الأمن الأميركي منع محمد بن سلمان من دخول البيت الأبيض!

كشف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خبايا جديدة دارت في البيت الأبيض، عن حادثتين، الأولى حينما منع الحرس الرئاسي الأميركي الأمير محمد بن سلمان من دخول البيت الأبيض، أما الثانية فكانت عن صفقة بيع الإمارات طائرات إف-35 الأميركية.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية تفاصيل الحادثتين، بين العديد من القصص الأخرى التي يسردها كوشنر في مذكراته “كسر التاريخ”، خلال اضطلاعه بمنصب مستشار الرئيس الأميركي، كان آخرها حديثه عن الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.

وكشف كوشنر عن حادثة جرت مطلع 2017، حين كان محمد بن سلمان، الذي كان في ذلك الوقت ولياً لولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف، موجوداً في الولايات المتحدة، وكيف منعه الحرس الرئاسي من دخول البيت الأبيض بسبب “مشكلة في الأوراق”، بحسب “سي إن إن”.

يقول كوشنر: “بالعودة إلى كانون الثاني 2017، خلال أول اتصال هاتفي بين ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز، أخبرنا الحاكم السعودي أن ننسق الرحلة المحتملة مع نجله محمد بن سلمان، نائب ولي العهد ووزير الدفاع، ذي الشخصية الكاريزمية، البالغ من العمر 31 عاماً، والمعروف باسم MBS”.

ولفت كوشنر إلى أنه تولى مهمة التنسيق في الجانب الأميركي، حيث اختاره ترامب واعتبره “الشخص المناسب”، مضيفاً: “عندما عدت إلى مكتبي تلقيت بالفعل بريداً إلكترونياً من محمد بن سلمان يطلب إجراء مكالمة”.

وتابع: “في آذار بينما كان محمد بن سلمان في واشنطن للتفاوض على تفاصيل زيارة ترامب للسعودية، ضربت عاصفة ثلجية الشمال الشرقي. ما دفع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، التي كان من المقرر أن تتناول الغداء مع الرئيس، لإلغاء زيارتها في اللحظة الأخيرة، لأن طائرتها لم تستطع الإقلاع من ألمانيا”.

ويقول كوشنر إنه سأل ترامب عما إذا كان سيتناول الغداء مع محمد بن سلمان، لأن ولي ولي العهد كان بالفعل في المدينة آنذاك، ويضيف: “اعتقد ترامب أنها كانت فكرة رائعة، رغم إصرار موظفي مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على أن الرؤساء لا يتناولون الغداء مع المسؤولين الأجانب الذين ليسوا رؤساء للدولة”.

ومع ذلك “رفض ترامب هذا البروتوكول البيروقراطي، وقرر استكشاف شراكة محتملة يمكن أن تعزز مصالح أميركا في الشرق الأوسط”.

لكن رفض ترامب لتلك الإجراءات لم يشفع لمحمد بن سلمان عند موظفي مجلس الأمن القومي “فلم يسمحوا له بتخطي نقطة التفتيش الأمنية، والقيادة مباشرة إلى الجناح الغربي البيت الأبيض، كما يسمحون لرؤساء الدول”.

يضيف كوشنر: “لذلك انتظر نائبي والموظف الوحيد في ذلك الوقت، آفي بيركوفيتش، في الثلج خارج نقطة التفتيش الأمنية لمقابلة محمد بن سلمان. عندما وصل ولي ولي العهد كانت هناك مشكلة في الأوراق، ومنعه الحرس الرئاسي من الدخول. ركضت إلى البوابة وأقنعتهم بالسماح له بالمرور”.

وأضاف: “رغم البداية الصعبة للزيارة كان الغداء ناجحاً. أخبر ترامب محمد بن سلمان مباشرة أنه يريد تعاوناً أقوى في مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف وإنهاء تمويل الإرهاب”.

حسب مذكرات كوشنر، فإن ترامب “توقع أن تتحمل السعودية المزيد من العبء الدفاعي في المنطقة. فلن تستمر أميركا في إنفاق دماء ثمينة وتريليونات الدولارات على حروب خارجية لا نهاية لها”. ويلفت كوشنر إلى أنها “كانت رسالة صعبة، لكن ترامب لم يخجل”.

رداً على ذلك، كشف محمد بن سلمان عن “خطة طموحة وشاملة لمكافحة الإرهاب. عزز هذا الاجتماع المخصص حدسي بأن علينا المخاطرة والذهاب للمملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية للرئيس.. أعطاني ترامب الضوء الأخضر لمواصلة التخطيط”.

على صعيد آخر، كشفت المذكرات نفسها عن مشكلة تخللت المحادثات حول بيع مقاتلات من طراز إف-35 الأميركية لأبوظبي، حيث قدم السيناتور الجمهوري راند بول والسيناتور الديمقراطي بوب مينينديز وكريس مورفي تشريعات لمنع بيع الأسلحة”، بحسب شبكة “سي إن إن”.

يقول كوشنر: “كان لبول تاريخ من الاعتراض على المبيعات العسكرية الخارجية للولايات المتحدة، لكن كان لمينديز ومورفي سبب مختلف. زعماً أننا ارتكبنا عملية كريهة بعدم إبراء الصفقة بشكل غير رسمي مع لجنة العلاقات الخارجية قبل الإعلان عنها”.

وتابع: “في حين أن الرئيس كان سيستخدم حق النقض ضد أي قرار للكونغرس يمنع البيع، ولن يكون لدى مجلس الشيوخ أغلبية الثلثين اللازمة لتجاوز حق النقض، فإن العرض العلني للمعارضة سيحرج الإماراتيين ويثير مخاوف بشأن علاقتهم بالزعماء الديمقراطيين قبل تولي بايدن الرئاسة”.

يصف كوشنر في مذكراته ذلك بأنه “كان تطوراً غير مرغوب فيه، ويمكن أن يعرض اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية للخطر في مهدها”، مضيفاً: “عملت أنا وآفي مع بومبيو، والسفير الإماراتي يوسف العتيبة، والسفير الإسرائيلي رون ديرمر للاتصال بكل عضو في مجلس الشيوخ تقريباً، وشرح أهمية البيع العسكري، والإجابة عن أسئلتهم”.

وحسب كوشنر، فإن السفير الإسرائيلي ديرمر قال للصحفيين “إن إسرائيل مرتاحة للغاية لعملية البيع، ووصف الإمارات بأنها حليفة في مواجهة إيران”.

يضيف كوشنر: “في النهاية، قرر معظم أعضاء مجلس الشيوخ أن الصفقة ستقلب ميزان القوى الإقليمي ضد إيران دون المساس بأمن إسرائيل. لقد فهموا أيضاً أنه في حالة عدم وجود صفقتنا، فمن المرجح أن تشتري الإمارات أسلحة من الصين أو روسيا”.

وتابع: “من الواضح أنه كان من مصلحتنا إبقاء الإماراتيين بقرب أميركا”.

وأشار إلى أنه “بعد انخراط مكثف رفض مجلس الشيوخ التشريع. وباستثناء بول صوت معنا جميع الجمهوريين، بعد التصويت اتصل يوسف للتعبير عن شكره”.

ولفت إلى أن “السفير ديرمر كان موهوباً جداً، وأن العمل معه كان تجربة مختلفة كثيراً عندما كان حليفاً”.