| ديفيد إغناطيوس |
إن هجوم “حماس” هو فشل استخباراتي قد تحتاج “إسرائيل” لسنوات كي تفك لغزه.
إن الهجوم الذي شنته “حماس” يوم السبت كان في الحقيقة “9/11 إسرائيل”، ليس بسبب المطالب المؤلمة للانتقام والتي تبعت الهجوم، ولكن بسبب العمى الغريب الذي سبقه.
الفشل الاستخباراتي الحقيقي لا ينتج ببساطة عن غياب المعلومات، ولكن للعجز عن فهمها، فما لم يكن يقدره “الإسرائيليون” “إبداعية وقدرة أعدائهم”، كما لم يقدّروا قدرة “حماس” وحلفائها على الكتمان والحفاظ على أسرارها.
هل سنعرف، كما علمنا بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، أن المعلومات الضرورية لمنع الهجمات كانت موجودة في النظام؟ فقد كانت الأضواء الحمراء المحذرة تومض في مكان ما، ولكن “الإسرائيليين” مثل الأميركيين، لم يكونوا قادرين على “ربط النقاط” ولا رؤية ما كان يحدق في وجوههم.
إن عالم الاستخبارات فيه تنافسات مهنية وحسد، وما يزيد هذا، عندما تكون القيادة السياسية تعيش الفوضى ولا يمكنها فرض النظام. فـ”إسرائيل” في 2023 وفي الأشهر التي سبقت كارثة غزة، كانت تعيش كابوساً سياسياً داخلياً، وكان البلد منقسماً، وكان “الموساد” (الاستخبارات الخارجية) و”شين بيت” (الاستخبارات الداخلية) يعارضان الائتلاف الحكومي الهش الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
عندما نقول إن غضب غزة هو نسخة عن 11 أيلول/ سبتمبر، علينا أن نتذكر الدرس الأكبر من الكوارث، وأكثر
من رؤية فشلنا، فقد كان رد الولايات المتحدة مفرطاً، فهي لم تنتقم وتدمر أعداءها، فقد حاولت إعادة تشكيل الشرق الأوسط، في محاولة عبثية في العراق وأفغانستان. والقوة “الإسرائيلية” في أحسن حالاتها هي قسوة محسوبة، وآمل ألا تخلق “إسرائيل” في انتقامها مشاكل أسوأ لها في المستقبل.