جبران باسيل

هل يفتش باسيل عن الاستثمار في “دوحة 2”.. أم في النفط؟

/ مرسال الترس /

لا يجرؤ أحد على توقع عدد جلسات الانتخاب الرئاسية حتى اليوم، وعما إذا كانت ستكسر الرقم القياسي الذي سُجل في انتخابات الرئيس السابق العماد ميشال عون، والتي بلغت 45 جلسة أم لا.

“رئيس التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل غاب عن الجلسة الخامسة، لـ”انشغاله” في العاصمة القطرية الدوحة، التي كان لها الفضل في الاتفاق الذي حمل اسمها في ايصال الرئيس الأسبق للجمهورية العماد ميشال سليمان إلى قصر بعبدا. فما هو “الكنز” الذي يفتش عنه باسيل في حنايا تلك العاصمة؟

مصادر سياسية متابعة ترى في نقلة باسيل غير المرتقبة اتجاهين لا ثالث لهما:

الأول، اللعب على التناقضات السعودية ـ القطرية، وخاصة أنها جاءت بعد انعقاد “المؤتمر الوطني” في الذكرى الثالثة والثلاثين لاتفاق الطائف، والذي تزامن مع احتمال الاتجاه إلى عقد “دوحة 2” يمهد لإخراج الاستحقاق الرئاسي في لبنان من الحلقة المفرغة، كما تركت أثرها في العام 2008. وفي الوقت نفسه جس نبض أهل الامارة في إمكانية دعم الدوحة للوعود التي سمعها رئيس “التيار الوطني الحر” من بعض كوادر الادارية الأميركية، حول احتمال رفع جزئي للعقوبات عنه تكون مقدمة لرفع كلي وكامل يفتح له طريق المستقبل، متجاهلاً أن الشروط الموضوعة لهذه الهدية قد تكون الطلب منه تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يُقال أن حظوظه سترتفع كلما توغل الاستحقاق الرئاسي في فراغه، وبعد أن تكون قد استُهلكت ورقة ترشيح النائب ميشال معوض، والذي يدرك في قرارة نفسه أن هناك من يستغل ترشيحه لغايات في نفس معراب والمختارة.

الهدف الثاني من حركة باسيل هو جس نبض بعض مفاتيح القرار في الدوحة، التي ورثت بدعم من واشنطن حصة شركة نوفاتك الروسية التي كانت شريكاً ثالثاً للتنقيب والاستثمار في بعض المياه الاقليمية اللبنانية، في إمكانية تسويق “شركات مشغلة” محددة، عَمِل العديد من أصحاب النفوذ في لبنان على تسجيل أمثالها خارج الاراضي اللبنانية، لتكون “شركات مشغلة أجنبية ملغومة لبنانياً” قادرة على أكل جزء من البيضة وتقشيرتها قبل وصول زبدتها الى الادارة اللبنانية، والتي لم تستطع حتى الساعة بلورة صيغة من سيشرف على مردود الثروة المنتظرة، نتيجة خلافات الأفرقاء وتجاذباتهم ومحاصصاتهم.

واستناداً إلى ما تقدم، تجزم المصادر المتابعة أن نائب قضاء البترون، الذي استطاع التهام كامل قشطة عهد عمه نتيجة “الحربقة” التي يتمتع بها، لن يعود خالي الوفاض، طالما أن بيده حصة نيابية وازنة قد يذكّر بوجودها في عواصم عربية أخرى ينوي التوجه إليها في وقت غير بعيد، كي لا تذهب طموحاته هباء.