تخوف من إطالة أمد الأزمة؟

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية، فيما بدأت البلاد تميل إلى الدخول في مدار الاستحقاق الرئاسي، لا تزال الأزمات المعيشية والمالية والاقتصادية على حالها فيما الأزمة السياسية تراوح مكانها، فلا حكومة في المدى المنظور على ما يبدو ولا مؤشرات إيجابية في ما خص الاستحقاق الرئاسي وهو الآخر مجهول المصير في غياب التوافق على الشخص الذي يحمل مواصفات الرئيس الجامع الذي تعلّق عليه الآمال لإنتشال البلد من محنته.

مصادر مواكبة للحراك السياسي رأت أن لبنان يعيش أسوأ مراحله في ظل أزمة معيشية واقتصادية خانقة بالتوازي مع الارتفاع الجنوني للدولار وانعكاس ذلك على المحروقات والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، محذرة عبر “الأنباء” الالكترونية من إطالة أمد الأزمة في حال الإخفاق في التوصل إلى تشكيل حكومة وعدم التوافق على انجاز الاستحقاق الرئاسي بموعده بالشكل الذي يريح اللبنانيين ويكون مقبولاً دولياً ومرحباً به عربياً وخليجياً.

في هذا السياق، شبّه الوزير السابق آلان حكيم الوضع السياسي بالأسود الداكن، قائلاً: “إننا نعيش في مرحلة انعدام التوازن بكل المقاييس وقبل الحديث عن الفيول والغاز والكهرباء نتساءل عن الأسباب التي أدت للاحتكار والتخزين الاستباقي وكل ذلك نتيجة سياسة الارتجال والقرارات الفردية، فكل شيء لا يكون من ضمن خطة اقتصادية شاملة مصيره الفشل”.

حكيم وفي حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية سأل: “أين الخطة التي كلفت الخزينة مليون و250 ألف دولار وأين الحل الشامل للأزمة وما هي الأسباب التي أدت الى اتخاذ قرارات فردية رغم ثبات عقمها وفشلها؟”، مستغرباً التردد باتخاذ القرار بشأن الدولار الجمركي والضجة المصطنعة حوله، مشيراً الى “زيادة المشاكل في مختلف القطاعات بدءاً من أزمة الفيول الى المازوت والطاقة وأزمة الدخول الى المدارس والجامعات والتخزين الغذائي والقمح والطحين وكلها تتقدم على الاستحقاق الرئاسي، وماذا ينفع ان ننتخب رئيساً ليدير الأزمة والشعب اللبناني يتضوّر جوعاً؟”.

ودعا الى “انتخاب رئيس جمهورية يخلص لبنان من أزمته وليس رئيساً يمدد الأزمة ست سنوات جديدة. فإذا أردنا التغيير يجب ان نعرف كيف نختار الرجل المناسب للمكان المناسب والأهم أن تجتمع عليه كلمة اللبنانيين وأن يكون مقبولاً عربياً ودولياً ومن غير المسموح بعد اليوم انتخاب رئيس يزيد من عزلة لبنان ويتصرف بشكل أحادي. ونريد رئيساً يكون على مسافة واحدة من الجميع”، مؤكداً أن لا بريق أمل يؤشر الى انفراج الأزمة الا بتكتل الوطنيين اللبنانيين دون انتماء خارجي، داعياً الى قيام تكتل وطني لبناني يمثل الارادة اللبنانية فأولوية النواب الذين انتخبوا ان يشكلوا تكامل وطني واحد لأن لبنان لم يعد يحتمل 12 سنة بؤس ويجب أن نعطي أملاً للأجيال القادمة أن وطنهم بخير، فالذين اختاروا المقاومة الوطنية الاجتماعية يمكنهم ان يشكلوا تكتلاً يساعد في التوصل الى انتخاب رئيس جمهورية يكون مقبولاً عربياً ودولياً.