بالموقفِ السِّلاح، واليدِ التي لن تُصافح، وبالروحِ التي تقاتلُ فينا حتى آخرِ المدى، حَفِظَ السيدُ الوصيةَ الاساسَ – المقاومةَ واهلَها بل كلَّ الوطن..
لم تكن ذكرى القادةِ الشهداءِ الا كعادتها، محطةَ انطلاقةٍ جديدةٍ لاُمةٍ شديدةٍ، يقودُها قائدٌ من بأسِ التاريخِ، يَحملُ كلَّ فهمِ الواقع، وله ولامثالِه كلُّ المستقبل ..
من منبرِ القادةِ الشهداءِ اعلنَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله البلاغَ الحاسم:
اذا كانَ الاميركيُ وجماعتُه يُخططونَ للفوضى ولانهيار بلدِنا فنقولُ لهم من الآنَ ستَخسرونَ كلَّ شيءٍ في لبنان، وعليكم ان تَنتظروا الفوضى في كلِّ المنطقة. واذا مُدَّت مُآمراتكم لليدِ التي تؤلـِمُـنا – اي ناسِنا، فسَنَمُدُّ ايديَنا وسلاحَنا الى اليدِ التي تُؤلـمُكُم – اي الكيانِ الاسرائيلي .وباليدِ الحاسمةِ واِصبعِها الثاقبِ قالَ السيدُ لمن يَعنيهمُ الامر: اذا حصلَ تسويفٌ باستخراجِ الغازِ والنفطِ من لبنان ، فلن نسمحَ باستمرارِ استخراجِ النفطِ من كاريش..
ومن فوقِ تلكَ المعادلاتِ نصحَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله بعدمِ انتظارِ الاميركي الذي يفرضُ عقوباتٍ غيرَ معلنة، لانه انتظارٌ يقودُ الى الخراب، داعياً الى الخياراتِ البديلةِ صينيةً وروسيةً وايرانية، ومحليةً من خلالِ اقتصادٍ منتجٍ زراعياً وصناعيا.. اما عُقمُ الانتاجِ السياسي وتَمدُّدُ الفراغِ الرئاسي فحَلُّهُ بالحوارِ وعدمِ انتظارِ الخارجِ كما اشارَ السيد نصر الله..
عن الزلزالِ السوريِّ التركي ومأساتِه العظيمة، فقد راى فيه سماحتُه اختباراً للانسانيةِ بالوقوفِ الى جانبِ الشعوبِ المنكوبة، واذ اشادَ ببعضِ المواقفِ العربيةِ والمبادراتِ التي كَسَرت قيصرَ الاميركي، ثمّنَ خطواتِ الحكومةِ اللبنانية، داعياً لان يكونَ لبنانُ من ضمنِ الموقفِ الرسمي والشعبي العربي لكسرِ الحصارِ عن سوريا، لانه المستفيدُ الاولُ بعدَها..
اما محلياً فقد دعا الامينُ العامُّ لحزبِ الله الى الاعتبارِ من الهزةِ التي ضربت لبنانَ، والعملِ الجماعي ضمنَ خطةٍ كاملةٍ وشاملةٍ مستعجَلة، بدءاً باَولويةِ الابنيةِ المتصدعة..
وعن الصدعِ الذي يصيبُ الصهاينةَ كياناً ومستوطنين، فهو غيرُ مسبوقٍ بحسَبِ السيد نصر الله، وقد يدفعُ نحوَ صدامينِ كبيرين، داخليٍ صهيونيٍ بحسَبِ كبارِ مسؤوليهم ومفكريهم، وآخرَ معَ الفلسطينيين – وقد يمتدُ الى كاملِ المنطقة..
طلع المنادي ينادي، ما فيهاش افادة، الرعيان بوادي والقطعان بوادي”.
هكذا تقول أغنية فيروز، وهكذا يقول أيضاً واقعنا اللبناني، حيث شعبُنا المعذب في وادٍ، وغالبية مسؤولينا المرتكبين في وادٍ آخر.
الشعب يريد الحياة، والمسؤولون المرتكبون يعملون للموت.
الشعب يريد السلام، والمسؤولون المرتكبون لا يترددون في الدفع نحو الحرب.
الشعب يريد السيادة، والمسؤلون المرتكبون يوزعون الولاءات.
الشعب يريد حلاً سياسياً شاملاً وجذرياً، والمسؤولون المرتكبون يبحثون عن تأمين مستقبلهم السياسي في أي تركيبة مقبلة.
الشعب يريد مخرجاً آمناً من الأزمة الاقتصادية والمالية، والمسؤولون المرتكبون يسعَون إلى الحفاظ على ما كدسوه من ثروات على حساب الوطن والناس.
الشعب يريد المحاسبة والعدالة، والمسؤولون المرتكبون يعملون لحماية أنفسهم من أي ملاحقة شعبية او قضائية، محلية او اوروبية او دولية.
الشعب يريد دواء ومستشفىً، وضماناً اجتماعياً وللشيخوخة، وتعليماً جامعياً ومدرسياً مؤهلاً ومتاحاً، والمسؤولون المرتكبون يطببون مرضاهم في الخارج، ويؤمنون على انفسهم لدى اضخم الشركات، ويرسلون بناتِهم وابناءَهم الى افخم المدارس والجامعات في اوروبا واميركا.
“عم يمشوا بواديهن والليل كبير… واديهم كراسيهن ويخافو تطير”.
هكذا تقول اغنية فيروز عن واقعنا اليوم، “فحاج تصرخ يا منادي من وادي لوادي”.
على طريقة تسعير المحروقات : مرتان في النهار . الحدث في لبنان ، مرتان في النهار . قبل الظهر إحراق مداخل فروع بعض المصارف في شارع سامي الصلح في بدارو ، والمصارف المستهدفة متجاورة جدًا . ثم إحراق مدخل منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في حرش تابت .
هذا الحدث تزامن مع ما أثير عن قرب فرض عقوبات أميركية على حاكم مصرف لبنان ، لكن مصادر ديبلوماسية أميركية نفت ، هذه المعلومات ، وقالت :
” لن نعطي أي أهمية للإشاعات التي يطلقها أشخاص بهدف تأجيج الازمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان من أجل مصالحهم ” .
الحدث بعد الظهر تمثل في الكلام العالي السقف للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيال إسرائيل فقال : لن نسمح ابدا بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من مياهنا ، واذا اكتشفنا ذلك فان أحداً لن يتمكن من استخراج النفط والغاز من كاريش ، وهذا ما معناه “اذا بتجوعني بقتلك” . يُذكَر أن إسرائيل أعلنت أنها بدأت منذ يومين الإستخراج من حقلِ كاريش .
في الملف الرئاسي اعتبر نصرالله ان لا جديد في الملف الرئاسي اللبناني ولا بد من جهد لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن ،
في العلاقة مع التيار كشف ان التفاهم مع التيار الوطني الحر في وضع حرج .
أمنيًا ، مواجهات بين الجيش اللبناني ومهربي وتجار مخدرات في حورتعلا في البقاع أدت إلى استشهاد ثلاثة عسكريين . كما سقط عدد من المهربين والتجار بين قتيل وجريح ، ويواصل الجيش العملية ومقتل ثلاثة مطلوبين خلال الاشتباكات التي وقعت في بلدة حورتعلا- البقاع”.
معيشيًا ، حققت السوبرماركت هدفًا في مرمى وزارة الإقتصاد والمستهلكين : اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
بعدما أَطفأَ الدولار شمعتَه الثمانين، سَحبَ نيرانَه إلى الشارع وعلى أبوابِ المصارف.. واستدعى اجتماعاتٍ طارئة في السرايا الحكومية، أعلن خلالَها الرئيس نجيب ميقاتي العملَ على تطبيقٍ يُحدِّدُ تسعيرَ تعرِفةِ البنزين بما يتناسبُ وتغيُّراتِ سعرِ الصرف وبدا من خلالِ اللقاءاتِ الرسمية العاجلة أنّ كلَ قطاعٍ يَبحثُ عن مَخرجٍ لأزْمتِه، سَواءٌ في المحروقات أو في التوجّهِ نحوَ تسعيرِ الموادِّ الغذائية بالدولار ولم يَعُد الشعبُ يُحصي القطاعات والمنتوجاتِ التي عليه أن يؤمِّنَ تسعيرَها بعُملةٍ ليست صَعبةً وحسْب، بل هي من أصعبِ المفقودين في السوقِ الحارقة في المقابل لم تَشعُر المصارف أنها مَعنيةٌ إلا باستمرارِ الإضرابِ المفتوح والتلويحِ بالتصعيد والضغطِ على مواطنينَ فَقدوا أموالَهم تَحت جَناحِها أدّت سورياليةُ هذا المشهد الزلزالي إلى خروجِ مودِعين بحالةِ غضبٍ ويأس، ونقمةٍ شَرّعت لهم العنفَ وإضرامَ النار وتحطيمَ مداخِلِ المصارف، وصولاً إلى منزلِ رئيسِ جمعية المصارف سليم صفير الذي تَحوّلَ محيطُه إلى ساحةٍ تُشبهُ الحرب فلا الأمنُ رَدَع، ولا الجيشُ تصدّى.. لكونِ القطاعين العسكري والأمني هم في طلائعِ الصفوفِ المُنهَكة في راتبِها ومعيشتِها، ويَدفعون ثمنَ الرصاص دماً، سَواءٌ في معاركِهم معَ التصدي للإجرامِ الداخلي، أو في معركةِ الحياةِ المعيشية النازفة قهراً والعسكرُ الواقف قوّةَ فصلٍ بينَ منكوبين في جيوبِهم.. لن يَنوبَ عن إداراتِ رؤساءِ المصارِف في ابتكارِ الحلول/ فهذه الإدارات بَقِيت في موقِعِ المتفرّج على انهيارِ العُمران المصرِفي.. واختارت تطبيقَ أسهلِ الحلول في الإضراب وإقفالَ أبوابِها أمامَ ما تبقّى من معاملاتٍ للمواطنين لم يَكُن الإضرابُ حلاً, وليست مراقبةُ انهيارِ الليرة أيضاً إلا استسلاماً لواقعٍ فَرَضَه غيابُ المسؤولين عن خُططِ التعافي والتعاون معَ البنك وصُندوقِ النقد الدوليَين، والإسراعِ في إقرارِ الكابيتال كونترول منذُ الهبوطِ الأول للأزْمة.. وليسَ بعدَ ثلاثِ سنواتٍ من الاستنزاف وتهريبِ الأموال وغابتِ المعالجات عن إداراتِ المصارف والإدارةِ الرسمية للدولة.. حيث تَرنّحت خُطّةُ إعادةِ هيلكةِ المصارف وظَلّت حبيسةَ التداولِ على الورقوهو أحدُ القراراتِ التي يشكّلُ حلاً واضحاً ويَضعُ البلادَ برمّتِها على قطارِ إعادةِ الهيلكة لكنْ, لا الهيلكة سُيّرت, ولا الكابيتال كونترول المتأخّر أُقِرّ فيما التدقيقُ المالي في أصولِ المصارف صارَ من الماضي.. أما التدقيقُ الجنائي على كلِ إدارات الدولة ووِزاراتِها فـ”خَرَجَ ولم يَعُد”،لقد حَفَرنا بأيدينا الهُوّةَ المالية، وعَمقّنا اتّساعَها، واستدرَجْنا البلادَ إلى الفوضى، ثم استَسغنا لَوْمَ الآخرين والآخرون, الأميركيون تديداً، أعطَوا حاكِمَ مصرِف لبنان رياض سلامة حَصانةً غيرَ مباشرة، عَبْرَ نفيِهم معلوماتٍ تُرجِّحُ فرْضَ عقوباتٍ قريبة عليه ومِلفُ سلامة تَحرّكَ اليوم في القضاءِ اللبناني، معَ تعيينِ المحامي العام الاستئنافي في بيروت رجا حاموش للنظرِ في مِلفِّه معَ شركاءَ آخرين، بعدما قَبِلت محكمةُ الاستئناف الشهرَ الماضي طلبَ ردِّ القاضي زياد أبو حيدر المقدّم من حاكِم مصرف لبنان وبهذه الخُطوة يستعيد القضاء اللبناني احدى اهم الملفات المثيرة للجدل والمفتوحة على صراع قضائي اروربي ليس فيه اية احكام حتى اليوم والصراع السياسي يبدو انه يسابق بعضه تشريعيا ورئاسيا.. حيث افيد ان التيار الوطني لن يتجاوب مع اي جلسة تشريعية الاسبوع المقبل وذلك بعد مقاطعته الجلسات الوزارية لكن وقوع لبنان على خط زلزال طبيعي دفع بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الدعوة لتفعيل الاجتماعات الحكومية وتحدث نصرالله من خبرة زلزالية عن تفاهم مار مخايل فوضعه على مقياس ريختر وقال ان التفاهم اليوم في موقع حرج هي هزة ارتدادية عنيفة شعرت فيها ميرنا الشالوحي ومصدرها فالق الضاحية الجنوبية.. بانتظار ترتيب لقاء تردد انه سيضم السيد نصرالله وجبران باسيل.
لدولار يبقى العنوان الساخن الذي يسري في التفاصيل اللبنانية كالنار في الهشيم وكل ما عداه عناوينُ متفرعةٌ عنه.
فالعملةُ الخضراءُ تشقُ طريقَها نحو المئة ألف ليرة بعدما تجاوزَ سعرُ صرف الدولار الواحد في السوق السوداء الثمانين ألفاً اليوم.
جنونُ الدولار يجرُف معَه كلَّ شيء ولا سيما لجهة أسعار المحروقاتِ والمواد الإستهلاكية والغذائية.
وعلى نيةِ معالجة الوضع النقدي عقدَ اجتماعٌ في السراي الحكومي كما عقدَ اجتماعٌ آخر على نية المحروقات أُعلن بعدَه عن إمكانِ إصدارِ أكثرَ من جدولّيْ اسعار يومياً واعتماد منصة خاصة للبنزين.
الإنهياراتُ الإقتصادية والماليةُ والمعيشية دفعت المواطنين إلى التعبير عن وجعهم قطعاً للطرقات في عدد من المناطق فيما كان مودعون يهاجمون بعض المصارف.
وفي الحديث عن المصارف برزت تسريباتُ إحدى القنوات العربيةِ عن عقوباتٍ أميركية ستفرُض على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ما زاد في الإنعكاسات السلبية على السوق المالية في لبنان قبل أن يدعو مصدرٌ دبلوماسي أميركي لعدم إعطاء مثل هذه الشائعات أهمية.
وإلى الهزاتِ المالية والمعيشية ثمة هزاتٌ أرضية متواصلْة وجديدها واحدة وقعت بعد ظهر اليوم عند الحدود السورية – الأردنية وعلى الساحل السوري وقد شعر بها سكانٌ عدد من المناطق اللبنانية بما فيها بيروت.
أما الزلزالَ الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من هذا الشهر فربما يحمل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق في زيارةٍ هي الأولى من نوعها منذ اثني عشر عاماً في حال تمت استناداً إلى العديد من التقارير الصحفية.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رأى أن لبنان ومنذ العام 2019 دخل في استهدافٍ جديد للنيل من الانجازات التي تحققت ولاعادته الى الهيمنة الأميركية.
وتوجه إلى الأميركيين بالقول إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى وتألم الشعب اللبناني فلن نجلس ونتفرج وسنمد يدنا إلى من يؤلمكم حتى لو أدى ذلك إلى خيار الحرب مع حبيبتكم إسرائيل.