع الوزارات والاجهزة المعنية، والمصارف وجمعيتها على اضرابها متذرعة بأي شيء لضمان استمراره، فيما الهيئات الاقتصادية والنقابية عند انتظارها..
وعلى انتظارهم طلاب المدرسة الرسمية، الذين يرون عامهم الدراسي متوقفا على شفا انهيار، فيما يحاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحريكه بخمسة ليترات بنزين يوميا لكل استاذ…
فجأة، عاد خطر الزلازل الطبيعية هو الحدث. وصار الخوف من تكرار مشاهد الموت والدمار هو العنوان. فمنذ بعض الوقت، شعر سكان لبنان بهزة قوية، تبين بعد دقائق أن مركزها قريب من النقطة التي وقعت فيها الكارثة في تركيا قبل أسابيع، وأن قوتها فاقت الست درجات فاصل ثلاثة على مقياس ريختر. وقبل تكشف المزيد من التفاصيل حول ما جرى، من الواجب تذكير الجميع باتخاذ الاحتياطات المعروفة في مثل هذه الحالات، علما اننا سنتوقف في مستهل النشرة مع قراءة علمية وواقعية جديدة للموضوع.
اما الزلازل غير الطبيعية التي تضرب لبنان منذ ثلاث سنوات ونصف السنة تقريبا، فكل اخبارها بعيدة عن العلم والموضوعية.
ففي السياسة، الشغور الرئاسي مستمر، والشلل التشريعي مستدام، والمراوحة الحكومية دائمة.
اما حول اضراب المصارف، فبارقة الأمل التي روج لها بعض وسائل الاعلام في الساعات الاخيرة، لم يكتمل نصابها، ليبقى الأمل معلقا على الآتي من الايام، والمحتمل من افكار ومبادرات، للوصول الى حل.
إلى متى؟ صارت تهمة “تبييض الأموال” شربة ماء تطلقها القاضية غادة عون بحق هذا أو ذاك من المصارف، وهذه التهمة، قبل أن تصل إلى خواتيمها، تكون قد فعلت فعلها في الغرب، في المصارف المراسلة، فيخشى أن يصار إلى تعطيل دورها من خلال وقفها. في هذه الحال، كيف سيتم فتح اعتمادات للاستيراد؟ عبر اقتصاد ” الكاش” المستحيل اعتماده ؟ أم عبر جمعية القرض الحسن التي تتمدد على قاعدة : ” كلما أقفلت بنكا فتحت فرعا للقرض الحسن!
إذا كان المطلوب تعميم الفوضى، فلماذا لا تعلنون ” أمر عمليات” ليعرف الناس كيف يتدبرون أمورهم ؟
القضاء للمقاضاة وللتقاضي وليس للقضاء على قطاع أو قطاعات. حين يكون في ذهن قاض أن يقضي على قطاع، وهنا نتكلم عن قطاع المصارف، فهل يترك لينجز مهمته ؟ ولمصلحة من ؟ لمصلحة جمعية تتمدد على حساب هذا القطاع ؟ هل نحن أمام حالة جديدة من حالات أن “التاريخ يعيد نفسه” ؟ لنتذكر كيف بدأ هدم لبنان في حرب السنتين، أليس من خلال هدم القطاع المصرفي؟ حين بدأ الهدم بالدخول الى المصرف البريطاني ونهبت محتوياته من أموال ومجوهرات وتم إحراقه بعد عملية النهب ؟ وتم تخمين الخسائر بمئة مليون دولار؟ اليوم ، كيف تطلق القاضية غادة عون الاتهامات التي في الداخل معروفة الغايات لكنها في الخارج تتسبب بكوارث على لبنان؟ من يضع حدا لممارساتها وربما نقول لأحقادها في حق قطاع يتحين منافسون له لينقضوا عليه ؟
ألا يعرف المعنيون في العدلية أن الناس يسألونهم : إلى متى ستتركون القاضية غادة عون مطلقة العنان لخبط عشوائها ضد قطاع برمته ؟ بماذا تخيفكم فلا تقدمون على ما يجب أن تقوموا به ؟ هل بعد أن يتم تدمير الهيكل على رؤوس الجميع ؟
في قضية تفجير المرفأ، غيرتم المحقق العدلي الأول وكدتم أن تغيروا المحقق العدلي الثاني، لكن من يجرؤ على الحديث عن وجوب سحب الملفات من يد القاضية عون إذا كان صعبا تبديلها ؟
المعادلة باتت واضحة: هل هناك تكليف ما، من جهة ما، لتدمير القطاع المصرفي؟ عام 1975 عرف من قام بذلك؟ وسميت آنذاك مؤامرة، اليوم هناك “رسم تشبيهي” لمن يقوم بذلك، هل ننتظر لأن يكمل مهمته لنسميها مؤامرة ؟
المصارف تتدحرج، فهل من يضع حدا لهذا التدحرج من خلال قرار يحتاج إلى اصابع لا ترتجف حين توقع ؟
مسألة واضحة جدا ، إذا طارت المصارف طارت الودائع.
في الملفات الداخلية، طار موعد مكتب المجلس إلى وقت لاحق، وفق ما اعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي أضاف “مع تأكيد حق المجلس في التشريع كما حصل سابقا فإن صيغة الكابيتال كونترول وفق ما صدر عن اللجان المشتركة يجب أن تقرن بخطة شاملة، وبالتالي تقرر إرجاء موعد مكتب المجلس إلى وقت لاحق”.
عالميا ، زيارة صاعقة للرئيس الأميركي لأوكرانيا، مع تأكيد مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان الذي رافق الرئيس أننا “أبلغنا الروس بأن الرئيس بايدن سيتوجه إلى كييف. وذلك قبل ساعات على مغادرته”.
من فوق البراكين اللبنانية عبرت هزتان أرضيتان شعرت بهما كل المناطق، ومصدرهما منطقة دفني في هاتاي التركية.
وقد أعلنت إدارة الكوارث في تركيا أن الزلزال الأول جاء بقوة (ستة فاصل أربعة) على مقياس ريختر، وضرب الحدود التركية السورية والثاني وصل بقوة (خمسة فاصل ثمانية) في الولاية نفسها فيما أعلن مركز رصد الزلازل الأورمتوسطي أن الهزة القوية وصلت ارتداداتها إلى لبنان وفلسطين وسوريا…
ونقلا عن رويترز فقد سمعت أصوات انهيارات لأبنية كانت آيلة للسقوط في أنطاكيا من جراء الزلزال المركزي الأول.
وعلى المستوى اللبناني كان الرعب مرة جديدة مسيطرا على المواطنين…
وقد لجأ بعض السكان إلى الشوارع، لاسيما في مناطق شمالية هي الأقرب إلى الحدود. وعلى ريختر نيابي، أحبطت هيئة مكتب المجلس الجلسة العامة،
ولكنها تمسكت بمبدأ التشريع في الفراغ الرئاسي هذا التمسك لا ينتج مواد تشريعية، ويبقي على المجلس رهن “الوقف الماروني” وحلبة الصراع المنتشرة من معراب إلى ميرنا الشالوحي في النزاع على بعبدا…
ومع صدور أوراق النعوة التشريعية وإرجاء اجتماع الهيئة الى أجل غير مسمى.. أصبحت فرص التمديد للواء عباس ابراهيم معدومة عن طريق مجلس النواب،
ولكنها فتحت طرقا في الاجتهاد التنفيذي عبر الحكومة وفي معلومات الجديد أن رئيس حكومة تصريف الأعمال كلف فريقا للعمل على إيجاد التخريجة القانونية، وذلك بعد استئناف التواصل معه عبر الثنائي الشيعي قد يجد الأمن العام ممرا آمنا من خلال صيغة تمديد أشهرا قليلة لا تتجاوز سن التقاعد.
وقبل سنة واحدة من بلوغه سن الرشد، يبدو أن اتفاق مار مخايل سيحال إلى التقاعد.. حيث انعدمت فرص التجديد أو التمديد لكن حالة التباعد السياسي تنتظر الطرف الذي سيعلن عنها وفي إشارة واضحة للفراق، كشف الشيخ صادق النابلسي المقرب من حزب الله للجديد عن وقوع الطلاق بين حزب الله والتيار الوطني الحر.
وهذا الطلاق عززته معلومات موثوقة للجديد عن لقاء جمع باسيل بوزير سابق سعى لإجراء عملية مسح ومسامحة بين الطرفين.
ولكن رئيس التيار الوطني أبلغ زائره بأنه يريد العمل على مستقبله السياسي وهذا المسار لن ينطلق إلا عندما يصبح “حلا” من الاتفاق مع حزب الله.