/ حازم يتيم /
يصل مونديال قطر 2022 الى محطته الختامية مساء الاحد. الختام سيكون بمباراة الحلم، واي حلم، حلم انتظار دام اربع سنوات وحلم مداعبة الكأس الغالية. المباراة النهائية ستجمع بين منتخبي فرنسا “حامل اللقب” والارجنتين. مباراة ستكون بعنوان “كل شيء او لا شيء”.
هو نهائي المونديال الرائع، بين طموح فرنسي بضرب عصافير بحجر واحد، واحلام ارجنتينية باستعادة مجد ضائع عمره 36 عاماً.
قبل المونديال قيل الكثير عن المنتخبين، ومع اقتراب المونديال من محطته الختامية، لم يبق اي امر ليتم الحديث عنه، هو فقط حديث وحيد لدى الشارعين الارجنتيني والفرنسي تحت عنوان” الفوز باللقب الغالي”.
المباراة الختامية لن تكون مجرد مباراة، فالفريقين وصلا الى النهائي وبجعبة كل منهما لقبين، لذلك سيسبق احدهما الاخر بعد نهاية المباراة، هذا هو الحافز الاول. اما الحافز الثاني فيكاد يكون الاهم، هي مباراة النجمين، الساحر ليونيل ميسي والمبدع كيليان مبابي. كلاهما يلعب لنفس الفريق، وكلاهما يسعى للفوز بالتاج العالمي، وكلاهما يسعى لاحراز لقب افضل لاعب في العالم والذي ستحسمه نتيجة المباراة، دون نسيان انهما يسعيان للقب الهداف حيث سجل ميسي خمسة اهداف وكذلك مبابي. هي مباراة بعناوين عديدة والترجيحات فيها متعادلة.
تدخل فرنسا المباراة بعد ان قدمت مونديالاً مميزاً تألق فيه اكثر من لاعب، على رأسهم كيليان مبابي واوليفييه جيرو دون نسيان ابداع انطوان غريزمان وادريان رابيو.
هي العناصر نفسها التي سيعتمد عليها منتخب الديوك للاحتفاظ بلقبه. في الدور الاول تصدرت فرنسا مجموعتها على حساب استراليا وتونس والدنمارك، ثم اقصت بولندا في الدور الثاني، واطاحت بانكلترا في الربع نهائي، قبل ان توقف القطار المغربي في النصف نهائي.
ويتميز المنتخب الفرنسي بتعدد ادوار لاعبيه وباعتماده على المجموعة، صحيح ان مبابي هو الابرز، لكن ذلك لا يعني تهميش دور الاخرين الذين ساهموا بتألق الديوك وصولاً الى المباراة النهائية. فرنسا تسعى لاحراز لقبها الثالث بعد عامي 1998 و2018، علماً انها خسرت نهائي عام 2006 امام ايطاليا.
اما الارجنتين فتصل للمرة الثانية الى النهائي في غضون ثماني سنوات، هي خسرت نسخة عام 2014 امام المانيا ولذلك تسعى للتعويض.
وستكون الانظار مصوبة باتجاه النجم الارجنتيني ليونيل ميسي، الذي سيلعب اخر مبارياته المونديالية. هو قدم كل شيء في هذا المونديال، يمكن القول ان ميسي 2022 ابدع، صال وجال، سجل الاهداف وصنعها، بات اول لاعب يساهم بعشرين هدفاً في كوؤس العالم. لم يتبق امامه الا الكأس الغالية، لديه تسعين دقيقة وربما مئة وعشرين ان تم تمديد المباراة. سجل امام السعودية ثم سجل هدفاً وصنع اخر امام المكسيك، امام بولندا اهدر ركلة جزاء، ثم سجل امام استراليا في الدور الثاني، ليقدم افضل مبارياته امام هولندا فسجل هدفاً وصنع اخر. امام كرواتيا سجل هدفاً وصنع اخر.
باختصار كان لميسي لمسته في جل المباريات، دون نسيان تألق بعض اللاعبين الاخرين، على رأسهم جوليان الفاريز الذي خطف الانظار في الادوار الاقصائية، فسرق هدف.
اما خط الوسط فكان قوياً بقيادة دي بول وانزو فيرنانديز وباريديس. دون اغفال ان المنتخب الارجنتيني لم يستعمل بعضاً من اسلحته، فهو مثلا لم يستخدم بابلو ديبالا ولا انخل دي ماريا او انخل كوريا الا نادراً اما لاوتارو مارتينيز فما زال يفتش عن نفسه في هذا المونديال.
سؤال واحد يطرحه كوكب الارض وعشاق الكرة. من يحمل التاج العالمي؟ ومن يكون عريس قطر 2022؟
هل تخضع الكرة اخيراً لساحرها وملهم الكثيرين ليونيل ميسي؟ ام يروض كيليان مبابي منتخب التانغو فيجدد فوزه بالذهب؟
سؤال سنعرف اجابته فور نهاية المباراة النهائية لمونديال قطر 2022. فالنجمة الثالثة تنتظر احد الكبيرين، اما الديك الفرنسي او التانغو الارجنتيني. فهل تبقى الكأس في اوروبا؟ ام تعود الى اميركا الجنوبية بعد غياب لعشرين عاماً؟