/ غاصب مختار /
بعد الجلسة السابعة الفاشلة لمجلس النواب لإنتخاب رئيس للجمهورية، ثمة أمور ستتغير مع تغير اتجاهات بعض نواب قوى التغيير والمستقلين، سواء بانضمامهم إلى من يصوّت لميشال معوض أو الى من يصوّت لغيره، عدا عن التغيير الذي طرأ على تركيبة المجلس بعد قرار المجلس الدستوري قبول الطعنين المقدمين من فيصل كرامي والدكتور حيدر ناصر، فباتا من نواب المجلس على حساب رامي فنج وفراس السلوم، وكان الأول محسوباً على المعارضة، بإنتظار نتائج الطعنين الباقيين في دائرتي عكار والمتن الشمالي، ومدى تأثير هذا التغيير في توازنات المجلس على لعبة تطيير النصاب أو تسمية شخصيات جدية للرئاسة، في حال تمكن أطراف المجلس من حشد اكثرية لإيصال مرشح ما، ودوما “ببركة ورعاية ودفع الدول الصديقة والشقيقة”.
ويبدو واضحاً، حتى الآن، أن لا دول الخارج تقوم بما يكفي للتوافق على كيفية معالجة أزمة الشغور الرئاسي، ولا قوى الداخل قادرة على التوافق والتفاهم حول مرشح مقبول يمكن حشد أكثرية نيابية له من أغلب الأطراف، نتيجة الانقسام الحاد بين مكونات المجلس ورفع الأسقف السياسية التي وصلت حدّ تعطيل العملية الانتخابية. ولا شك أن عودة النائب فيصل كرامي الى الندوة النيابية مع النائب الفائز بالطعن الدكتور حيدر ناصر، وكلاهما نائبان عن طرابلس، ستغير مجرى التصويت، ولعل كلام وزير الاعلام زياد مكاري أمس إشارة إلى بداية التحوّل، إذ قال: “معلوماتي تؤكد أن حزب الله سيدعم سليمان فرنجية، وأنا مسؤول عن كلامي، ونحن أمام معركة نصاب وليس انتخاب، وتأمين النصاب يعني تأمين الميثاقية، ومن الممكن أن يعلن حزب الله عن ترشيح ودعم سليمان فرنجية من دون موافقة التيار الوطني الحر، وفيصل كرامي صوت إضافي معنا”.
لكن المفارقة الجديدة في كل هذه التطورات، أن كرامي أعلن أنه اعتباراً من الأسبوع المقبل سيبدأ العمل على إنشاء “جبهة سياسية”، ليكون السؤال: من ستضم هذه الجبهة وهل سيتم إحياء “اللقاء التشاوري” للنواب السنة؟ وهل ستقتصر على كتل نيابية أم تتوسع خارج المجلس؟ ما هو مشروعها وأولوياتها؟ علماً أن كرامي أكد أنه لن يخرج عن ثوابته الوطنية المعروفة.
أجاب كرامي موقع “الجريدة” على هذه الاسئلة بالقول: “الحقيقة أن انشاء جبهة سياسية واسعة مجرد فكرة أسعى لتحقيقها، لأني أعتقد ان الهدف الاول الذي يجب أن نسعى له هو انتظام العمل الدستوري، وهذا يعني انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن في ظل الوضع القائم انتخاب الرئيس ليس متاحاً لأن أي طرف لا يمكنه تأمين نصاب الثلثين في المجلس، ولا يمكن التوصل إلى مخرج سوى بالحوار والتلاقي”.
أضاف: “لذلك أنا افكر في صيغة تكون نقطة تلاقٍ عبر إنشاء جبهة سياسية وطنية واسعة خارج الاصطفاف الطائفي والمذهبي، وأوسع من اللقاء التشاوري، وليس عبر تشكيل تكتل نيابي طائفي أو مذهبي، لذلك الفكرة من إنشاء الجبهة هي أن تكون وطنية عريضة تتلاقي على العناوين الكبرى، أما التفاصيل والقضايا الداخلية الصغيرة، فلكل طرف من أطراف الجبهة حرية اتخاذ الموقف الذي يريد”.
وأضاف كرامي: “لكن هذا لا يمنع أن نبحث أيضاً في كيفية الخروج من مقولة أن الطائفة السنية محبطة، وهذا أمر غير صحيح، فالطائفة السنية هي أمة وليس تجمعاً صغيراً”.
وعن موعد إطلاق اتصالاته لتشكيل الجبهة، قال كرامي: “الاثنين إن شاء الله سنضع خطة التحرك، فلم نبحث بالأمر قبل الآن، وكما قلت هي مجرد فكرة أسعى لتحقيقها قريباً إن شاء الله”.