توفي اليوم المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي عن عمر 96 عاماً.
وكان الراحل من أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي، وهو عالم مصري أزهري، ويحمل الجنسية القطرية.
ولد يوسف عبد الله القرضاوي في 9 سبتمبر/أيلول 1926 في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية بمصر. مات والده وعمره عامان فتولى عمه تربيته، فحفظ القرآن وأتقن أحكام تجويده وهو دون العاشرة.
هو من الشخصيات العلمية والفكرية البارزة في تاريخ حركة الإخوان المسلمين، ويعتبر من أبرز دعاة الوسطية الإسلامية التي تجمع بين السلفية والتجديد، وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن وفقه المقاصد وفقه الأولويات، وتوازن بين ثوابت الإسلام ومتغيرات العصر، وتتمسك بكل قديم نافع، وترحب بكل جديد صالح.
أثير حوله الكثير من الجدل، فبعض آرائه الفقهية وفتاواه لا تلقى ترحيبا عند بعض العلماء لأنه في نظرهم يقدم الرأي على الدليل الشرعي تماشيا مع ضغوط العصر الحديث، لكن مناصريه يقولون إنه نجح في الوصول إلى آراء فقهية تستند إلى قواعد واضحة في أصول الفقه ومقاصد الشريعة.
انتسب الشيخ القرضاوي إلى جماعة الإخوان المسلمين بمصر، واعتقل عدة مرات لانتمائه إليها بداية من عام 1949، وهو لا يزال طالبا في المرحلة الثانوية، ثم اعتقل في الحملة الأمنية الكبرى التي شنها نظام الثورة عام 1954 على الجماعة.
مُنع القرضاوي من دخول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب تأييده للعمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية داخل “إسرائيل” ووصفها بأنها “استشهادية”.
وصف الشيخ القرضاوي “الثورات” في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا بأنها “منحة إلهية لتغيير مسار شعوبها”، وأدان بشدة موقف الحكام في مواجهة الثائرين المسالمين بالرصاص والقتل.
وفي 16 مايو/أيار 2015 صدر حكم قضائي بإحالة أوراق الشيخ القرضاوي -ونحو مائة آخرين بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي- على مفتي مصر فيما يعرف بقضية “الهروب من سجن وادي النطرون” أثناء “ثورة” 25 يناير/كانون الثاني 2011، وهو القرار الذي وصفه الشيخ بأنه لا قيمة له ولا يستحق أن يُتَابع.
ورداً على اتهامه بالتحريض على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في أيام حكمه الأخيرة، قال الشيخ للجزيرة -عقب صدور الحكم- إن من حق الناس أن يثورا على الظلم والباطل.
كما أصدرت المحكمة العسكرية المصرية ي يوم 17 يناير 2018 حكما بالسجن المؤبد على الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، بتهمة التحريض على العنف في قضية اغتيال الضابط وائل عاطف طاحون عام 2015.
انتقد الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، النظام السوري، وندد بما وصفه “قمع المتظاهرين المطالبين بالحرية والإصلاح الديمقراطي في البلاد”، وسخر من الدعوى التي رفعت في حقه في دمشق بعد اتهامه بزرع الفتنة الطائفية في سوريا.
يعتبر القرضاوي من أبرز وجوه الاخوان في زمانه، وأيضاً هو آخر المنظرين للإخوان المسلمين بعد وفاة المؤسسين والمنظرين لهذه الحركة الإسلامية.
للقرضاوي ما يزيد عن 170 من المؤلفات من الكتب والرسائل والعديد من الفتاوى كما قام بتسجيل العديد من حلقات البرامج الدينية منها التسجيلية والحية.
الشيخ الذي توفي في العقد التسعين من عمره تفصله أربع سنوات عن القرن، ولدت يتيماً وقال في أحد المقابلات: “ولدت يتيماً وكنت أتمنى منذ صغري أن أصبح عالما بقريتي”.